دراسة: وفيات «كورونا» في بريطانيا لا تعكس التقدم البحثي

الباحثون قالوا إن «القرارات السياسية لم تراعِ الأدلة العلمية»

فيروس «كورونا المستجد» (Public Domain)
فيروس «كورونا المستجد» (Public Domain)
TT

دراسة: وفيات «كورونا» في بريطانيا لا تعكس التقدم البحثي

فيروس «كورونا المستجد» (Public Domain)
فيروس «كورونا المستجد» (Public Domain)

أجرت المملكة المتحدة بحثاً رائداً عالمياً حول «كوفيد-19»، وكانت هي الدولة الأولى التي وجدت علاجاً ناجحاً ساعد في إنقاذ ملايين الأرواح، فلماذا كان لديها أيضاً معدل وفيات مرتفع؟
أجابت دراسة لجامعة برونيل في لندن عن هذا السؤال، حيث خلصت تلك الدراسة التي نُشر تقرير عنها، الثلاثاء، على الموقع الإلكتروني للجامعة، إلى أن «معدل الوفيات في أي بلد يعتمد بشكل كبير على العوامل المحلية، بما في ذلك استخدام الأدلة العلمية في السياسات».
وخلص الباحثون لهذه النتيجة من دراسة جديدة تقارن الاستجابة الوبائية في الأنظمة الصحية بسبع دول، حيث تفاوتت معدلات الوفيات بشكل كبير.
ويقول ستيف هاني، من جامعة برونيل في لندن والباحث الرئيسي بالدراسة: «بينما كانت المملكة المتحدة هي التي قادت العالم في الأجزاء الرئيسية من الاستجابة البحثية للوباء، حيث قامت بتطوير لقاح وإجراء التجارب السريرية، كانت في المقابل، أقل بكثير من دول أخرى، عندما تعلق الأمر باستخدام الأدلة العلمية في صنع السياسات، فكان لديها معدل وفيات أسوأ بكثير من البلدان المماثلة مثل ألمانيا أو كندا».
وبحلول نهاية عام 2021، توفي 10 أشخاص فقط من بين كل مليون في نيوزيلندا بسبب الفيروس، و86 فقط لكل مليون في أستراليا؛ وفقاً لدراسة في «هيلث ريسيرش آند بوليسي سيستم».
بينما في المملكة المتحدة، توفي 2172 من كل مليون، وفي الولايات المتحدة كان هذا الرقم 2536 شخصاً، و2882 في البرازيل، وكانت كندا وألمانيا في الوسط، ولكن مع معدلات وفيات أقل بكثير من المملكة المتحدة.
وجاءت هذه الأرقام المتباينة، على الرغم من أن المملكة المتحدة سرعان ما أنشأت أكبر تجربة في العالم سميت بـ«ريكفري» التي تختبر ما إذا كانت أدوية الأمراض الأخرى فعالة ضد «كوفيد-19»، وتم اختبار عديد من الأدوية الموجودة في وقت واحد، وكان أحدها «ديكساميثازون»، والآخر هو «هيدروكسي كلوروكين».
وكشفت هذه التجربة، كما يوضح البروفسور هاني، عن ميزات نظام البحوث الصحية في بريطانيا، مثل القدرة البحثية المضمنة في جميع صناديق المستشفيات، وسرعان ما تم تحديد «ديكساميثازون»، على أنه العلاج الأول في أي بلد، حيث ثبت أنه يقلل الوفيات، وأن «هيدروكسي كلوروكين» لم يكن فعالاً ضد «كوفيد-19».
واستفاد علماء الجامعات في أنظمة البحوث الصحية بالمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة، من السنوات التي قضوها في تطوير منصات متطورة حتى يتمكنوا من إنشاء لقاحات جديدة، وأُنشئت شركات جديدة في بعض الأحيان من قبل هؤلاء العلماء، بما في ذلك «بيونتك» في ألمانيا و«موديرنا» في الولايات المتحدة، وبدأت هذه الشركات وجامعة أكسفورد في تطوير لقاح «كوفيد-19»، الخاص بهم، بمجرد الكشف عن التسلسل الجيني للفيروس لأول مرة في يناير 2020.
وبعد بضعة أشهر، جاءت موارد إضافية واسعة النطاق لشركة «أسترازينيكا» التي تعمل مع جامعة أكسفورد، وشركة «فايزر» مع «بيونتك»، وحكومة الولايات المتحدة مع «موديرنا»، وأدى الجمع بين المنصات الجديدة، والتركيز على الموارد واسعة النطاق على هذا المرض الواحد، والإجراءات المتسارعة من قبل السلطات التنظيمية، إلى تطوير اللقاحات بسرعة أكبر من أي وقت مضى.
وكانت المملكة المتحدة أولى الدول التي بدأت باستخدام اللقاحات، ولكن بحلول نهاية عام 2021، كان لدى كندا وأستراليا ونيوزيلندا معدلات تطعيم أعلى من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ويقول البروفسور هاني: "تظهر التقديرات أن ملايين الوفيات الإضافية تم تفاديها أو تجنبها نتيجة العلم الذي أدى إلى اللقاحات وتحديد الأدوية الفعالة المعاد استخدامها والأدوية الجديدة، وتم إنقاذ الأرواح أيضاً من قبل القادة السياسيين الذين تبنوا سياسات مدعومة بالأدلة مثل عمليات الإغلاق، لكن سرعة وكثافة هذه السياسات تباينتا بشكل كبير".
ويضيف أن «القادة السياسيين في المملكة المتحدة لم يولوا اهتماماً كافياً بالأدلة العلمية، وقد ساهم ذلك في ارتفاع معدلات الوفيات، وهو الموضوع نفسه الذي تكرر في أميركا والبرازيل».


