الجيش الأميركي يلوّح بالرد على أي تجربة نووية كورية شمالية

نشرة إخبارية في سيول تنشر صورا لتجربة صاروخية جديدة لكوريا الشمالية أمس (إ.ب.أ)
نشرة إخبارية في سيول تنشر صورا لتجربة صاروخية جديدة لكوريا الشمالية أمس (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يلوّح بالرد على أي تجربة نووية كورية شمالية

نشرة إخبارية في سيول تنشر صورا لتجربة صاروخية جديدة لكوريا الشمالية أمس (إ.ب.أ)
نشرة إخبارية في سيول تنشر صورا لتجربة صاروخية جديدة لكوريا الشمالية أمس (إ.ب.أ)

حذر مسؤولون كبار في القيادة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من هونولولو من أنه في حال إقدام كوريا الشمالية على تجربة نووية يرجح أن تجريها خلال الأسابيع المقبلة، فإن ذلك سوف «يبدل الوضع» في المنطقة وسيواجه برد أميركي.
وأجرت كوريا الشمالية أربع تجارب بصواريخ بالستية خلال أسبوع، وتستعد على ما يبدو للقيام بتجربة نووية بعد المؤتمر المقبل للحزب الشيوعي الصيني الذي يبدأ في 16 أكتوبر (تشرين الأول)، على ما أفاد مسؤول في القيادة العسكرية الأميركية للهند والمحيط الهادئ (إندوباكوم). وأوضح المسؤول طالبا عدم كشف اسمه: «أعتقد أن احتمال القيام بتجربة مرجح أكثر بعد أسبوع أو أسبوعين على المؤتمر»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويتوافق هذا الرأي مع ترجيحات أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية التي ترى أن هذه التجربة النووية الأولى منذ 2017 قد تجري بين 16 أكتوبر وانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة في 7 نوفمبر (تشرين الثاني).
وإذ أشار قائد الأسطول الأميركي في المنطقة، الأدميرال سام بابارو، إلى أنه لم يتم إثبات أي رابط بين تجارب بيونغ يانغ البالستية الأخيرة واحتمال قيامها بتجربة نووية، أقر بأن مثل هذا التطور سيكون «مصدر قلق شديد». وأضاف «سيكون ذلك مقلقا جدا، وسيكون هناك ردّ». وأوضح أن «الرد سيتم بالتشاور الوثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي وسيكون بموجب عقيدة الردع المتكامل التي نتبعها، ويتضمن كل عناصر السلطة الأميركية» الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية.
واعتبر قائد القوات الجوية في المنطقة، الجنرال كين ويلسباك، أن فكرة امتلاك كوريا الشمالية سلاحا نوويا مثيرة للمخاوف، خصوصا أن نظام بيونغ يانغ لا يعتبر هذا النوع من الأسلحة أداة ردع غير معدّة للاستخدام. ولفت إلى أنهم «هددوا باستخدام هذه الأسلحة ضد جيرانهم وحتى ضد الولايات المتحدة، وهذا غير اعتيادي... الدول الأخرى التي تمتلك هذه الأسلحة لا تتحدث بهذه الطريقة ولا بد أن يثير الأمر مخاوف الجميع».
وقال الجنرال ويلسباك إنه في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، فإن ذلك «سيبدل حتما الوضع» في المنطقة، و«سيكون مصدر قلق للعديد من الدول، أعتقد أن هذا سيقلق حتى الصين وروسيا».
وفي ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برامجها العسكرية، أقرت كوريا الشمالية في مطلع سبتمبر (أيلول) عقيدة جديدة تجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردا على هجمات بأسلحة تقليدية، مؤكدة أنها لن تتخلى أبدا عن السلاح النووي.
وأجرت بيونغ يانغ ست تجارب نووية منذ 2006، كانت آخرها في 2017 وكانت الأقوى إذ بلغت قوتها 250 كيلوطنا. وتحدثت بيونغ يانغ عن قنبلة هيدروجين. وأظهرت صور عبر الأقمار الاصطناعية في الأشهر الأخيرة مؤشرات على نشاط في نفق داخل موقع بونغيي-ري للتجارب النووية.
وأكدت بيونغ يانغ أنها دمّرت هذا الموقع في 2018 قبل قمة تاريخية بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب شكّلت بداية لمرحلة حوار لم تدم طويلا وانتهت دون نتائج. وبمواجهة خطاب بيونغ يانغ الحربي، استأنفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوراتهما المشتركة المعلقة منذ 2018 بسبب وباء «كوفيد-19» والتقارب الدبلوماسي العابر بين سيول وبيونغ يانغ.
وزارت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس هذا الأسبوع سيول، وتوجهت إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين خلال رحلة تهدف إلى تأكيد التزام واشنطن «الثابت» بالدفاع عن كوريا الجنوبية بوجه الشمال. وواشنطن هي الحليف الرئيسي لسيول على الصعيد الأمني، وتنشر حوالى 28500 جندي في هذا البلد.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.