تغيير مسار كويكب... فيلم خيال علمي ستحققه «ناسا» واقعياً

مرصد إماراتي يشارك في تحليل النتائج

تصور لمهمة المركبة «دارت» (مركز الفلك الدولي بالإمارات)
تصور لمهمة المركبة «دارت» (مركز الفلك الدولي بالإمارات)
TT

تغيير مسار كويكب... فيلم خيال علمي ستحققه «ناسا» واقعياً

تصور لمهمة المركبة «دارت» (مركز الفلك الدولي بالإمارات)
تصور لمهمة المركبة «دارت» (مركز الفلك الدولي بالإمارات)

قبل 24 عاماً، تناول الفيلم الأميركي «ديب إمباكت»، الذي يُدرج تحت تصنيف «أفلام الخيال العلمي»، قيام وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بإرسال مركبة فضائية محملة بقنابل نووية لتدمير مذنّب قبل وصوله إلى الأرض.
ورغم أن الكويكب «ديمورفوس» ليس في مسار اصطدام مع الأرض، فإن الوكالة الأميركية تستهدفه بواسطة مركبة فضائية في مهمة حقيقية، وليست خيالية، سيتابع العالم تفاصيلها فجر الثلاثاء (السابعة مساء الاثنين بتوقيت شرق أميركا)، ولكن الفارق، أن الاستهداف لا يتضمن استخدام قنبلة نووية.
وأطلقت الوكالة الأميركية مركبة إعادة توجيه الكويكبات المزدوج (دارت) في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2021، ومن المنتظر أن تكون في مسار اصطدام مع الكويكب «ديمورفوس» في السابعة مساء الاثنين بتوقيت شرق أميركا.
ويقع الكويكب «ديمورفوس» على بُعد نحو 7 ملايين ميل، ولا يشكل أي تهديد للأرض، ويبلغ عرضه نحو 525 قدماً ويدور حول كويكب آخر أكبر، هو «ديديموس».
وفي الوقت الحالي، تستغرق الدورة الكاملة للكويكب «ديمورفوس» حول «ديديموس»، مدة 11 ساعة و55 دقيقة، ويجب أن يؤدي اصطدام المركبة «دارت» بالكويكب «ديمورفوس» إلى اقترابه من الكويكب الكبير لتقل الدورة الكاملة نحو 10 دقائق وتصبح «11 ساعة و45 دقيقة».
ويقول توم ستاتلر، عالم برنامج (دارت) التابع لـ«ناسا»: «نحن نحرك كويكباً، ونغير حركة جرم سماوي طبيعي في الفضاء. لم تفعل البشرية ذلك من قبل من قبل، هذه أشياء من كتب الخيال العلمي وحلقات كنا نضحك عليها من مسلسل (ستار تريك) عندما كنت طفلاً، وهي الآن حقيقية، وهذا نوع من المذهل أننا نقوم بذلك بالفعل».
وتتعقب «ناسا» الكثير من الصخور الفضائية، خصوصاً تلك الكبيرة التي يمكن أن تسبب أحداثاً على مستوى الانقراض عندما تصطدم بالأرض، ولحسن الحظ، لا شيء يهدد الأرض حالياً، ولكن العديد من الكويكبات بحجم (ديمورفوس) لم يتم اكتشافها بعد، ويمكن لهذه الكويكبات أن تدمر مدينة إذا تحطمت، والهدف من التجربة هو اختبار إمكانية توجيه مركبة فضائية لتغيير مسار كويكب عندما يكون في مسار اصطدام حقيقي مع الأرض.
ويتطلع محبو أفلام هوليوود، وقبلهم علماء الفلك والفضاء عبر العالم، إلى مشاهدة هذه المهمة التاريخية التي ستنفذها «ناسا»، وستبث وكالة الفضاء صوراً على موقعها على الإنترنت في الوقت الفعلي أثناء توجه المركبة للاصطدام بالكويكب، وسوف يلوح الكويكب (ديمورفوس) في الأفق بشكل أكبر وأكبر، حيث تندفع المركبة الفضائية نحوه بسرعة نحو 14000 ميل في الساعة، وفي لحظة الاصطدام، ستتوقف الصور فجأة، لكن مركبة فضائية أصغر قريبة ستراقب، وسترسل الصور إلى الأرض في الأيام التالية، وستقوم التلسكوبات في جميع القارات السبع، بالإضافة إلى التلسكوبات الفضائية مثل «جيمس ويب» بمشاهدة التصادم أيضاً وتداعياته لأسابيع، ما سيسمح لعلماء الفلك بقياس كيفية تغير مسار الكويكب بدقة.
وعلاوة على ذلك، في غضون عامين، سترسل وكالة الفضاء الأوروبية مهمة تسمى «هيرا» إلى نظام الكويكب المزدوج «ديمورفوس» و«ديديموس»، ما يسمح للعلماء بجمع مزيد من المعلومات عن تأثيرات الاصطدام.
وفي هذا السياق، أعلن مركز الفلك الدولي في الإمارات العربية المتحدة، تواصله مع وكالة «ناسا» ليكون مرصد الختم الفلكي، التابع له، أحد المراصد العالمية التي تشارك في التحليل الفوتومتري للكويكب بعد الاصطدام لتقييم مدى نجاح التجربة.
ويقول المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «تم بالفعل قبول مشاركة المرصد؛ حيث سنقوم برصد الكويكب لحظة الاصطدام، إضافة إلى إجراء الأرصاد الفوتومترية بعد ذلك، ومشاركتها مع المشرفين على المهمة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
TT

