تركيا ترفض ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية

TT

تركيا ترفض ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية

أعلنت تركيا رفضها قرار ضم روسيا مناطق دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية إليها. وأكدت أن القرار يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي. في الوقت ذاته، لوح الرئيس رجب طيب إردوغان مجدداً بعرقلة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حال عدم وفائهما بالتعهدات التي قطعتاها لبلاده واستمرار دعمهما للتنظيمات الإرهابية. وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان السبت: «لا يمكننا قبول هذا القرار الذي يعد انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الدولي الراسخة... تركيا لم تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في استفتاء غير شرعي أجرته في عام 2014، وشددت في كل مناسبة على دعمها القوي لسلامة أراضي أوكرانيا واستقلالها وسيادتها». وأضاف البيان أنه «تماشياً مع هذا الموقف الذي اتخذناه في عام 2014، نرفض قرار روسيا بضم مناطق دونيتسك، ولوهانسك، وخيرسون، وزابوريجيا الأوكرانية».
وكانت تركيا أعربت عن قلقها إزاء الاستفتاءات في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا في أوكرانيا بعد إعلان ممثلي مقاطعات لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا المدعومين من روسيا عزمهم تنظيم استفتاءات للانضمام إليها، مشددة على دعمها وحدة أراضي أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان: «قلقون من مساعي إجراء استفتاءات أحادية الجانب في أجزاء من أوكرانيا تحت السيطرة الروسية... لن يعترف المجتمع الدولي بمحاولات فرض الأمر الواقع غير المشروعة هذه، بل على العكس، ستصعب جهود إحياء العملية الدبلوماسية وتتسبب في تعميق عدم الاستقرار».
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) الماضي، سعت تركيا إلى الحفاظ على علاقات متوازنة بين روسيا وأوكرانيا. كما عرضت وساطتها لبدء محادثات بينهما. ونجحت وساطة تركيا أكثر من مرة؛ أولاً في فتح ممر آمن لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ثم في تبادل نحو 200 أسير بين الجانبين الروسي والأوكراني.
في سياق قريب، لوح إردوغان مجدداً بعرقلة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حال عدم وفائهما بالتعهدات التي قطعتاها لبلاده واستمرار دعمهما للتنظيمات الإرهابية. وقال إردوغان، في كلمة خلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد بالبرلمان السبت: «إلى أن يتم الوفاء بالوعود التي قطعت لنا، سنظل على المبدأ والموقف نفسهما». ووقعت تركيا والسويد وفنلندا، على هامش قمة «الناتو» بمدريد في يونيو (حزيران) الماضي، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضويتهما في «الناتو»، في مسعى لإزالة اعتراض الأولى على انضمامهما لأسباب؛ منها دعمهما لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وكذلك وجود عناصر من حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، المتهمة بالضلوع في تدبير محاولة انقلاب فاشلة بتركيا في 2016، على أراضيهما. وأعلن إردوغان، عقب توقيع المذكرة، أن تركيا حصلت على تعاون كامل من فنلندا والسويد ضد مسلحي «العمال الكردستاني» وحلفائهم.
وجاءت تهديدات إردوغان في الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، أن وفوداً من فنلندا والسويد وتركيا قد تجتمع في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لمناقشة عملية عضوية «الناتو»، وذلك للمرة الثانية في إطار الآلية الثلاثية التي اتفق عليها بين الدول الثلاث.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن الوزيرة الفنلندية، السبت: «نأمل في أن يكمل أعضاء (الناتو) عملية دراسة طلبنا في أسرع وقت ممكن. في الوقت الحالي، لدينا نتيجة جيدة. هناك موافقات برلمانية متبقية من جانب تركيا والمجر».
وأضافت أن «الصورة التي لدينا تشير إلى تقدم، لا أريد الخوض في التفاصيل، لكن الاجتماع الأول في 26 أغسطس (آب) بهلسنكي، أظهر جواً إيجابياً وتم إحراز تقدم... ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل في أكتوبر».
كما أعلنت السويد، الجمعة، رفع حظر تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية تقدمها بطلب الانضمام إلى عضوية «الناتو». وقالت المؤسسة السويدية المعنية بمراقبة تصدير السلاح، في بيان، إنها ستسمح مجدداً بتصدير السلاح إلى تركيا، مشيرة إلى أن قرارها الأخير مرتبط بطلب الانضمام إلى عضوية «الناتو». وأكد البيان أن القرار يشمل الأسلحة والمعدات العسكرية والمنتجات المتعلقة بمجال الإلكترونيات والتكنولوجيا.
وقال رئيس المؤسسة، كارل إيفرتسون، إن الأسلحة يتم تصديرها وفق شروط تحددها لجنة الدفاع السويدية، مضيفاً أن تركيا ليست بحاجة إلى الأسلحة السويدية في الوقت الحالي، لأنها لا تشتري أسلحتها من السويد.


