نتائج بايرن ميونيخ السيئة تعمق الشكوك حول مستقبل ناغلسمان

الفريق يفتقد بشدة لخدمات ليفاندوفسكي... وشبح توخيل يخيم على مدربه

توماس مولر يعاتب ليروي ساني على أدائه أمام أوغسبورغ (أ.ف.ب)
توماس مولر يعاتب ليروي ساني على أدائه أمام أوغسبورغ (أ.ف.ب)
TT

نتائج بايرن ميونيخ السيئة تعمق الشكوك حول مستقبل ناغلسمان

توماس مولر يعاتب ليروي ساني على أدائه أمام أوغسبورغ (أ.ف.ب)
توماس مولر يعاتب ليروي ساني على أدائه أمام أوغسبورغ (أ.ف.ب)

كان حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير هو البطل في كثير من المناسبات السابقة، لكنه لم يكن كذلك هذه المرة، حيث شهدت الدقيقة 95 من مباراة بايرن ميونيخ أمام أوغسبورغ الأخيرة تقدم نوير إلى منطقة جزاء الخصم، وبالفعل تلقى كرة عرضية من جوشوا كيميتش ولعبها برأسه وكادت تدخل المرمى، لكن حارس أوغسبورغ المتميز رافاي جيكيفيتش، أنقذها ببراعة بأطراف أصابع يده اليسرى. وبعد ثوانٍ، سدد نوير الكرة بعد أن رفعها ألفونسو ديفيز مرة أخرى، ليبعدها جيكيفيتش من جديد. وبالتالي، كانت الإشادة هذه المرة بحارس المرمى البولندي وليس الألماني.
لكن منذ متى يواجه بايرن ميونيخ هذه الصعوبات في الدوري الألماني الممتاز؟ لقد كان وجود نوير داخل منطقة جزاء أوغسبورغ، في الوقت الذي كان يسعى فيه بايرن ميونيخ لإدراك هدف التعادل وتجنب أول خسارة في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، بمثابة اعتراف باليأس الذي أصاب الفريق. إن خروج نوير، الذي يعد خط الدفاع الأخير للعملاق البافاري، من مرماه من أجل مساعدة الفريق في إحراز هدف التعادل يعكس تماماً الحالة المزرية التي كان عليها بايرن ميونيخ.


مصير ناغلسمان في بايرن أصبح غامضاً (أ.ب) 