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أشياء ندم عليها الآباء خلال رحلة تربية أبنائهم

تربية الأطفال أمر صعب ومرهق (رويترز)
تربية الأطفال أمر صعب ومرهق (رويترز)
TT

أشياء ندم عليها الآباء خلال رحلة تربية أبنائهم

تربية الأطفال أمر صعب ومرهق (رويترز)
تربية الأطفال أمر صعب ومرهق (رويترز)

يتساءل الأهالي غالباً خلال رحلة تربية أبنائهم عما إذا كانوا يفعلون الشيء الصحيح لأطفالهم، في سبيل الوصول إلى النجاح في التجربة.

وتقول مارغوت ماشول بيسنو (كاتبة وأم وخبيرة في تربية الأبناء) إنها قضت السنوات العشر الأخيرة في التحدث إلى مجموعات من الآباء، حول تربية أطفال مبدعين وواثقين ومرنين، ليصبحوا رجال أعمال مليئين بالبهجة ومحققين أهدافهم، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.

وبحديث بيسنو مع هؤلاء الأهالي، اكتشفت أن كثيراً منهم اعترفوا بأن هناك بعض الأشياء، لو كان بإمكانهم العودة بالزمن إلى الوراء لفعلوها بشكل مختلف.

وفيما يلي أكثر الأشياء التي يندمون عليها خلال رحلة تربيتهم لأبنائهم:

كانوا يركزون بشكل مفرط على الدرجات والإنجازات

كان كثير من رواد الأعمال الناجحين طلاباً رائعين، ومروا بسهولة عبر أفضل الجامعات. أنهى بعضهم دراستهم؛ لكنهم كانوا بائسين، ترك آخرون الكلية أو لم يذهبوا إليها على الإطلاق.

في حين أن التعليم مهم، إلا أنه يجب أن يكون مناسباً. بالنظر إلى الوراء، أدرك بعض الآباء أنهم كانوا يفضلون أن ينجح أطفالهم، ربما في بيئة غير تقليدية، بدلاً من أن يتعبوا خلال 4 سنوات باهظة الثمن وغير سعيدة.

وعلى نحو مماثل، يتذكر كثير من الآباء دفع أطفالهم لقضاء وقت أقل في القيام بما يحبونه، ومزيد من الوقت في الدراسة أو ممارسة نشاط من شأنه أن يجعلهم أكثر جاذبية وسط أقرانهم.

