ليبيا: تركيز أميركي على «إدارة» عائدات النفط

حفتر يرفض مرور بعثة أممية إلى الجنوب

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لحضوره مهرجان الفروسية الشعبية بطرابلس
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لحضوره مهرجان الفروسية الشعبية بطرابلس
TT

ليبيا: تركيز أميركي على «إدارة» عائدات النفط

صورة وزعتها حكومة الدبيبة لحضوره مهرجان الفروسية الشعبية بطرابلس
صورة وزعتها حكومة الدبيبة لحضوره مهرجان الفروسية الشعبية بطرابلس

ركزت سلسلة اجتماعات عقدها مسؤولون أميركيون مع مسؤولي حكومة الوحدة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، على «(إدارة) عائدات البلاد من النفط». وقال بيان للسفارة الأميركية إن «وفداً ضم نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوشوا هاريس، والقائم بأعمال السفارة ليزلي أوردمان، ناقشا مساء (الجمعة) في تونس مع الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي، جهوده زيادة الشفافية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي»، لافتاً إلى «الاتفاق على أهمية ضمان أن تذهب موارد ليبيا لتوفير الخدمات الأساسية ودعم الشعب الليبي».
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1575933337440772096
بدوره قال الكبير إن «الاجتماع تناول التحديات الاقتصادية العالمية وجهود الشفافية والإفصاح التي تبناها مصرف ليبيا المركزي وتحقيق الاستدامة المالية والنقدية في ليبيا».
https://twitter.com/CentralBankOfLy/status/1575923776792891393
وأعلنت السفارة الأميركية في بيان ثان عن اجتماع عقده أيضاً مساء (الجمعة) القائم بأعمالها أوردمان مع وفد من حكومة الدبيبة برئاسة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة لمناقشة أهمية تعزيز الشفافية المالية ومكافحة الفساد.
وقالت إن «الولايات المتحدة تتطلع إلى البناء على ما وصفته بهذه المحادثات المهمة»، مشيرة إلى «الاتفاق على أن عائدات ليبيا ملك لكل شعبها ويجب توزيعها بشفافية وفي كنف المساءلة».
https://twitter.com/USEmbassyLibya/status/1575867107358945280
إلى ذلك، قبلت محكمة استئناف الزاوية الطعن المقدم من رئيس مجلس إدارة مصلحة الأملاك العامة سمير البلعزي ضد قرار الدبيبة، الذي شارك مساء أول من أمس، في مهرجان الفروسية الشعبية بطرابلس، بإقالته وتكليف مجلس إدارة جديد للمصلحة.
وتزامن الحكم مع رسالة وجهها محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي إلى الدبيبة يطالبه فيها بضرورة «استمرار غلق منظومة التسجيل العقاري لحين الانتهاء من المراحل الانتقالية الحالية».
كما طالب المنفي في الرسالة، التي تم تسريبها لوسائل إعلام محلية، بـ«تعليق جميع التصرفات الناقلة للملكية بمصلحة التسجيل العقاري، وأن يقتصر دور المصلحة خلال المرحلة الانتقالية على العمل الإداري فقط».
في غضون ذلك، طالب 32 من أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الشرقية، رئيسه عقيلة صالح في بيان مشترك بعقد جلسة منقولة على الهواء لعرض ومناقشة دستور البلاد عام 1951 غير المُعدل، والعودة للنظام الاتحادي وفقاً للأقاليم التاريخية الثلاثة. ودعا البيان أعضاء مجلس النواب عن المنطقتين الغربية والجنوبية لتأييد هذا الطلب، لافتاً إلى «تعثر الاستفتاء على مشروع الدستور المنجز من الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور».
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن «قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر رفضت دخول فريق من بعثة الأمم المتحدة إلى الجنوب، وأمرته بالعودة مجدداً إلى العاصمة طرابلس، بسبب عدم تلقى الجهات الأمنية والعسكرية أي أخطار مسبق»، بحسب المصادر.
ولم يصدر بيان رسمي من الجيش حول الواقعة؛ لكن مصادر محلية بالإضافة إلى مسؤول عسكري أكدوا أن «غرفة عمليات الجنوب رفضت السماح بعبور رتل سيارات مصفحة تابع للمنظمة الدولية إلى الجنوب الليبي».
وكان اللواء 128 المعزز التابع للجيش، قد أعلن تسيير آمره العميد حسن الزادمة دورية عسكرية صحراوية لتفقد مناطق الجنوب الحدودية، مشيراً إلى إشادة أعيان المناطق بدور الجيش في بسط الأمن والاستقرار بالمنطقة.
بموازاة ذلك، قال السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إنه نقل إلى عبد الله باثيلي الممثل الخاص الجديد للأمين العام للمنظمة الدولية إلى ليبيا ورئيس بعثتها هناك، دعم مصر له والتمنيات بنجاحه في فترة رئاسته، لافتاً في بيان عبر «تويتر» مساء (الجمعة) إلى ما وصفه بالدور المحوري للبعثة الأممية في هذا المنعطف الحرج.

https://twitter.com/EgyptPRNewYork/status/1575865618745548801



المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.