الصومال: الرئيس يتعهد بالقضاء على الإرهاب

اتهامات لـ«حركة الشباب» بقتل مدنيين خلال حفر بئر بالجنوب

الصومال: الرئيس يتعهد بالقضاء على الإرهاب
TT

الصومال: الرئيس يتعهد بالقضاء على الإرهاب

الصومال: الرئيس يتعهد بالقضاء على الإرهاب

تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمس مجدداً بالقضاء على «حركة الشباب المتطرفة»، التي اتهمها مسؤول محلي بقتل 12 شخصاً كانوا يحفرون بئراً جنوب البلاد، التي تعاني من الجفاف، بينما توجه أعضاء في الحكومة والبرلمان إلى جبهات القتال لدعم الانتفاضة الشعبية ضد الحركة.
وكرر حسن عقب مشاركته أمس في تشييع جنازة فرحان محمود عدن مفوض شرطة منطقة بنادير، بالتأكيد على ضرورة توحيد كل القوى من أجل القضاء على الإرهاب»، وأضاف: «يجب أن يشارك كل مواطن صومالي في هذه المعركة».
ووقع أحدث هجوم في بلدة جاريلي بمنطقة جيدو بجنوب البلاد، حيث هاجم مسلحون طاقم الحفر في موقع عمله، وأحرقوا جثثهم ومعدات الحفر، وفقاً لمهد عبدي وهو واحد من سكان المنطقة تفقد الموقع وأحصى الجثث.
وقال عبدي لوكالة رويترز: «أشعر بحزن بالغ لأن حركة الشباب تسبب لنا مثل هذه المشاكل في وقت نعاني فيه من الجفاف ونقص المياه في منطقتنا»، بينما أكد رئيس بلدية جاريلي حصيلة القتلى وأضاف أن قوات الأمن قتلت أيضاً ستة من مسلحي الشباب.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن أحمد غراد محافظ إقليم غدو، أن عناصر من حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، قتلت عشرة أشخاص، كانوا يعملون على حفر بئر لتوفير المياه للمنكوبين جراء موجة الجفاف التي ضربت عدة مناطق بجنوب ووسط البلاد.
وأوضح أن الإرهابيين شنوا هجوماً مسلحاً ضد طاقم الحفر في موقع العمل، كما قاموا بإحراق جثثهم ومعداتهم، واعتبر أن ممارسات الخلايا الإرهابية الشنيعة تخالف الإسلام الحنيف، والأعراف الصومالية، وتسترسل في إبادة السكان المحليين الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الفورية.
وكشفت الوكالة عن توجه نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة إلى الصفوف الأمامية لجبهات القتال لتشجيع الثوار والجيش والرفع من معنوياتهم، مشيرة إلى أن الحركة التي تتعرض لما وصفته بضربات موجعة على أيدي الجيش والانتفاضة الشعبية، فقدت العديد من المناطق التي كانت بحوزتها مؤخراً.
بدوره، أشاد اللواء محمد بيحي، قائد القوات البرية بالجيش، بالعمليات العسكرية ضد فلول حركة الشباب بإقليم هيران والمناطق المحيطة به، ودعا إلى مضاعفة الجهود للقضاء على الإرهابيين الذين يعيشون فيما وصفه بحالة الهزيمة والاحتضار.
وتقول قوات الأمن الصومالية إنها حققت مكاسب في معارك خاضتها مؤخراً ودعمتها فيها جماعات محلية للدفاع الذاتي، إلا أن حركة الشباب لا تزال تشن هجمات دموية، حيث أدى الصراع بين الحركة والحكومة المركزية إلى مقتل الآلاف منذ عام 2006.
وتعاني منطقة القرن الأفريقي من أسوأ موجة جفاف في 40 عاماً، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن مجاعة تلوح في الأفق.



سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
TT

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)

يتزايد عدد الأطفال اليمنيين المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد. وفي حين يستعد النازحون لمواجهة شتاء قاسٍ بنقص شديد في الموارد المعيشية، مع تقليص المساعدات الإغاثية الدولية، كشفت تقارير أممية عن نهب الدعم المخصص لمواجهة انعدام الأمن الغذائي.

وارتفع عدد الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 34 في المائة عن العام السابق ليصل إلى 600 ألف طفل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل الأخير لسوء التغذية الحاد الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة «يونيسيف».

وبينت «يونيسيف» عبر موقعها على الإنترنت أن مديريات المخا في تعز، والخوخة وحيس في الحديدة على الساحل الغربي شهدت مستويات «حرجة للغاية» من سوء التغذية الحاد، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، لأول مرة، مقدرة أن أكثر من 36 في المائة من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية الحاد.

ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

وأرجعت المنظمة الأممية زيادة سوء التغذية الحاد في اليمن إلى تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي الشديد ونقص الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، محذرة من أن سوء التغذية قد يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه، خاصة في مناطق الساحل الغربي.