مقالات ذات صلة

لافروف يؤكد استعداد روسيا لاستخدام «كل الوسائل» كي لا تهزم في أوكرانيا

أوروبا 
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ب)

لافروف يؤكد استعداد روسيا لاستخدام «كل الوسائل» كي لا تهزم في أوكرانيا

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أمله في أن يكون الغرب قد «أخذ على محمل الجدّ» استخدام روسيا صاروخها الجديد ضدّ أوكرانيا في نهاية نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مقاتلون أجانب يحضرون تدريباً مع اللواء الهجومي الأوكراني الثالث في مكان غير معلن في منطقة خاركيف 2 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

أوكرانيا ترفض دعوة أميركا لخفض سن التجنيد العسكري

رفضت أوكرانيا دعوة واشنطن لخفض سن التجنيد العسكري من 25 إلى 18 عاماً، حسبما أكد مسؤول أوكراني رفيع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (رويترز)

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن رمضان قديروف رئيس الشيشان قوله اليوم الأربعاء إن طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا هاجمت العاصمة غروزني وتسببت في سقوط مدنيين.

«الشرق الأوسط» (غروزني)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (رويترز)

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء الناتو على تزويد أوكرانيا بما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )

وزير الدفاع الأميركي يلغي زيارة لكوريا الجنوبية بعد أزمة «الأحكام العرفية»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
TT

وزير الدفاع الأميركي يلغي زيارة لكوريا الجنوبية بعد أزمة «الأحكام العرفية»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)

قال مسؤولان أميركيان لوكالة «رويترز»، اليوم الخميس، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تراجع عن خطط السفر إلى كوريا الجنوبية بعد المحاولة الفاشلة للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول هذا الأسبوع لفرض الأحكام العرفية.

وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إن التخطيط للسفر كان جارياً لزيارة في المستقبل القريب، لكن تقرر أن الوقت الحالي غير مناسب.

وأضاف المسؤول أن مشاورات جرت مع كوريا الجنوبية قبل تغيير خطط السفر.

ومن المقرر أن يغادر أوستن منصبه بحلول 20 يناير (كانون الثاني) مع تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

واستهدف إعلان يون الأحكام العرفية، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، تعزيز سلطة الرئيس وحظر النشاط السياسي والرقابة على وسائل الإعلام.

وأثارت هذه الخطوة غضباً في الشوارع وأثارت القلق بين حلفاء كوريا الجنوبية الدوليين.

ويتمسك الرئيس بالسلطة مع معارضة حزبه مذكرة بعزله ستُطرح للتصويت في البرلمان. وقدمت ستة أحزاب من المعارضة، الأربعاء، مذكرة بعزل الرئيس تُطرح للتصويت، السبت، بحسب وكالة «يونهاب»، لاتهامه بارتكاب «انتهاكات خطيرة للدستور والقانون».

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه وكالة «ريل ميتر»، الأربعاء، أن 73.6 في المائة من الكوريين الجنوبيين يؤيدون مذكرة العزل، مقابل 24 في المائة يعارضونها، و2.4 في المائة لا رأي لديهم في المسألة.