17 معياراً لتوقع المدة التي يعيشها كبار السن

يعتمد نموذج جديد للتنبؤ بمتوسط العمر المتوقع لكبار السن بدرجة أقل على تشخيص مرضهم المحدد، ويعتمد بشكل أكبر على عوامل مثل القدرة على التسوق في البقالة، وأداء الأعمال المنزلية، وكمية جزيئات الكوليسترول الصغيرة المنتشرة في دمائهم، وما إذا كانوا يدخنون أو لم يدخنوا مطلقاً أو يدخنون من حين لآخر.
وتوفر نتائج الدراسة التي قادها باحثون من جامعة ديوك الأميركية، ونشرت في العدد الأخير من دورية «إي بيو ميديسن»، طريقة للتنبؤ بما إذا كان من المرجح أن يعيش الشخص فوق سن 70 عاماً، سنتين أو خمس أو 10 سنوات.
وتقول فيرجينيا بايرز كراوس، الأستاذة في علم الأمراض وجراحة العظام في كلية الطب بجامعة ديوك الأميركية، والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 29 سبتمبر (أيلول) الحالي: «تم تصميم هذه الدراسة لتحديد العوامل التي تنذر بما إذا كان من المحتمل أن يعيش شخص ما عامين أو 10 سنوات أخرى، وإذا طُبقت بشكل صحيح، يمكن أن تساعد في تحديد فوائد وأعباء اختبارات الفحص والعلاج لكبار السن».
وأطلقت كراوس وزملاؤها الاستفسارات بشأن تلك العوامل، بعد دراسة لـ1500 عينة دم لكبار السن، كانت توجد في المعاهد الوطنية للصحة، وتم جمعها من دراسة أجريت قبل 34 عاماً.
وتم سحب العينات المخزنة في عام 1992 عندما كان المشاركون يبلغون من العمر 71 عاماً على الأقل، وكان من المقرر تدميرها، لكن الباحثين وصلوا في الوقت المناسب لنقلها إلى جامعة ديوك لتحليلها.
وكانت لعينات الدم ميزة إضافية مهمة تتمثل في سحبها في وقت سبق الاستخدام الواسع للأدوية مثل العقاقير المخفضة للكوليسترول، والمزيد من الحظ الجيد، أنه تمت متابعة المشاركين الذين أخذت منهم هذه العينات، لعدة سنوات وقاموا بملء استبيانات حول تاريخهم الصحي وعاداتهم.
وبالاستفادة من جميع ميزات الدراسة القديمة، تمكن الباحثون من تطبيق الأدوات التحليلية المتطورة الحالية وحددوا مجموعة أساسية من 17 متغيراً لها تأثير سببي على طول العمر.
ووجد التحليل أن العامل الرئيسي المرتبط بطول العمر عبر كل معيار من معايير الدراسة، بعد عامين، وخمسة، وعشر سنوات من سحب الدم من المشاركين، كان الوظيفة البدنية، والتي تم تعريفها على أنها القدرة على التسوق لشراء البقالة أو القيام بتنظيف المنزل (أداء واجبات منزلية)، والمثير للدهشة أن الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب لم تكن من بين العوامل الرئيسية التي تنبئ بتوقع المدة.
وبالنسبة لكبار السن الذين عاشوا لمدة عامين بعد وقت سحب الدم، كان العامل الرئيسي المرتبط بطول العمر هو وجود وفرة من كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، وهذا النوع من الكوليسترول، له دور في تنظيف وإزالة السموم الداخلية من الجسم، وهو أفضل قدرة على الوصول إلى زوايا الخلايا وزواياها المظلمة لإزالة الكولسترول السيئ، لذا فإن الحصول على المزيد منها يمكن أن يوفر هذه الفائدة الوقائية.
ومن بين الناجين الأطول عمراً، الذين عاشوا لمدة 10 سنوات، كان أفضل مؤشر هو تاريخ التدخين لدى الشخص، حيث كان أداء غير المدخنين أفضل.
وتقول كراوس: «توضح هذه العوامل فهمنا للآليات الكامنة وراء طول العمر، ويمكن أن تشير إلى الاختبارات المناسبة والتدخلات المحتملة».
وتضيف أن «المرحلة التالية من البحث هي استخدام أدوات تحليلية إضافية لتحسين القدرة على التنبؤ وتحديد الأهداف المحتملة للعلاجات».