ماذا تكشف أول صور لمهمة الدفاع الكوكبي؟

الصور التي التقطها تلسكوبا هابل وجيمس ويب بعد اصطدام مركبة الفضاء (دارت) بالكويكب.
الصور التي التقطها تلسكوبا هابل وجيمس ويب بعد اصطدام مركبة الفضاء (دارت) بالكويكب.
TT

ماذا تكشف أول صور لمهمة الدفاع الكوكبي؟

الصور التي التقطها تلسكوبا هابل وجيمس ويب بعد اصطدام مركبة الفضاء (دارت) بالكويكب.
الصور التي التقطها تلسكوبا هابل وجيمس ويب بعد اصطدام مركبة الفضاء (دارت) بالكويكب.

لم ترسل وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مركبة إعادة توجيه الكويكب المزدوج (دارت)، فقط من أجل الاصطدام بالكويكب «ديمورفوس»، ولكن الهدف الأساسي، هو قياس قدرة هذا الاصطدام على إحداث تغيير بمدار الكويكب، لاختبار إمكانية تحقيق ذلك في المستقبل، عندما يكون هناك كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، ولذلك سميت هذه التجربة بـ«الدفاع الكوكبي».
ويحتاج التأكد من تحقيق المركبة لهدفها الأساسي الانتظار لبعض من الوقت قد يطول لمدة أسابيع، ولكن صوراً تم توفيرها من تبعات هذا الاصطدام، أعطت الباحثين مؤشرات إيجابية على نجاح هذه المهمة.
وفي اليوم التالي للاصطدام الذي وقع فجر الثلاثاء الماضي، نشرت وكالة الفضاء الإيطالية صوراً التقطها قمرها الصناعي «LICIACube»، وهو بحجم «محمصة الخبز»، وكان ضمن مكونات المركبة «دارت» وانفصل عنها قبل الاصطدام، بمسافة 50 كيلومتراً، وذلك حتى يتمكن من مراقبة الكويكب «ديمورفوس» بعد اصطدام المركبة «دارت» به، ومساء الخميس وفرت تلسكوبات جيمس ويب وهابل، صوراً أخرى.
https://www.youtube.com/watch?v=HGJnr7ihnYY
ويقول محمد شوكت عودة، رئيس مركز الفلك الدولي بالإمارات، وهو أحد المراكز المشاركة في تحليل نتائج الاصطدام: «هذه الصورة تعطينا مؤشرات إيجابية على نجاح المهمة، لكن التأكيد يحتاج لبعض من الوقت».
وتكشف الصور أعمدة من المواد تظهر على شكل خصلات تتدفق بعيداً عن مركز حدوث الاصطدام، وكانت كمية المواد وسرعة تحركها، مؤشراً على حدوث انحراف في مدار الكويكب، كما يوضح عودة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف: «الأيام القادمة ستكشف عن حجم التغير في المدار، وهل سيكون مثلما توقع علماء ناسا قبل المهمة أو أقل أو أكثر».
https://www.youtube.com/watch?v=dSKWl_YuqcM
وقبل الاصطدام، كانت الدورة الكاملة للكويكب «ديمورفوس» حول الكويكب الأكبر «ديديموس»، تستغرق 11 ساعة و55 دقيقة، وحسابات العلماء تشير إلى أن الاصطدام يجب أن يؤدي إلى تقليل هذه الدورة الكاملة نحو 10 دقائق لتصبح «11 ساعة و45 دقيقة»، وهذا ما لم يتم التحقق منه إلى الآن، ولكن الصور أعطت مؤشرات إيجابية، كما يؤكد عودة.
وينتظر علماء الفلك النتائج النهائية، والتي ستعلن عن وسيلة مستقبلية يمكن استخدامها لإحداث تعديل في مسار كويكب يمكن أن يصطدم بالأرض.
ويقول إيان كارنيلي، من وكالة الفضاء الأوروبية في تقرير نشرته الخميس الماضي وكالة الصحافة الفرنسية: «كنا نظن أن أسلوب الانحراف الوحيد هو إرسال قنبلة نووية، ولكن يبدو أننا سنعلن قريباً عن أداة جديدة يمكن استخدامها لمواجهة أي تهديد مستقبلي».
ولا توجد أي كويكبات تهدد الأرض حالياً، ولكن الكثير من الكويكبات بحجم (ديمورفوس) لم يتم اكتشافها بعد، ويمكن لهذه الكويكبات أن تدمر مدينة إذا تحطمت.



السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.