أوليفر ستون لـ«الشرق الأوسط»: أرعبني فيلم آل غور... فقررت كشف المزيد

قال إن الطاقة النووية أفضل وسيلة للحفاظ على البيئة

مقابلات مع علماء في «نووي»
مقابلات مع علماء في «نووي»
TT

أوليفر ستون لـ«الشرق الأوسط»: أرعبني فيلم آل غور... فقررت كشف المزيد

مقابلات مع علماء في «نووي»
مقابلات مع علماء في «نووي»

في حوار خاص تم قبل سنة بين المخرجين أوليفر ستون وسبايك لي، كال كل منهما كثيراً من النقد للوضع السياسي العام الذي «يسمح باستمرار مناهج عنصرية» حسبما قال سبايك لي، مخرج «حمى الغابة»؛ وأكثر من ذلك للوضع السينمائي الذي يجعل مخرجين مهمين في هوليوود غير قادرين على مواصلة العمل لأنهم يعزفون عن تحقيق أفلام من النوع السائد. أفلام مثل تلك التي تتناول شخصيات مضخمة وكاريكاتورية وأفلام من تلك المقتبسة من ثقافة الكوميكس وأبطالها الذين لا يقهرون.
في ذلك الحوار بدا ستون الحلقة الأضعف بين الاثنين. كانت شكواه فعلية ونقده حاداً في مقابل سبايك لي، الذي كان يستمتع حينها، وقد انتهى من تحقيق «The 5 Bloods» منجزاً إعجاباً مستحقاً بين النقاد الأميركيين وتمويلاً من «نتفليكس».
في المقابل، كان ستون قد ابتعد عن دائرة الاهتمام منذ بضع سنوات حين لم يستطع تحقيق فيلم جديد. وفي عام 2016 خرج بـ«Snowden» عن إدوارد سنودن، وجد تمويله الأساسي من بريطانيا وفرنسا ولم يحظ عرضه في الولايات المتحدة في مثل هذا الشهر من السنة نفسها بكثير من الاهتمام.

لقطة من «نووي»

عودة إلى العناوين
أوليفر ستون، الذي تمت مقابلته خلال مهرجان «فينيسيا» الأخير قبيل منتصف الشهر الحالي، ناقد منذ البداية. في «سلفادور» (أول أفلامه مخرجاً سنة 1986)، طرح موضوع السياسة الأميركية في السلفادور. نعم اكتسب الفيلم ملامح التشويق، لكنه حمل رطلاً من الخطابات التي وجدها المخرج مناسبة لتغذية حكايته حول أميركيين مختلفين في بلد تمزقه حروب تتغذى من سياسة وكالة المخابرات الأميركية.
نقل اهتمامه في العام التالي إلى فيتنام في «Platoon»، ومن ثَم تعرض للسياسة الاقتصادية في «Wall Street» سنة 1987، وما هي إلا فترة وجيزة قبل أن ينجز «وُلد في الرابع من يوليو (تموز)» (Born on the Fourth of July) (1989) الذي تطرق فيه إلى الحرب الفيتنامية (التي شارك فيها مجنداً في السبعينات) من جديد وعلى نحو لا يخفي تساؤلاته النقدية.
من هنا انطلق لتحقيق فيلمين بيوغرافيين أولهما «جون أف. كندي» (أو JFK) (1991)، ومن ثم «نيكسون» (1995). كان لهذين الفيلمين نجاحات إعلامية ومادية كبيرة، لكن ستون أخذ يجد صعوبة في تحقيق ما يريد في هذا المجال. مال إلى التاريخ في «ألكسندر» (2004)، بيد أن أعماله أخذت تصب في نتائج أقل نجاحاً في الأعوام التالية، حتى عندما حقق فيلمه «W» عن جورج دبليو بوش في سنة 2008 لم يترك الأثر نفسه الذي كان تركه عندما أنجز «JFK».

المخرج أوليفر ستون

لكنه الآن، وعلى نحو مفاجئ، يعود إلى العناوين بتوفير فيلم جديد له بعنوان «Nuclear» دخل به عروض مهرجان «فينيسيا» خارج المسابقة ثم انتقل به إلى مهرجان «تورونتو» (الذي لا يحتوي على مسابقات).
«نووي» رحلة ترتدي الزي التسجيلي تنطلق من تأكيد المخرج (الذي يعلق بصوته طوال الفيلم) على أن «الطاقة النووية» ليست محط اختلاف في حسناتها وأهمياتها بالنسبة للحياة المجتمعية، لكن سوء استغلال اليمين واليسار الأميركيين العمل بها وتسييسها لتصبح مجال أخذ ورد بين مجموعة تريد استغلالها على أعلى نطاق، وأخرى تقود حملة إنقاذ البيئة من ذلك التوسع في استغلالها.
يبدو مؤيداً في فيلمه لحماية البيئة كما حال الحزب الديمقراطي، لكن ذلك لا يمنعه من انتقاد سياسته الحالية التي تبدو كما لو أنها غير مبنية على قواعد ثابتة.
وهو يفسر ذلك منذ بداية اللقاء قائلاً: «أريد لهذا الفيلم أن يوضح حقيقة أن الطاقة النووية تحقق للعالم فوائد عديدة. هي ربما كلمة مخيفة كونها تعتمد على استخدام النووي في توفير مستلزمات الحياة العصرية الحاضرة، لكن يجب التفريق بين النووي والطاقة النووية. الأولى قد تدمر كل شيء. الثانية من ضروريات الحياة إذا ما أُحسن استخدامها».
> في الفيلم دعوة جادة للاعتماد على الطاقة النووية عوضاً عن النفط ومشتقاته.
‪ - ‬ بالتأكيد. الطاقة النووية هي أفضل وسيلة للحفاظ على البيئة من التلوث الحاصل من مصادر شتى تهدد حياتنا على الأرض.
> كيف استمددت كل هذا القدر من المعلومات؟ طبعاً يتطلب الفيلم التسجيلي العديد من المعلومات لكن الحاصل هنا هو أنها ترد كما لو كانت مستقاة من مصدر واحد.
‪ - ‬ هي بالفعل كذلك. لفت اهتمامي كتاب صدر قبل حين بالعنوان نفسه الذي اخترته للفيلم، وضعه جوشوا غولدستين بعنوان «مستقبل لامع» (Bright Future). قرأته لأنني مهتم بمثل هذه القضايا واتصلت بالمؤلف واتفقنا على كتابة الفيلم معاً. لذلك تجد ما تصفه بالمصدر الواحد. هناك مصادر أخرى اعتمدنا عليها لكن الغاية كانت تأليف فيلم ينضح بالمعلومات الأكيدة ويفتح الطريق أمام معاينة مفاهيم وسياسات الدول ومستقبل الحياة نفسها.
> تتطرق إلى حادثتي شرنوبيل وفوكوشيما وكيف تركتا تأثيراً على الدعوة لحماية الأرض من مخاطر البيئة.
‪ - ‬ طبعاً. أعتقد أن الحادثتين فتحتا الأعين على ما نواجهه. لكن الأمور أبعد وأخطر من تسرب إشعاع نووي خطير، تقرير «فريق الحكومة الدولية لتغييرات المناخ» (IPCC) أصدر تحذيراً في العام الماضي يؤكد أنه إذا ما استمر الوضع الحالي على ما هو عليه بالنسبة لارتفاع ثاني أكسيد الكربون والتلوث الكبير الحاصل اليوم، فإننا ننتظر نهاية العالم كما عهدناه في سنة 2050 وسيكون من الصعوبة إن لم يكن من الاستحالة العودة إلى ما كانت الحياة عليه سابقاً.
> الموضوع كان يؤرقك؟
‪ - ‬ بطبيعة الحال. شاهدت أعمال آل غور التي حققها في موضوع البيئة. هو لم يذكر كل شيء لكن ما شاهدته أرعبني. أحببت الفيلم وأحببت رسالته وقلت لنفسي دعني أجرب تحقيق فيلم يكشف المزيد عن هذا الموضوع. أنا لست عالماً، لكننا جميعاً نشترك في حياة واحدة.
> إنه موضوع مخيف بالفعل. أقصد نهاية الأرض بعد نحو 30 سنة. هل هذا أمر محتم في اعتقادك؟
‪ - ‬ أولاً، طبعاً هو مخيف، ليس لنا فقط بل للجيل الناشئ والقادم بلا ريب. وثانياً هو أمر محتم بالتأكيد. وكالة (IPCC) التابعة للأمم المتحدة لا تثير الاحتمالات بل تتوصل إلى النتائج. في الفيلم أقول: «لم يعد لدينا الوقت لنخاف». نحن بالفعل في صميم المشكلة.
> يتألّف الفيلم من مقابلات عديدة وزيارات لمواقع كما من تلك المعلومات المتوفرة بتعليقك الصوتي. هذا ما يجعله مقنعاً، خصوصاً أن تلك المعلومات موثوقة والشخصيات التي تتحدث إليك تعرف تماماً عما تتحدث.
‪ - ‬ هذه ملاحظة مهمة. في نهاية المطاف هو فيلم غير روائي. فيلم يسجل الموضوع الذي يتحدث فيه لأجل إيصال رسالة تدعو إلى أن نساهم جميعاً في إنقاذ الأرض والحياة عليها. نحن مسؤولون، ومن هذه المسؤولية كان علي لا مهمة تقديم فيلم يدور حول هذه الأوضاع فقط، بل أن أقدمه بشكل يثير الجدل ويُقنع المشاهدين والمسؤولين بالحقائق الواردة فيه.