اهتمام «سوشيالي» واسع بنبيل الحلفاوي إثر مرضه

الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)
الفنان نبيل الحلفاوي (إكس)

حظي الفنان المصري نبيل الحلفاوي باهتمام واسع على «السوشيال ميديا» إثر مرضه، وانتقاله للعلاج بأحد مستشفيات القاهرة، وتصدر اسم الفنان «الترند» على «إكس» في مصر، الجمعة، بعد تعليقات كثيرة من أصدقائه ومتابعيه على منصة «إكس»، داعين له بالسلامة، ومتمنين له سرعة الشفاء والعودة لكتابة «التغريدات».

صورة للفنان نبيل الحلفاوي (متداولة على إكس)

واشتهر الحلفاوي بنشاط تفاعلي على منصة «إكس»، معلقاً على العديد من القضايا؛ سواء العامة أو السياسية أو الفنية، أو الرياضية بالتحديد، بوصفه واحداً من أبرز مشجعي النادي الأهلي المصري.

وكتب عدد من الفنانين داعين للحلفاوي بالسلامة والتعافي من الوعكة الصحية التي أصابته والعودة لـ«التغريد»؛ من بينهم الفنان صلاح عبد الله الذي كتب على صفحته على «إكس»: «تويتر X ما لوش طعم من غيرك يا بلبل»، داعياً الله أن يشفيه.

وكتب العديد من المتابعين دعوات بالشفاء للفنان المصري.

وكان بعض المتابعين قد كتبوا أن أسرة الفنان نبيل الحلفاوي تطلب من محبيه ومتابعيه الدعاء له، بعد إصابته بأزمة صحية ونقله إلى أحد مستشفيات القاهرة.

ويعد نبيل الحلفاوي، المولود في القاهرة عام 1947، من الفنانين المصريين أصحاب الأعمال المميزة؛ إذ قدم أدواراً تركت بصمتها في السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أعماله السينمائية الشهيرة: «الطريق إلى إيلات»، و«العميل رقم 13»، ومن أعماله التلفزيونية: «رأفت الهجان»، و«لا إله إلا الله»، و«الزيني بركات»، و«غوايش»، وفق موقع «السينما دوت كوم». كما قدم في المسرح: «الزير سالم»، و«عفريت لكل مواطن»، و«أنطونيو وكليوباترا».

نبيل الحلفاوي وعبد الله غيث في لقطة من مسلسل «لا إله إلا الله» (يوتيوب)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «نبيل الحلفاوي نجم كبير، وله بطولات مميزة، وهو ممثل مهم لكن معظم بطولاته كانت في قطاع الإنتاج»، مستدركاً لـ«الشرق الأوسط»: «لكنه في الفترة الأخيرة لم يكن يعمل كثيراً، شارك فقط مع يحيى الفخراني الذي قدّر موهبته وقيمته، كما شارك مع نيللي كريم في أحد المسلسلات، فهو ممثل من طراز فريد إلا أنه للأسف ليس اجتماعياً، وليس متاحاً كثيراً على (السوشيال ميديا). هو يحب أن يشارك بالتغريد فقط، ولكن لا يتفاعل كثيراً مع المغردين أو مع الصحافيين. وفي الوقت نفسه، حين مر بأزمة صحية، وطلب المخرج عمرو عرفة من الناس أن تدعو له بالشفاء، ظهرت مدى محبة الناس له من أصدقائه ومن الجمهور العام، وهذا يمكن أن يكون فرصة لمعرفة قدر محبة الناس للفنان نبيل الحلفاوي».