إذا تم تشخيص إصابتك بارتفاع ضغط الدم، فأنت لست وحدك. فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يعاني 116 مليون بالغ أميركي (47 في المائة!) من ارتفاع ضغط الدم، وحوالى 24 في المائة فقط من هؤلاء الأشخاص يديرونه بنجاح. إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وقد ساهم هذا المرض في وفاة أكثر من 670 ألف شخص بالولايات المتحدة عام 2020 وحده. والآن، تشير دراسة جديدة عُرضت أخيرا في الجلسات العلمية لـ«جمعية القلب الأميركية لارتفاع ضغط الدم» لعام 2022، إلى أن 8.8 مليون أميركي تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عامًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى غير المعالج، وذلك وفق ما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.
في الوقت نفسه، وجد الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة أن إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وفي حين أن النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي وعدم شرب كميات كبيرة من الكحول كانت كلها عوامل أساسية، كان العامل الأكثر أهمية هو اتباع نظام غذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم.
وفي محاكاة أجراها الباحثون، لاحظوا أن هذه التغييرات يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم وفي نهاية المطاف منع 26000 نوبة قلبية وسكتة دماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى على مدى السنوات العشر القادمة.
وهذه النتائج مهمة للغاية، حيث يُعرف ارتفاع ضغط الدم المزمن بـ«القاتل الصامت»، إذ، قد يشعر الشخص بأنه على ما يرام، لكن ارتفاع ضغط الدم المزمن يمثل «مشكلة».
ووفق الدكتور بليكس، فان «الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم المزمن لديهم قوة أعلى من المعتاد تضرب جدران الشرايين، ما يجعل الجدران أكثر سمكًا وصلابة، ويساهم في تصلب الشرايين. وبسبب هذا يتضخم القلب ويضعف، حيث يتعين عليه العمل بجدية أكبر لضخ ما يكفي من الأكسجين والدم الغني بالمغذيات في جميع أنحاء الجسم». ويوضح بليكس أن «هذا يمكن أن يؤدي إلى ضيق في التنفس واحتمال حدوث نوبة قلبية». علاوة على ذلك «يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضًا إلى تلف الشرايين المؤدية إلى الدماغ، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».
حمية «داش»
أما بالنسبة إلى حمية «داش» فيوضح بليكس أنها «خطة غذائية متوازنة تحتوي على نسبة عالية من الخضار والفواكه والحبوب، وخاصة الحبوب الكاملة، إلى جانب منتجات الألبان قليلة الدسم ومصادر البروتين الخالية من الدهون والفاصوليا والمكسرات والبذور، وزيوت نباتية صحية غير مشبعة وقليل من الحلويات».
علاوة على ذلك، يشير بليكس الى أنه «عندما يتم تقليل الصوديوم في النظام الغذائي، يمكن أن يكون لنظام «داش» الغذائي تأثير أكثر وضوحًا. فهذا النوع من الأنظمة الغذائية غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، والتي يمكن أن تلعب جميعها دورًا في خفض ضغط الدم. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون تأثير خفض ضغط الدم بسبب مزيج من العناصر الغذائية والمركبات في النظام الغذائي تعمل معا». مبينا «أنها مثل أوركسترا بوسطن السيمفونية. يمكن لعازف الكمان الأول أن يؤدي عزفًا منفردًا رائعًا، ولكن مع الأوركسترا بأكملها، يكون التأثير أكثر إثارة».