كما ساهمت الفيضانات وانتشار الأمراض في الأشهر الأخيرة من تعقيد الوضع، بالإضافة إلى نقص الوعي الصحي حول تنظيم الأسرة وأهمية التطعيم، في حين دمرت الأمطار الغزيرة المنازل وشردت الأسر، وضاعف انتشار الكوليرا والملاريا وحمى الضنك من حدة سوء التغذية، إلى جانب نقص الوعي بالعناصر الغذائية الصحيحة.

زيادات متوقعة

في مارس (آذار) الماضي أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية الحاد، بسبب نقص التمويل، تاركاً ما يقارب 3 ملايين طفل وامرأة معرضين لخطر سوء التغذية.

وذكرت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» في مدينة تعز (جنوبي غرب) أن عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين تستقبلهم المستشفيات والمراكز المتخصصة، يزيدون على 30 ألف طفل، ويجد القائمون على هذه المراكز صعوبة في استيعاب أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين يزورونها يومياً لتلقي العلاج.

رغم تراجع التمويل لا تزال بعض الوكالات الأممية والمنظمات الدولية تقدم معونات في اليمن (الأمم المتحدة)

ونبهت المصادر إلى أن تقليص المنظمات الدولية لتدخلاتها ومساعداتها الغذائية في الأسابيع الأخيرة ينذر بتفاقم الوضع، وتحول آلاف الأطفال المصابين بسوء التغذية المتوسط إلى وخيم.

وفي محافظة لحج (جنوب غرب)، قدرت مصادر طبية أن نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية تزيد على 20 في المائة، حيث تستقبل المستشفيات والمراكز المتخصصة آلاف الأطفال شهرياً لتلقي العلاج، مع صعوبة بالغة تواجهها لاستيعاب هذه الحالات.

ويستغرب الباحث اليمني فارس النجار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من إصرار المنظمات الأممية والدولية على تقليص المساعدات الإغاثية المقدمة إلى اليمن، في ظل التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد بسبب عدد من العوامل، ومن بينها الآليات التي تعمل بها الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية، التي بسببها لا تمر أموال المساعدات عبر البنك المركزي اليمني، إلى جانب الفساد وسوء الإدارة الذي يطبع وسائل العمل الإغاثي الدولي في اليمن.

في غضون ذلك، دعا جمال بلفقيه، وهو رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية، إلى تنظيم إجراءات جدية وفاعلة لمنع استغلال العمل الإغاثي والمساعدات الدولية في اليمن لصالح الجماعة الحوثية، منوهاً إلى أن تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن قد كشف الكثير من الانتهاكات التي تتعرض لها أعمال الإغاثة على يد الجماعة، إلى جانب ما تمارسه من تعسفات بحق موظفي المنظمات الدولية والأممية.

التطرفات المناخية والفيضانات تسببتا في نزوح آلاف اليمنيين وفقدانهم المأوى دون تلقي مساعدات إغاثية كافية (أ.ف.ب)

وحث بلفقيه في حديث لـ«الشرق الأوسط» الحكومة اليمنية متمثلة بوزارة التخطيط على وقف كل الاتفاقيات، وعدم توقيع اتفاقيات جديدة مع المنظمات الدولية والأممية، إلا بعد نقل مقراتها وأنشطتها وحساباتها البنكية إلى المحافظات المحررة، مستغرباً من استمرار عمل هذه المنظمات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بعد كل ما جرى كشفه من انتهاكات بحقها وبحق العمل الإغاثي.

تأثير التطرفات المناخية

كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن نزوح نحو 18 ألف يمني، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الصراع والتطرفات المناخية.

وأوضح الصندوق أن آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، ساعدت 17458 فرداً بإغاثة عاجلة منقذة للحياة خلال الشهر الماضي، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصندوق المركزي للأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.

ورغم تراجع الأمطار الغزيرة بنسبة كبيرة منذ نهاية الصيف الماضي، فإن عدداً من المناطق لا تزال تشهد أمطاراً غزيرة تلحق أضراراً بالممتلكات والمساكن وتعطيل الأراضي الزراعية التي تضررت بنسبة 85 في المائة إلى جانب إتلاف المحاصيل، وتدمير سبل العيش، طبقاً للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ينتظر النازحون اليمنيون شتاء قاسياً في ظل نقص الموارد والمعونات وتراجع تمويلات المساعدات الدولية (غيتي)

ورجحت الوكالة في تقرير أخير لها أن أكثر من 650 ألفاً من النازحين، والعائدين من النزوح، وأفراد المجتمع المضيف في اليمن، بحاجة ماسة لمساعدات المأوى والإغاثة للتغلب على قسوة الشتاء القادم.

ويقدر التقرير أن نحو 655 ألف شخص سيحتاجون إلى إمدادات طارئة خلال الفترة الممتدة من الشهر الماضي حتى فبراير (شباط) المقبل.

وينتشر النازحون في 30 موقعاً داخل 11 محافظة يمنية، في مواجهة ظروف شديدة القسوة بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد، ما يجعلهم عرضة لمخاطر إضافية في فصل الشتاء.

ويعمل شركاء كتلة المأوى على تقديم دعم عاجل لـ232 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفاً، بما يشمل استبدال الملاجئ التالفة، وتوزيع بطانيات حرارية وملابس شتوية.