قبل إيثان نوانري مع آرسنال، كان هارفي إليوت من فولهام، ومن قبله ماثيو بريغز من فولهام أيضاً، هو أصغر لاعب يشارك في مباراة رسمية في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى مدار 12 عاماً، ظل بريغز محتفظاً بلقب أصغر لاعب شارك في الدوري الإنجليزي الممتاز، وشعر بفرحة هذا الإنجاز، لكنه شعر أيضاً بأن ذلك الأمر يخلق ضغوطاً كبيرة على اللاعب الشاب. يقول اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً الآن «أنا فخور بهذا اللقب، ولن أتنازل عنه مقابل أي شيء في العالم، لكن هناك جزءاً مني يتمنى لو أنني تقدمت في صفوف الفرق ببطء».
كان بريغز يبلغ من العمر 16 عاماً و65 يوماً عندما شارك بدلاً من موريتز فولز في المباراة التي خسرها فولهام أمام ميدلسبره بثلاثية نظيفة في الجولة الختامية لموسم 2006 - 2007. وفي يوم السبت السابق للمباراة، تدرب بريغز مع الفريق الأول لفولهام بقيادة لوري سانشيز للمرة الأولى، وفي يوم الأحد كتب اسمه في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بالمشاركة في تلك المباراة. ويوم الاثنين، كان يؤدي امتحان الثانوية العامة. فهل تأثر اللاعب الشاب بهذا النجاح السريع واللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في هذه السن الصغيرة؟
يقول بريغز، الذي يلعب كشبه محترف الآن مع نادي غوسبورت بورو في دور يشبه الهواة في الوقت الذي يعمل فيه أيضاً كمدرب للياقة البدنية «لقد كان الأمر خيالياً للغاية. فبينما كنت أركض على أرض الملعب، بدا مشجعو ميدلسبره يغنون (من أنت؟ من أنت؟) لقد أحببت كل دقيقة في هذه المباراة». ويضيف «كان المشجعون يحاولون التأثير على تركيزي، لكنني لم أسمح لهم بذلك ولم أشعر بالخوف. لقد قدمت أداءً جيداً عندما شاركت، رغم أنني كنت ألعب في خط الوسط، وهو ليس مركزي الأصلي. وعندما نظرت إلى أعلى بعد المباراة رأيت أمي. كانت أمي قد سافرت لمشاهدة المباراة وجلست في أحد المقاعد فوق النفق مع المخرجين. وبينما كنت أسير باتجاه نفق الخروج من الملعب، نظرت إلى أعلى ورأيتها وهي تبكي. وفي هذه اللحظة، أدركت حجم الإنجاز الذي حققته».
ويتابع «كان يتعين عليّ أداء امتحان الثانوية العامة في اليوم التالي، وعندما دخلت إلى المدرسة كان الأمر وكأنني شخص آخر. كان الصمت يسود المكان للحظة، ثم ركض الجميع نحوي وهم يقولون: يا إلهي، لقد رأيناك في برنامج (مباراة اليوم) الليلة الماضية. وبدأ الجميع يطلبون مني التوقيع لهم. لقد شعرت بالحيرة بسبب ما حدث من هؤلاء الأشخاص الذين كنت أراهم كل يوم، فلم أعد مجرد طفل عادي يلعب كرة القدم بعد الآن».
لكن ما حدث بعد ذلك كان له تأثير كبير على تركيز بريغز وحالته الذهنية. إنه يتحمل مسؤولية مسيرة كروية أصبحت بمثابة حكاية تحذيرية لكل لاعب شاب قد يشارك مع الفريق الأول وهو صغير للغاية، حيث لم يلعب سوى 13 مباراة فقط مع فولهام على مدار سبع سنوات، على الرغم من أنه يعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أنه لم يحصل على النصائح اللازمة عندما أصبح في دائرة الضوء. يقول بريغز «أنت لا ترغب أبداً في أن تتغير، لكنني أعتقد أن هذا الأمر غيّرني وغيّر الأشخاص من حولي. الأشخاص الذين تعرفت عليهم بعد ذلك كانوا ينافقونني، وأعترف بأن ذلك الأمر قد غيرني بعض الشيء لأنني كنت صغيراً للغاية. جعلني ذلك أعتقد أنني حققت شيئاً مهماً، وأصبحت راضياً عما حققته».
