أفادت مسؤولة في وزارة الخارجية الروسية، أمس، بأن المناورات العسكرية، المقررة بين روسيا والجزائر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، «مخطط لها وليست موجهة ضد طرف ثالث»، من دون توضيح من تقصد. وجاءت هذه التصريحات في وقت تستعد فيه القوات البرية الجزائرية بشكل لافت لهذه التدريبات، التي ستجرى في منطقة بشار بالجنوب الغربي؛ تحديداً في موقع سابق للقوات الاستعمارية الفرنسية. ونقل الموقع الإخباري «روسيا اليوم» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن التدريبات التي أطلق عليها «درع الصحراء 2022»؛ «مخطط لها، ويجري تنفيذها في إطار البرنامج المعتمد للتعاون العسكري مع الجزائر»، مبرزة أن هذه التدريبات «مثل التدريبات العسكرية كافة التي تشارك فيها روسيا، وهي ليست موجهة ضد أي طرف ثالث».
وجرى في وقت سابق الإعلان عن أن التدريبات مخصصة لمحاكاة عمليات تكتيكية لمحاربة الإرهاب في صحراء قاحلة، وأنها ستجرى بمشاركة 80 عسكرياً من القوات الخاصة الروسية، علماً بأن القوات الخاصة الجزائرية شاركت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 في تدريبات مشابهة في أوسيتيا الشمالية بمنطقة تارسكوي، حيث جرب 200 عسكري روسي وجزائري معدات وتقنيات حديثة لمحاربة الإرهاب بالمناطق الرعوية والجبلية. كما جُرّب بنجاح، وفق الجيش الروسي، سلاح هجوم جديد خلال تلك التدريبات، إضافة إلى التمرس على فنيات قتالية حديثة.
وأكد الموقع الإخباري المختص في قضايا الدفاع «مينا ديفانس» أن المكان، الذي ستجرى فيه المناورات الجديدة، «يحمل دلالة رمزية؛ إذ إنه الموقع الذي طورت فيه القوات الفرنسية الأسلحة الباليستية وأجرت فيه تجارب الفضاء، وقد تنازلت عنه للجزائر عام 1967»؛ أي بعد الاستقلال بخمس سنوات.
وفي 8 أغسطس (آب) الماضي، ذكرت الخدمة الصحافية للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا أن «درع الصحراء 2022» سيعرف مشاركة وحدات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز، ونحو 80 عسكرياً جزائرياً. وخلال التمرين المرتقب ستقوم القوات، وفقها، بمهام للبحث عن جماعات إرهابية، والكشف عنها والقضاء عليها في مناطق صحراوية.
ونوقشت خطة المناورات في أبريل (نيسان) الماضي بمدينة فلاديقوقاز الروسية، خلال انعقاد «المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية - الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب». وقالت وكالة «تاس» وقتها إن المؤتمر «عرف تنسيق سيناريو التمرين وتنظيم اللوجستيات؛ بما في ذلك إجراءات الإقامة»، مبرزة أن المناورات «ستكون تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها». كما أكدت أن «خطة المناورات القتالية لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية لعام 2022 تنص على مشاركة عسكريين من المنطقة في تدريبات دولية، مع وحدات من القوات المسلحة للجزائر ومصر وكازاخستان وباكستان».
ولم يعلن في الجزائر عن أي شيء بشأن هذه التدريبات، فيما ذكرت مصادر مهتمة بالشراكة العسكرية الجزائرية - الروسية الطويلة، لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن مشروع إجراء مناورات في بشار نوقشت أهدافه وخطوطه العريضة، خلال زيارة مدير «المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا»، ديميتري شوفاييف، إلى الجزائر في 25 مارس (آذار) الماضي، واجتماعه برئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة. وزار المسؤول العسكري الروسي الجزائر ضمن وفد شارك في اجتماع لـ«اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية – الروسية» المكلفة التعاون العسكري والفني. ومن المعروف أن الجزائر كانت تشتري سلاحها وعتادها الحربي من الاتحاد السوفياتي سابقاً، وبقيت زبوناً وفياً لروسيا.
ويربط مراقبون عملية «درع الصحراء 2022» بـ«مناورات الأسد الأفريقي»، التي جرت بالمغرب في يونيو (حزيران) الماضي، بإشراف القوات الأميركية. وهناك من يعدّها رداً عليها.
واللافت في هذه العمليات السنوية أنها شهدت لأول مرة مشاركة إسرائيل، وهو ما عدّته الجزائر تهديداً مباشرأً لها، وفق تقارير أمنية.
روسيا تؤكد أن مناوراتها مع الجزائر «ليست ضد طرف ثالث»
روسيا تؤكد أن مناوراتها مع الجزائر «ليست ضد طرف ثالث»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة