غوتيريش مندداً: يجب أن ينتهي عصر الابتزاز النووي

حذّر من أنّ استخدام السلاح النووي سيثير هرمجدوناً يفني البشريّة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
TT

غوتيريش مندداً: يجب أن ينتهي عصر الابتزاز النووي

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأسلوب التهديد باستخدام السلاح النووي - في إشارة ضمنيّة إلى تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكرّرة باللجوء إلى هذا السلاح - قائلاً: «يجب أن ينتهي عصر الابتزاز النووي». وحضّ على التراجع عن لهجة التهديد، مشيراً إلى أنّ اعتقاد أي دولة بإمكانيّة أن تفوز بصراع نووي هي فكرة جنونيّة، محذّراً من أنّ «أي استخدام لسلاح نووي من شأنه أن يثير هرمجدوناً إنسانياً» يفني البشرية. وحضّ جميع الدول على استخدام كل سبل الحوار والدبلوماسية لإزالة الأسلحة النووية من أجل ضمان مستقبل سلم مستدام. 
وقال غوتيريش (الاثنين) متوجّهاً إلى مندوبي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية: «نجتمع في هذا اليوم العالمي لنتحدّث بصوت واحد، للدفاع عن عالمنا ومستقبلنا، ورفض الادعاء بأنّ نزع السلاح النووي هو حلم طوباوي مستحيل». وأشار إلى أنّ «الأسلحة النووية هي القوة الأكثر تدميراً على الإطلاق... إنها لا توفّر أماناً، بل المذابح والفوضى فقط». واعتبر أنّ القضاء على هذه الأسلحة سيكون أعظم هدية يمكن منحها للأجيال القادمة.
وحذّر غوتيريش من المخاطر التي تهدّد وجود البشريّة مع ارتفاع التّهديدات النووية، معيداً التّذكير بالخطر النووي الذي كان يهدّد وجود الأرض خلال حقبة صراع الحرب الباردة: «كادت الحرب الباردة أن تجلب الفناء للإنسانية في غضون دقائق... يمكننا الآن، بعد عقود من سقوط جدار برلين، أن نسمع مرة أخرى قعقعة السيوف النووية».
وفي إشارة ضمنيّة إلى تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكرّرة بإمكانيّة لجوئه إلى السلاح النووي في حربه في أوكرانيا، ندّد غوتيريش بأسلوب التهديد باستخدام هذا السلاح قائلاً: «يجب أن ينتهي عصر الابتزاز النووي»، واعتبر أنّ الاعتقاد بإمكانيّة فوز أي دولة بحرب نووية هي فكرة جنونية. وحضّ على التراجع عن لهجة التهديد، معتبراً أنّ «أي استخدام لسلاح نووي من شأنه أن يثير هرمجدوناً إنسانياً»، بمعنى قيام حرب تفني البشرية. وحثّ جميع الدول على استخدام كلّ سبل الحوار والدبلوماسية والتفاوض لتخفيف التوترات وتقليل المخاطر والقضاء على التهديد النووي، مشيراً إلى «أنّنا نحتاج، وعلى نطاق أوسع أيضاً، إلى رؤية جديدة لنزع السلاح النووي وعدم انتشاره». وأضاف غوتيريش أنّ برنامج السلام الجديد الذي قدمه يدعو إلى نزع حقيقي للسلاح، وتطوير فهم مشترك للتهديدات المتعددة التي تواجه العالم.
ولفت إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تطوّر النظام النووي، بما في ذلك جميع أنواع الأسلحة النووية، والحاجة إلى معالجة الخطوط غير الواضحة بين الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية، وعلاقة هذه الأسلحة مع المجالات الجديدة في الفضاء الإلكتروني والفضاء الخارجي. وأعرب عن خيبة أمله حيال فشل المشاركين في مؤتمر عُقد الشهر الماضي للمراجعة العاشرة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في تحقيق توافق (حظّرت روسيا إقرار نتائج المؤتمر بعدما دعمت مسودة الوثيقة النهائية سيطرة أوكرانيا على محطة زابوريجيا النووية التي يثير احتلال الروس لها المخاوف من حادث كبير).
وتعهّد غوتيريش بالعمل بشكل وثيق مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتوصل إلى توافق جديد في الآراء حول كيفية نزع فتيل هذه التهديدات بشكل جماعي وتحقيق الهدف المشترك المتمثّل بالسلام، معتبراً أنّ العالم المجتمع من أجل الجمعية العامة، لديه فرصة لتشكيل مستقبل أكثر سلاماً وثقة واستدامة. وأضاف: «بدون إزالة الأسلحة النووية، لا يمكن أن يكون هناك سلام... لا يمكن أن يكون هناك ثقة... ولا يمكن أن يكون هناك مستقبل مستدام». ودعا الجمعيّة العامّة لإعلان التزام جديد بالعمل نحو مستقبل سلمي يسعى إليه الجميع.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في ذكرى كارثة «تشرنوبيل»... أوكرانيا تحذّر من «ابتزاز» نووي روسي