ولم يفوت أحد العناوين الرئيسية في صحيفة «بيلد» الفرصة لتسليط الضوء على أن محاولات نوير الهجومية على المرمى كانت أكثر من محاولات المهاجم السنغالي ساديو ماني في المباراة التي خسرها بايرن ميونيخ بهدف دون رد أمام جاره المحلي، الذي ربما يكون قد أثبت وجوده في الدوري الألماني الممتاز، لكنه لم يصل بعد إلى المكانة التي تجعله يوصف بأنه منافس للعملاق البافاري. وكان بايرن ميونيخ قد قدم أداء جيداً في الشوط الثاني من المباراة التي حقق فيها الفوز على برشلونة بهدفين دون رد في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي هدأ بعض الشيء مشاعر القلق بعد تعادل الفريق في ثلاث مباريات متتالية في الدوري الألماني الممتاز. لكن خسارة الفريق في المباراة الأخيرة وعدم قدرته على تحقيق الفوز في آخر أربع مباريات بالدوري المحلي قد زاد مشاعر القلق والانتقادات مرة أخرى.
من المؤكد أن المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي قد أسدى معروفاً كبيراً للمدير الفني لبايرن ميونيخ، جوليان ناغلسمان، عندما أهدر عدداً من الفرص المحققة في الشوط الأول في عودته الأولى إلى ملعب «أليانز أرينا» بقميص برشلونة الإسباني، وهو ما سمح للمدير الفني الشاب بإعادة ترتيب أوراقه بين الشوطين والمضي قدماً والفوز بالمباراة في نهاية المطاف. واستعاد ليفاندوفسكي عافيته وتغلب على إحباطه في منتصف الأسبوع وأحرز هدفين في المباراة التي سحق فيها برشلونة نظيره إلتشي بثلاثية نظيفة في الدوري الإسباني الممتاز.
وبعد خسارة بايرن ميونيخ الأخيرة، بات من الواضح للجميع التأثير الكبير لرحيل ليفاندوفسكي على الفريق، خصوصاً أن النجم البولندي كان يحرز كثيراً من الأهداف الحاسمة ويلعب دوراً محورياً في خطة الفريق. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن أوغسبورغ لم يكن يستحق الفوز في تلك المباراة التي سيطر بايرن ميونيخ على مجرياتها تماماً، لكن ميرجيم بيريشا خطف الفوز لفريقه بلمسة ذكية في الدقيقة 59 من اللقاء. لقد سلطت هذه المباراة الضوء على بعض الحقائق الفعلية، من بينها أن أوليفر كان وحسن صالح حميديتش، اللذين أكدا استياءهما من الأداء والنتيجة بعد المباراة، سعيدان بالطريقة التي يتم بها بناء الفريق، وأن الطريقة التي يلعب بها ناغلسمان لا تعتمد على المهاجم الصريح التقليدي، وبحقيقة أن بايرن ميونيخ سدد 19 تسديدة على المرمى، تماماً كما أنقذ يان سومر حارس مرمى بوروسيا مونشنغلادباخ 19 فرصة من لاعبي بايرن ميونيخ في بداية هذه السلسلة المحبطة الخالية من الانتصارات.
ورغم أن ناغلسمان يحظى بثقة مسؤولي النادي - وهم بحاجة فعلاً إلى نجاح المدير الفني الشاب بعد أن دفعوا رقماً قياسياً عالمياً بقيمة 25 مليون يورو لإنهاء عقده مع لايبزيغ العام الماضي - فهو ذكي بما يكفي ليعرف أن كل العمليات الجيدة في العالم لا تعني شيئاً في حال تراجع النتائج. لم يصل الأمر إلى درجة من السوء حتى الآن تشير إلى اقتراب توماس توخيل من تولي قيادة الفريق بدلاً من ناغلسمان، لكن وجود مدير فني ألماني سبق له الفوز بدوري أبطال أوروبا من دون عمل الآن ليس مثالياً لناغلسمان، الذي قال رداً على سؤال عما إذا كان فريقه لا يزال بحاجة إلى ليفاندوفسكي، أم لا: «إجابتي الآن ليس لها أي أهمية. فإذا قلت لا، فسيقولون إنني لا أرى المشكلة التي يعاني منها الفريق. وإذا قلت نعم، فسوف يكتب الجميع أنني أفتقد ليفاندوفسكي».
ومن الناحية الإحصائية، يمكنك أن تتفهم وجهة نظر من يقولون إن الفريق لم يفتقد لخدمات ليفاندوفسكي. لقد وضع أوغسبورغ، الذي كان يتسبب بين الحين والآخر في بعض المشاكل لبايرن ميونيخ خلال العقد الماضي - فقط اسألوا جوسيب غوارديولا عن ذلك - حداً لسجل بايرن ميونيخ القياسي في تسجيل الأهداف في عدد من المباريات المتتالية (86 مباراة). لا يزال ناغلسمان يحظى بثقة المسؤولين، وأصر صالح حميديتش على أن مستقبل ناغلسمان «ليس موضوعاً للمناقشة»، بينما دافع أوليفر كان عن الصفقات التي أبرمها النادي، وقال: «لدينا كل ما نحتاجه. وأنا متحمس بشأن مهاجمينا الذين يتمتعون بسرعات هائلة».
ومع ذلك، ليس من السهل تحديد الأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج بايرن ميونيخ بهذا الشكل. لقد كانت الأجواء المحيطة بمبارياته الأخيرة متوترة للغاية، وسيستغرق الأمر أسابيع من العروض المقنعة حتى يختفي هذا الشعور. وقال ناغلسمان: «أفكر في كل شيء، وفي موقفنا، وما يتعين علي القيام به، في كل شيء». وعلق ناغلسمان على نتيجة فريقه بقوله: «عندما أنظر إلى إحصائيات المباراة، أقول إنه كان يتعين علينا الفوز بها». وأضاف عن سلسلة عدم الفوز في مباريات فريقه الأربع الأخيرة: «هذه السلسلة ليست جيدة، أنا أفكر بنفسي، بالوضع الحالي، بكل شيء». وقال توماس مولر مهاجم بايرن: «بعد أربع مباريات دون فوز نحن مندهشون ومحبطون. لا يمكنني الحديث عن كثير من الإيجابيات في هذه المباريات. لو أردنا تحليل المباراة الأخيرة فنحن كان يمكننا الفوز بها بعد هذا العدد من الفرص التي صنعها الفريق. لكن عندما تفشل في استغلالها فستخرج من دون نقاط».
وكان لوثار ماتيوس، أسطورة بايرن ميونيخ، قال إن ناديه السابق سيمنح ناغلسمان الوقت اللازم، بعد هذه النتائج السيئة. لكن ناغلسمان حقق اللقب في موسمه الأول مع الفريق الموسم الماضي، كما حقق الفوز في أول مباراتين بدوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي وبرشلونة الإسباني. وقال ماتيوس، صاحب الرقم القياسي في المشاركات الدولية مع منتخب ألمانيا: «لا أصدق أن ناغلسمان في مشكلة أو أزمة، ولا أعتقد أن بايرن سيتحدث إلى توماس توخيل على سبيل المثال».
وأضاف: «لم يمنحوا ناغلسمان عقداً لمدة خمسة أعوام هباء، وكذلك دفعوا كثيراً من الأموال له، هذه أطول مدة عقد تم منحها لمدرب في ميونيخ، وبالتالي سيحاول الجميع حل تلك الأزمة». كان ناغلسمان قد تولى تدريب بايرن ميونيخ قادماً من لايبزيغ العام الماضي، ويستمر عقده مع بايرن ميونيخ حتى 30 يونيو (حزيران) عام 2026. وتابع ماتيوس في حديثه عن المدرب البالغ من العمر 35 عاماً: «بالتأكيد هي مرحلة صعبة في مسيرة مدرب كبير، لكنني أظن أنه سيعود مجدداً ويقلب الأمور لصالحه». وأوضح: «جوليان ناغلسمان لا يزال هو المدرب المناسب لبايرن ميونيخ». وتابع أنه من الجيد أن أوليفر كان، الرئيس التنفيذي للنادي، قد دعمه مباشرة عقب الخسارة أمام أوغسبورغ. وواصل ماتيوس: «هذا هو التصرف السليم في هذا الوقت وأعتقد أن ذلك ما يحتاجه جوليان من النادي».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».