عن الحرب
> ليس خافياً اهتمامك بالأفلام التسجيلية في السنوات الأخيرة. ما هو السبب؟
- السينما التسجيلية بالنسبة لي أمر لا بد منه لأن الفيلم في هذا النطاق لا يتضمن عناصر الدراما. بل يوفر الرسالة التي يريد إيصالها على نحو مباشر وحقيقي. طبعاً هذا بالنسبة للفيلم الجيد لأنه وكما لا بد أنك تعلم، هناك أفلام تسجيلية كثيرة إما تفشل في إيصال رسالتها وإما لا تملك رسالة في الأساس. هذا لا يعني أن الأفلام الدرامية لا يمكن لها أن تكون صادقة. على العكس لكن أيضاً من منظور جدية تعاملها مع الواقع.
> أي من الأفلام الروائية الهادفة لفت انتباهك أخيراً؟
- شاهدت «Don‪'t Look Up» وهو فيلم جيد رغم أنه في النهاية لا يترك التأثير الذي أوعز به. كنت مع (مخرج الفيلم) آدم مكاي، وفاجأني باعتقاده بأن الحياة على الأرض ستنتهي في عام 2026. رمقني بنظرة غاضبة عندما لم أشاركه في هذا الرأي.
> أعود للسؤال عن زيادة توجهك صوب الأفلام التسجيلية. هل هذا عائد لأن هوليوود لديها منهج عمل لا توافق عليه؟
- بالتأكيد هو سبب رئيس في هذا الانقطاع. بعد «Savages» قبل عشر سنوات أمضيت وقتاً عصيباً في محاولة إقناع شركات هوليوود بتبني سيناريوهات أفلام روائية عرضتها. وأمضت هي أوقاتاً عصيبة في محاولة إقناعي بإخراج أفلام لا أرغب بها. لذلك الانقطاع عن الفيلم الروائي أو مرور فترة طويلة بين الفيلم والآخر أتاح لي التركيز أكثر على الأفلام التسجيلية.
> من هذه الأفلام التسجيلية فيلمان يتعلقان بالحرب الروسية - الأوكرانية، قمت بوظيفة منتج منفذ لهما وأحدهما «نار في أوكرانيا» عرض هنا في «فينيسيا». ما رأيك بهذه الحرب؟
- لا أوافق عليها طبعاً. كان يمكن تجنبها، لكن الناتو استفز روسيا طوال سنوات. هذا مؤكد، ككل حرب أخرى تقع المسؤولية على أكثر من طرف واحد. لا أعتقد أن بوتين أراد هذه الحرب لأنه يعادي الغرب. هذه ليست المشكلة، المشكلة هي أن الغرب عاداه فيما أعتقد.
> قابلت الرئيس بوتين عندما أنجزت ذلك الفيلم التلفزيوني عنه سنة 2017. ما رأيك به؟
- وجدته ملماً كثيراً بالسياسة العالمية وبما يقع حولنا من أحداث. تحدثت إليه طويلاً وفي نهاية إحدى المقابلات قال لي شيئاً لم أكن أتوقعه. سألني إذا ما تعرضت للضرب. قلت له نعم. قال: «إذن تعرف أنك ستتعرض للضرب بسبب هذا الفيلم».
> هل تعرضت للضرب بسبب هذا الفيلم؟
- (يضحك) لا، لكني واجهت آراء من نقاد ومشاهدين وأصدقاء يعتقدون أن للحياة جانبا واحدا فقط هو الجانب الذي يؤمنــــون به.


مقالات ذات صلة

شباك التذاكر السعودي: «السلم والثعبان» يتصدر... وافتتاح قوي لـ«الست»

يوميات الشرق فيلم «الست» يحقق افتتاحاً قوياً بأكثر من مليون ريال في أسبوعه الأول (imdb)

شباك التذاكر السعودي: «السلم والثعبان» يتصدر... وافتتاح قوي لـ«الست»

واصل شباك التذاكر السعودي أداءه المستقر خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر، محققاً إيرادات تتجاوز 14 مليون ريال، مع بيع نحو 286 ألف تذكرة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق نسمة محجوب مع منى زكي (حساب نسمة محجوب على فيسبوك)

نسمة محجوب: تجربتي في «الست» التحدي الأصعب بمشواري

أعربت المطربة المصرية نسمة محجوب عن فخرها بمشاركتها في فيلم «الست» بالأداء الصوتي للأغنيات، والذي اعتبرته أصعب تحدٍّ خلال مشوارها الفني.

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق عرض الفيلم للمرة الأولى عربياً في مهرجان البحر الأحمر (يوتيوب)

زانغ زونغشين لـ«الشرق الأوسط»: عملي في المصانع والحراسة كان ملهماً

يقول المخرج الصيني زانغ زونغشين لـ«الشرق الأوسط» إن طريقه إلى السينما لم يبدأ من المعاهد السينمائية، بل من حياة مليئة بالانتقال والعمل الشاق.

أحمد عدلي (جدة)
يوميات الشرق السجادة الحمراء في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر - جدة 2025 (أ.ف.ب)

جوائز «البحر الأحمر السينمائي» ذهبت لمن استحق

جوائز مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» الخامسة وزعت على أفلام «أرض مفقودة» و«اللي باقي منك» و«هجرة»، مع تكريم أعمال عربية أخرى مميزة.

محمد رُضا (جدّة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)

«الست» يحقق إيرادات مليونية ويتصدر شباك التذاكر بمصر

فيلم «الست» يحقق إيرادات مرتفعة في مصر خلال أيام قليلة من عرضه وسط اهتمام كبير من الجمهور.

داليا ماهر (القاهرة )

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

شرطة كوريا الجنوبية تداهم مكاتب «كنيسة التوحيد»

مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)
مدخل مقر كنيسة التوحيد في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

قالت الشرطة في كوريا الجنوبية إنها داهمت، اليوم (الاثنين)، مكاتب ومجمعات كنيسة التوحيد في العاصمة سيول ومحيطها، بما في ذلك قصر فخم شمال شرق العاصمة يُستخدم كمقر دولي لها، مشيرة إلى أن التفتيش يجري في عشرة مواقع تابعة للكنيسة.

وذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء، أن عملية التفتيش تتعلق باتهامات حول تلقي بعض أعضاء الحكومة ونواب حاليين وسابقين تمويلاً سياسياً غير قانوني من الكنيسة. وتشمل الاتهامات زعيمة الكنيسة هان هاك- جا.

وكان وزير المحيطات والمصايد السمكية جون جيه-سو، استقال الأسبوع الماضي للتركيز على دحض هذه الادعاءات، التي وصفها بأنها كاذبة، وتجنباً لتأثير هذه القضية على عمل حكومة الرئيس لي جيه ميونج.

إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

وأصدرت الكنيسة بياناً الأسبوع الماضي تنفي فيه أي ضلوع لها فيما وصفتها «بتجاوزات» ارتكبها مسؤول كنسي سابق واحد.

وتُحاكم هان زعيمة كنيسة التوحيد بتهمة تقديم رشاوى للسيدة الأولى السابقة كيم كيون هي مقابل خدمات تجارية. وقد نفت هان هذه الادعاءات.


كأس العرب... شجاعة الصقور الخضر تصطدم بجموح «النشامى»

الأردن يتطلع لتتويج مستوياته الرائعة ببلوغ النهائي العربي الكبير (تصوير: سعد العنزي)
الأردن يتطلع لتتويج مستوياته الرائعة ببلوغ النهائي العربي الكبير (تصوير: سعد العنزي)
TT

كأس العرب... شجاعة الصقور الخضر تصطدم بجموح «النشامى»

الأردن يتطلع لتتويج مستوياته الرائعة ببلوغ النهائي العربي الكبير (تصوير: سعد العنزي)
الأردن يتطلع لتتويج مستوياته الرائعة ببلوغ النهائي العربي الكبير (تصوير: سعد العنزي)

يتطلع المنتخب السعودي لمواصلة مشواره نحو لقب كأس العرب 2025 في قطر، وذلك عندما يلاقي نظيره الأردني المتحفز اليوم (الاثنين)، في نصف نهائي البطولة على ملعب البيت بالخور.

ويتسلح الأخضر بخبرات واسعة عربياً وآسيوياً وخليجياً، بخلاف القدرات الفنية المميزة لمديره الفني رينارد، الذي يعرف الطريق جيداً إلى منصات التتويج، بعدما قاد منتخبي زامبيا وكوت ديفوار للفوز بكأس أمم أفريقيا في عامي 2012 و2015.

وفي مشواره بكأس العرب، احتل الأخضر وصافة المجموعة الثانية بعدما حقق فوزين أمام سلطنة عمان وجزر القمر، وخسارة أمام المغرب، وتأهل بشق الأنفس بالفوز على فلسطين 2 - 1 بعد التمديد للوقت الإضافي ضمن منافسات دور الثمانية.

وسيكون الفرنسي رينارد أمام تحدٍّ لمواجهة الأزمة الدفاعية للأخضر، في ظل عدم نجاح الفريق في الخروج بشباك نظيفة في مبارياته الأربع السابقة بالبطولة.

ولكن الأخضر السعودي يتسلح بعناصر الخبرة في جميع خطوطه؛ بداية من حارس المرمى نواف العقيدي، وثنائي الدفاع حسان تمبكتي وعلي المجرشي، ونجم الوسط محمد كنو، صاحب هدف الفوز على فلسطين، وهداف الأخضر في كأس العرب بتسجيله 3 أهداف، إضافة إلى الثنائي الهجومي فراس البريكان، وسالم الدوسري قائد الفريق.

وستكون مواجهة الأخضر و«النشامى» في قبل نهائي كأس العرب رقم 17 بينهما في مختلف المواجهات؛ سواء على المستوى الرسمي أو الودي، وتميل الكفة ناحية المنتخب السعودي بتفوقه في 8 مباريات مقابل 6 انتصارات للأردن، وكان التعادل حاضراً في مباراتين.

ويحلم «النشامى» بقيادة المدير الفني المغربي جمال السلامي، باستكمال الحلم والتأهل للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخهم، بعدما أبهر «النشامى» بقيادة السلامي، الجميع، بعروض فنية مميزة في كأس العرب، حيث تصدروا المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة بـ3 انتصارات أمام الإمارات والكويت ومصر، قبل أن يتفوقوا على العراق بهدف من ركلة جزاء.

وسيفتقد المنتخب الأردني لخدمات نجم خط هجومه، يزن النعيمات، لاعب العربي القطري الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي للركبة خلال مواجهة العراق، ليغيب عن الملاعب لأشهر طويلة، وينتهي موسمه الحالي، ويتبخر حلمه في المشاركة مع منتخب بلاده في أول مشاركة بكأس العالم 2026.