وبالنظر إلى الوراء، يدرك الآباء الآن أنه عندما يقضي أطفالهم الساعات الطويلة لاكتساب مهارة يحبونها -على الرغم من أن الآباء ربما اعتقدوا أنها مضيعة للوقت- فقد ثبت أن ذلك كان أكثر فائدة عندما بدأوا حياتهم المهنية.

شعروا أنهم كانوا متورطين بشكل مفرط

بالطبع يريد الآباء الحفاظ على سلامة أطفالهم؛ لكن التمسك بقوة شديدة يمكن أن يمنعهم من الابتكار والتجربة.

وتقول مارغوت: «لا أسمع الآباء غالباً يقولون إنهم يتمنون لو منحوا أطفالهم قدراً أقل من الحرية. بدلاً من ذلك، يكون العكس: (لماذا لم أدعهم يذهبون بمفردهم أكثر؟) أو: (أشعر بالسوء لأنهم لم يتمتعوا بأي استقلال حتى ذهبوا إلى الكلية. كان يجب أن أبدأ في السماح لهم بالقيام بالأشياء بأنفسهم في وقت سابق)».

وتضيف: «عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، يقولون لي إنهم يدركون الآن أن المرونة هي مفتاح النجاح».

لم يعهدوا إلى أطفالهم بالقدر الكافي من المسؤولية

«أشعر بالندم الشخصي» جمل تكررت على آذان مارغوت خلال سنوات عملها، وتقول: «سمعت هذه الجملة كثيراً من الآباء، وقالوا إنهم يندمون؛ لأنهم لم يمنحوا أطفالهم ما يكفي من الأعمال المنزلية. كان عليهم ترتيب فراشهم والحفاظ على نظافة غرفهم؛ لكنهم لم يطلبوا منهم قط غسل ملابسهم؛ ولم يطلبوا منهم قط المساعدة في الحديقة مثلاً؛ باستثناء مناسبات نادرة».

وتضيف مارغوت قائلة: «لقد قمت بهذه المهام بنفسي؛ لأنهم كانوا مشغولين للغاية، ولم أكن أريد أن أثقل عليهم... ومن عجيب المفارقات أنهم يقولون لي الآن إنهم يتمنون لو تعلموا هذه المهارات في المدرسة الثانوية! إن تكليف أطفالنا بمزيد من الأعمال المنزلية لا يساعدهم فقط على تحمل المسؤولية؛ بل يعلمهم مهارات مفيدة عندما يكونون بمفردهم».

مخاوفهم الخاصة بشأن المخاطرة

تقول مارغوت إن كثيراً من الآباء أخبروها أنهم حثُّوا أطفالهم على توخي الحذر، واتخاذ النهج «الآمن»، وأخبروهم أن يتخذوا الطريق العملي الذي «ينجح في كثير من الأحيان».

عندما شاهدوا أطفالهم يخوضون مخاطرات كبيرة لبدء مشروع جديد، أو بيع شيء صنعوه، أو التحول في اتجاه جديد، أو عدم قبول وظيفة براتب مضمون لملاحقة أحلامهم، كانوا فخورين بهم.

ولكنهم تساءلوا: «هل جعلناهم خائفين؟ هل كان الأمر سيكون أسهل عليهم لو أخبرناهم في كثير من الأحيان أن يخوضوا هذه المغامرة؟». أو إذا وبَّخوهم عندما حصلوا على درجة سيئة، أو عدم تسجيل هدف، وجعلوا أطفالهم متوترين بشأن المخاطرة.

وتضيف: «لقد فهموا الآن أنك لا تستطيع الابتكار إذا كنت تخشى المخاطرة، وأنت لست خائفاً من المخاطرة، إذا لم تكن تخشى الفشل».

حتى لو شعروا بهذا الندم، قال كثير من هؤلاء الآباء إنهم كثيراً ما أخبروا أطفالهم بمدى فخرهم بعملهم الشاق، بغض النظر عن النتيجة.

وتوصي مارغوت الخبيرة في تربية الأطفال، بأن نتذكر دائماً أنه لا يوجد أحد كامل.

وتقول: «نحن جميعاً نبذل قصارى جهدنا، وطالما أن أطفالنا يعرفون أننا نحبهم، وأننا بذلنا قصارى جهدنا، فسوف يكونون بخير».