في الذكرى السنوية الـ37 لكارثة «تشرنوبيل» النووية، حثت أوكرانيا اليوم (الأربعاء)، العالم على ألا يستسلم لـ«ابتزاز» روسيا بخصوص المنشآت النووية التي استولت عليها خلال غزوها لأوكرانيا. وبدأ العاملون السابقون فعاليات إحياء الذكرى في الموقع الذي كان يطلق عليه «محطة تشرنوبيل للطاقة النووية». ووقف العاملون السابقون ليلاً في بلدة سلافوتيتش بشمال البلاد، لإحياء ذكرى ضحايا أسوأ كارثة نووية في العالم والتي وقعت في 26 أبريل (نيسان) 1986. وأسفر انفجار في المحطة، التي كانت تقع في أوكرانيا السوفياتية آنذاك، عن إرسال مواد إشعاعية عبر أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم «الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

«الطاقة الذرية» تحذر من تجدد القتال حول محطة زابوريجيا النووية

حذر رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، من أن الأعمال العدائية المتزايدة حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة جنوبي أوكرانيا تزيد مرة أخرى من خطر وقوع كارثة، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال غروسي إنه شاهد بنفسه «مؤشرات واضحة على تجهيزات عسكرية» حول محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا عندما زارها قبل ثلاثة أسابيع. وتابع غروسي في بيان يوم الجمعة، أنه «ومنذ ذلك الحين، أبلغ خبراؤنا في المحطة بشكل متكرر عن سماع دوي انفجارات، مما يشير في بعض الأحيان إلى وقوع قصف مكثف ليس بعيدا عن الموقع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

روسيا تختبر بنجاح صاروخاً باليستياً «متقدماً»

أعلنت روسيا أنها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي «متقدم» عابر للقارات، بعد أسابيع على تعليق مشاركتها في آخر اتفاق للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «طاقماً قتالياً أطلق بنجاح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات (آي سي بي إم) من نظام صاروخي أرضي متحرك» من موقع التجارب في كابوستين يار (الثلاثاء). وأضاف البيان أن «الرأس الحربي للصاروخ ضرب هدفاً وهمياً في ميدان التدريب ساري شاجان (كازاخستان) بدقة محددة». ومنذ إرسال قوات إلى أوكرانيا العام الماضي، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحذيرات مبطنة بأنه قد يستخدم أسلحة

«الشرق الأوسط» (موسكو)

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)
بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)
TT

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)
بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)

جدَّد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في قطاع غزة، والإفراج عمن تبقّى من الرهائن الإسرائيليين.

وفي رسالته بمناسبة عيد الميلاد، تحت عنوان «لمدينة روما والعالم»، وصف البابا الوضع الإنساني في غزة بأنه «خطير جداً»، وطالب «بفتح أبواب الحوار والسلام على مصراعيها»، وفقاً لـ«رويترز».

وأصبح البابا أكثر انتقاداً للحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع، ووصفها، الأسبوع الماضي، بأنها «وحشية».

كما دعا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في السودان، حيث أكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن المجاعة تتفشى في ظل الحرب الضارية المتواصلة منذ 20 شهراً.

وقال الحبر الأعظم، في رسالة عيد الميلاد: «ليوفقْ الله العليّ جهود المجتمع الدولي لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في السودان، والشروع في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار» بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

في السياق نفسه، دعا البابا إلى وقف الحرب في «أوكرانيا المعذَّبة»، بعد نحو ثلاثة أعوام من بدء الغزو الروسي، داعياً إلى «فتح الباب» أمام التفاوض لتحقيق سلام عادل.

وقال: «لتصمتِ الأسلحة في أوكرانيا المعذبة! وليكنْ لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التفاوض وأعمال الحوار واللقاء للوصول إلى سلام عادل ودائم»، وذلك في رسالته التي أتت بعد ساعات من هجوم صاروخي واسع النطاق شنّته روسيا، قال مسؤولون في كييف إنه استهدف، على وجه الخصوص، منشآت الطاقة.