لاعبو الأخضر خلال تدريباتهم الأخيرة استعدادا للمواجهة (تصوير: بشير صالح)

ولكن جمال السلامي لديه حلول هجومية أخرى مميزة؛ مثل علي علوان هداف البطولة برصيد 4 أهداف من 4 ركلات جزاء، وشريكه في الهجوم محمود المرضي، وكذلك الموهبة الشابة عدي الفاخوري، البالغ من العمر 20 عاماً.

كما يتسلح المنتخب الأردني بخبرات حارس مرماه يزيد أبو ليلى، وثنائي الدفاع عبد الله نصيف وسعد الروسان، ولاعب الوسط نزار الرشدان، وأوراق بديلة مميزة مثل إبراهيم سعادة ومحمد أبو زريق.

من جهة أخرى وبعد مسيرتهما الجيدة في بطولة كأس العرب، يطمح منتخبا المغرب والإمارات لبلوغ المباراة النهائية للمسابقة، حينما يلتقيان لتحديد الطرف الثاني.

ومن المنتظر أن يشهد اللقاء كثيراً من الإثارة والندية، عطفاً لما يتمتع به المنتخبان من جودة في صفوفهما، حيث يأملان في الاقتراب خطوة أخرى من التتويج باللقب، حين يلعبان على ملعب «لوسيل».

وصعد منتخب المغرب للمربع الذهبي في البطولة، حيث تربع على قمة ترتيب المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، عقب فوزه 3 - صفر على جزر القمر، و1 - صفر على السعودية، فيما تعادل من دون أهداف مع منتخب سلطنة عمان، ليواجه نظيره السوري في دور الثمانية ويتغلب عليه 1 - صفر.

وبينما أحرز المنتخب المغربي 5 أهداف خلال مشواره في البطولة، إلا أنه استقبل هدفاً واحداً، ليتصدر قائمة أكثر منتخبات المسابقة في الصلابة الدفاعية، وهو الأمر الذي يعول عليه طارق السكتيوي، المدير الفني لمنتخب «أسود الأطلس»، الذي يخوض المنافسات بالصف الثاني.

ويبحث منتخب المغرب عن لقبه الثاني في كأس العرب، بعدما سبق أن اعتلى منصة التتويج عام 2012 في المملكة العربية السعودية، إثر فوزه على منتخب ليبيا بركلات الترجيح في النهائي، عقب انتهاء المباراة بالتعادل 1 - 1.

ويضم منتخب المغرب كثيراً من العناصر القادرة على صنع الفارق في اللقاء، يأتي في مقدمتهم كريم البركاوي وطارق تيسودالي وسفيان بوفتيني وأمين زحزوح وأسامة طنان.

وفي المقابل، يطمح منتخب الإمارات لتسجيل ظهوره الأول في نهائي كأس العرب، وذلك خلال مشاركته الثالثة في المسابقة بعد نسختي 1998 و2021، خصوصاً في ظل أداء لاعبيه المتصاعد.

وصعد منتخب الإمارات لمرحلة خروج المغلوب، بعدما جاء في وصافة ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط فقط، حيث استهل مشواره بالخسارة 1 - 2 أمام نظيره الأردني، قبل أن يتعادل 1 - 1 مع المنتخب المصري، ثم حقق انتصاراً كبيراً 3 - 1 على منتخب الكويت.

وفي دور الثمانية، اجتاز المنتخب الإماراتي عقبة منتخب الجزائر (حامل اللقب)، بعدما تغلب عليه بركلات الترجيح، التي احتكم إليها الفريقان، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1.

وخلال مشواره نحو قبل النهائي، أحرز لاعبو المنتخب «الأبيض» 6 أهداف، وهو ما يبرز فاعليته الهجومية، لكنه لم يكن بالقوة نفسها على الصعيد الدفاعي، في ظل استقبال مرماه 5 أهداف.