ويضيف «كنت أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وكنت أحمل ضغوط التوقعات المطلوبة مني على كتفي. لكن ما أحزنني حقا هو أنني لم ألعب أي مباراة أخرى مع الفريق الأول لفولهام إلا بعد ذلك بعامين، وهو الأمر الذي كان له تأثير سيئ للغاية علي من الناحية الذهنية». ويتابع «ونظراً لأنني كنت صغيراً جداً فإنني لم أكن أشعر بأنه لدي الحق لكي أطرق باب المدير الفني وأسأله عن السبب وراء عدم مشاركتي في المباريات. عندما شاركت مع الفريق الأول للمرة الأولى كنت أعتقد أنني سأواصل اللعب، وأنني سأسير على خطى جيمس ميلنر، لكن عندما لم يحدث ذلك وعدت للعب مع فريق الشباب بدأت أسأل نفسي: هل لم ألعب بشكل جيد؟ هل أنا لست جيداً بما يكفي؟».
يقول بريغز «لكن لم يعطني أي شخص إجابات عن هذه الأسئلة، وهو ما كان له تأثير سلبي كبير عليّ، وخاصة على ثقتي بنفسي. ما زلت أتذكر ذلك الموسم الذي عدت فيه للعب لفريق النادي تحت 18 عاماً، حيث لم أكن قادراً على اللعب كما ينبغي لمدة نصف الموسم. هل شاهدت فيلم (سبيس جام)، عندما فقد لاعبو الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين قوتهم؟ لقد شعرت بذلك، وشعرت بأنني قد فقدت قدرتي على اللعب. لقد تم الدفع بي مبكراً – شاركت لأول مرة مع فريق الرديف بالنادي وأنا في الرابعة عشرة من عمري – ثم أصيبت مسيرتي بحالة من الركود فجأة. لم أخرج من النادي على سبيل الإعارة إلا عندما بلغت 19 عاماً. لعبت مباراة واحدة مع ليتون أورينت، وحصلت على جائزة أفضل لاعب في المباراة، ثم عدت مرة أخرى إلى فولهام. كان روي هودجسون هو المدير الفني لفولهام آنذاك وكان يريد مني أن أكون بديلا لبول كونشسكي ثم كارلوس سالسيدو».
ربما لم يثبت بريغز نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه قام برحلة جيدة في عالم كرة القدم شملت اللعب لأندية ميلوال، وكولشستر يونايتد، وناديين في الدنمارك، كما لعب لمنتخبات إنجلترا بدءاً من أقل من 16 عاماً وحتى أقل من 21 عاماً، ولا يزال يلعب حتى الآن مع منتخب غويانا. يقول بريغز «ولدت جدتي في غويانا، ثم انتقلت إلى إنجلترا. لقد توفيت عندما كنت صغيراً؛ لذلك أعتقد أنها كانت ستشعر بالفخر لرؤيتي وأنا ألعب بقميص البلد الذي ولدت فيه. لقد تمكنت من السفر حول العالم، ورؤية أماكن جميلة، وتمثيل بلدي على الساحة الدولية، واللعب في كبرى البطولات. لقد كان الأمر مذهلاً».
يعمل بريغز الآن مدرباً للياقة البدنية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى عمله مدرباً على التركيز والقوة الذهنية. إنه مؤهل تماماً لتقديم المشورة إلى إيثان نوانري بعد أن لعب لاعب خط وسط آرسنال أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو يبلغ من العمر 15 عاماً و181 يوماً، ضد برنتفورد يوم الأحد قبل فترة التوقف الدولي. يقول بريغز «أعتقد أن الأندية أصبحت أكثر وعياً بالتأثير النفسي على اللاعبين الشباب الآن. أشعر أنهم يعتنون بهم بشكل أفضل، ولا أشك على الإطلاق أن إيثان كان يستحق تماماً ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز».
ويضيف «أود فقط أن أطالبه بألا يدع ذلك يؤثر على تركيزه، وأن يواصل التدريب الجاد، ويعمل بكل تركيز، ويعتني بنفسه داخل الملعب وخارجه، ويبقى منضبطاً. وإذا كان لديه أي شيء يؤثر عليه من الناحية الذهنية أو كان يشعر بالقلق من أي شيء فيتعين عليه أن يتحدث إلى شخص ما؛ لأن ذلك سيكون أفضل بالنسبة له على المدى الطويل». ويختتم حديثه قائلاً «أطالبه بأن يستمتع فقط بما يقوم به؛ لأن هذه المهنة قصيرة. عندما شاركت في أول مباراة لي كنت أعتقد أن ذلك لن ينتهي أبداً، وقبل أن أدرك ذلك كنت قد وصلت إلى عامي الحادي والثلاثين. استمتع بمسيرتك طوال وجودك داخل المستطيل الأخضر».
ماثيو بريغز: نجم لمع فجأة ثم انطفأ بريقه فجأة أيضاً
مسيرة كروية أصبحت حكاية تحذيرية لمن يشارك مع الفريق الأول وهو ما زال صغير السن
ماثيو بريغز: نجم لمع فجأة ثم انطفأ بريقه فجأة أيضاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة