ابن كيران: لا نسعى للهيمنة على السلطة بل نتنافس عليها بالقانون

قال إن علاقته بالعاهل المغربي مباشرة

ابن كيران: لا نسعى للهيمنة على السلطة بل نتنافس عليها بالقانون
TT

ابن كيران: لا نسعى للهيمنة على السلطة بل نتنافس عليها بالقانون

ابن كيران: لا نسعى للهيمنة على السلطة بل نتنافس عليها بالقانون

أعلن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، أن حزبه لا يسعى للهيمنة على السلطة. وقال ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس بالرباط في كلمة توجيهية لقيادات شباب الحزب في إطار الندوة الوطنية الأولى حول المخطط الاستراتيجي للمرحلة، إن دور الحزب يبقى فقط التنافس مع الآخرين على السلطة، وفق القانون.
وأكد ابن كيران أن علاقته بالعاهل المغربي الملك محمد السادس «مباشرة، ولا تقوم على وسائط»، مضيفا أن هذا لا يمنع من وجود اتصالات مع مستشاري الملك «تكون في حدود ما يكلفون به أو ما يطلب مني أن أناقشه مع أحدهم».
وأوضح ابن كيران أن صفته رئيسا للحكومة تضع على عاتقه مسؤوليات في ضمان «استقرار البلد، طبعا بعد جلالة الملك، ولدي مسؤوليات في تقوية الديمقراطية، ويعنيني استمرار هذه التجربة التي جعلت رأس المغرب مرفوعا».
وفي ما يتعلق بسيناريوهات التحالفات التي سيعقدها حزب العدالة والتنمية عشية الانتخابات البلدية المزمع تنظيمها يوم 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، قال ابن كيران: «سنتحالف مع من يناسبنا ولن نتحالف مع من لا يناسبنا». وخفف رئيس الحكومة من حجم التوجسات التي تتهم حزبه بالرغبة في الهيمنة على رئاسات البلديات والمحافظات في الانتخابات المقبلة، قائلا: «حزبنا لا يشتغل على رئاسة الجماعات (البلديات) والمحافظات في حد ذاتها، وإنما نحن ندافع عن البلد وندافع عن النظام أيضا».
وعد رئيس الحكومة المغربية أصحاب منطق التحكم ليسوا مجرد منافسين لحزبه في الانتخابات، قائلا: «هؤلاء شر.. ويشكلون خطرا على الأمة». وأضاف: «دورنا أن نسفه أحلامهم لأن هدفهم هو التحكم في كل شيء، وبعد ذلك يخرجون فيلما عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأنه حقيقة».
وصنف ابن كيران الفيلم المغربي «الزين اللي فيك» الذي منعت الحكومة عرضه بقاعات السينما، وتداعيات مهرجان موازين، بأنه «جزء من نظرية تقول بضرورة التخلص من التراث، وجواب المغاربة الحقيقي هو هذا الإقبال الكبير على المساجد وعلى صلاة التراويح خلال شهر رمضان».
ووعد ابن كيران شباب حزبه بنجاح تجربته الحكومية في تحقيق أهدافها على بعد سنة من انتهاء ولايتها، حينما قال: «لدي شعور أن المستقبل مشرق وأن المواطنين يفهمونني ويشجعونني، وأعدكم أننا سنحقق نسبة نمو جيدة حسب تقديرات البنك المركزي وهذا دليل على نجاحنا».
من جهته، طالب النائب خالد بوقرعي الأمين العام لمنظمة شبيبة حزب العدالة والتنمية بمواجهة «قوى التحكم مهما كان الثمن». وقال: «إذا حققوا هدفهم فإنهم سيعيثون في الأرض فسادا وسينتقمون ممن صوتوا لفائدة الإصلاح من عموم المغاربة». وأكد بوقرعي: «هؤلاء لا يعرفون منطق السياسة إلا الابتزاز واستعمال ما ظهر من الوسائل وما لم يظهر وما كان مشروعا وما ليس مشروعا». وعد بوقرعي قوى التحكم «بمثابة خطر على الديمقراطية الناشئة في المغرب، وبالتالي على كل الديمقراطيين التصدي له». وخلص بوقرعي إلى القول: «نحن مستعدون في شبيبة العدالة والتنمية للوقوف في وجهها من أجل بلدنا ومستقبل الإصلاح فيها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.