وتعدّ هذه هي المرة الثانية التي يخوض فيها منتخب الإمارات الدور قبل النهائي لكأس العرب، بعد نسخة عام 1998، التي أقيمت في الدوحة أيضاً، لكنه عجز عن العبور إلى النهائي، إثر خسارته 1 - 2 أمام نظيره القطري، فيما اكتفى ببلوغ دور الثمانية بنسخة البطولة الماضية، التي أقيمت في قطر أيضاً قبل 4 أعوام، عقب تلقيه خسارة قاسية (صفر - 5) أمام أصحاب الأرض.

وجاء فوز المنتخب الإماراتي، الساعي لمصالحة جماهيره عقب إخفاقه في الصعود لنهائيات كأس العالم عام 2026، على منتخب الجزائر، ليرفع كثيراً من آمال جماهيره في المضي قدماً بالمسابقة، والظفر بكأس البطولة.

ويمتلك منتخب الإمارات، الذي يقوده المدير الفني الروماني أولاريو كوزمين، عدداً من النجوم في مختلف الخطوط؛ مثل يحيى الغساني ونيكولاس خيمينيز وعلي نادر والحارس حمد المقبالي، الذي يدين إليه الفريق بكثير من الفضل في اقتناص ورقة الترشح للمربع الذهبي، بعد تألقه اللافت أمام المنتخب الجزائري.


«مربط عذبة» عريس العرض الدولي لجمال الخيل

الأمير عبدالعزيز بن أحمد خلال التتويج (الشرق الأوسط)
الأمير عبدالعزيز بن أحمد خلال التتويج (الشرق الأوسط)
TT

«مربط عذبة» عريس العرض الدولي لجمال الخيل

الأمير عبدالعزيز بن أحمد خلال التتويج (الشرق الأوسط)
الأمير عبدالعزيز بن أحمد خلال التتويج (الشرق الأوسط)

اختتمت، السبت، منافسات العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية الأصيلة، التي استمرت لمدة 5 أيام في مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة في الرياض، وشهدت مشاركة قياسية بلغت 844 جواداً.

وفي بطولة الأفراس، حققت الفرس «نوف عذبة»، إنتاج «مربط عذبة»، والعائدة للأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، برونزية بطولة الأفراس.

كما حققت الجياد المنتجة من «مربط عذبة» خلال منافسات بطولة الجياد سعودية الأصل والمنشأ عدداً من الميداليات، والعائدة جميعها للأمير أحمد بن عبد العزيز.

ونال الفحل «خريسان عذبة» بطولة الفحول والميدالية الذهبية، كما نال الفحل «بلسم عذبة» فضية الفحول.

وفي بطولة المهرات (عمر سنة)، نالت المهرة «إشعاع عذبة» بطولة المهرات والميدالية الذهبية، فيما حقق المهر «ماضي عذبة» فضية الأمهار لعمر سنة في أول مشاركة له.

وفي بطولة المهرات أعمار سنتين وثلاث سنوات، حققت المهرة «زينة عذبة» برونزية البطولة، كما حقق المهر «أبان عذبة» بطولة الأمهار عمر سنتين وثلاث سنوات والميدالية الذهبية.

تألق لافت لمربط عذبة في العرض الدولي الكبير (الشرق الاوسط)

وفي بطولة الأفراس، حققت الفرس «منارة عذبة» الميدالية الفضية، ونالت الفرس «إشراق عذبة» الميدالية البرونزية.

كان الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، توج الفائزين في الحفل الختامي للعرض الدولي «الثامن» لجمال الخيل العربية الأصيلة، وذلك في مدينة الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وتسلَّم ملاك مرابط الأفراس الفائزة ببطولة الفحول سعودية الأصل والمنشأ جوائز المسابقة من أمير منطقة الرياض؛ حيث توَّج الفائزين بالبطولة بالمراكز الثلاثة الأولى.

يُذكر أن العرض الدولي (الثامن) لجمال الخيل العربية الأصيلة قد انطلق الثلاثاء الماضي، بأعلى مستويات المشاركة من مختلف الدول ورقم قياسي بلغ 844 رأساً من الخيل العربية الأصيلة، إضافة إلى برامج مصاحبة أسهمت في إبراز جمال الخيل العربية وتاريخها وتراثها العريق، وفق أعلى المعايير الدولية المعتمدة.