شن مسلحون من حركة «الشباب» المتشددة الصومالية هجوما انتحاريا ضخما أمس على قاعدة للاستخبارات العسكرية في مقديشو حيث فجروا سيارة مفخخة قبل أن يقتحموا القاعدة العسكرية، على ما أفاد مسؤولون أمنيون أكدوا أنه تم صد الهجوم.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي في الصومال أمس أن «أربعة متشددين من حركة الشباب قتلوا بعد أن فجروا سيارة ملغومة واقتحموا قاعدة لتدريب مسؤولي المخابرات»، مضيفة أنه لم تقع أي خسائر في صفوف الحكومة خلال الهجوم.
وعرضت وزارة الداخلية جثث المتشددين فيها ثقوب من آثار الرصاص أمام وسائل الإعلام في أعقاب الهجوم الذي بدأ بعد الفجر بقليل واستمر لمدة نحو ساعة. وأكد المتحدث باسم حركة الشباب التي تسعى للإطاحة بالحكومة في مقديشو أن «مقاتلي الحركة قتلوا أكثر من 10 من مسؤولي المخابرات». ودأب مقاتلو الشباب على المبالغة في أعداد القتلى من الجانب الحكومي بينما يهون المسؤولون من الخسائر.
وسمع شهود كانوا خارج القاعدة دوي انفجار قوي تلاه إطلاق نار كثيف. وقال عبد الله ياري أحد سكان منطقة قريبة من القاعدة لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع انفجار شديد وفي الثواني التالية اندلع إطلاق نار كثيف. لم يكن بوسعنا الخروج من المنزل بسبب إطلاق النار».
وأعلنت الوكالة الوطنية للاستخبارات والأمن الصومالية في بيان مقتضب إحباط الهجوم أن «قواتنا صدت الهجوم بنجاح ولم يتمكن أحد من الدخول إلى مبانينا ولا إلى قواعدنا».
وفي كينيا المجاورة اغتيل مندوب للحكومة في شمال شرقي البلاد لدى خروجه من مسجد كما أعلنت الشرطة الكينية أمس، مشيرة إلى أنها تشتبه في حركة الشباب الصومالية. وقد قتل المسؤول عن منطقة وجير القريبة من الحدود الصومالية محمد باري عبد الله بإطلاق النار عليه بعد صلاة العشاء في المسجد أول من أمس.
وقال قائد شرطة وجير صامويل موكينديا إن «المهاجمين قد تبعوه حتى المسجد، وانتظروا حتى أنهى صلاته، ثم أطلقوا عليه النار بينما كان يبتعد»، وأضاف أن «عناصر من الشرطة لاحقوهم لكنهم تمكنوا من الهرب تحت جنح الظلام».
وذكرت مصادر أمنية كينية أن «عناصر من حركة الشباب في الصومال هم الذين شنوا الهجوم على الأرجح». وقد أرسلت هذه الحركة التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة عناصر أيضا إلى منطقة شمال شرقي كينيا الحدودية حيث شنوا عددا كبيرا من الهجمات في الأشهر الأخيرة.
وقد أعدت حركة الشباب لائحة بأهداف تنوي مهاجمتها وهي تتضمن مسؤولين محليين كينيين واصفة إياهم بأنهم «عملاء».
وتأتي هذه الجريمة بعد أربعة أيام فقط على رفع حظر التجول من المساء حتى الفجر الذي كان مطبقا منذ شهرين في المنطقة. وقد تقرر تخفيف التدابير الأمنية لتسهيل شهر رمضان الذي بدأ الخميس الماضي.
لكن حركة الشباب التي تخوض تمردا مسلحا في الصومال منذ 2007. تهاجم بانتظام السلطات في مقديشو.
وبعد الهزائم العسكرية التي ألحقتها بها قوة الاتحاد الأفريقي التي تساند نواة الجيش الصومالي، كثفت حركة الشباب هجماتها واعتداءاتها في هذه البلاد.
والصومال محروم من مؤسسات دولة مركزية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991. ما أغرق البلاد في حالة من الفوضى عرضة لأهواء الميليشيات القبلية والعصابات الإجرامية والجماعات المتشددة.
ومنذ أشهر عدة كثف مسلحو حركة الشباب أيضا هجماتهم في كينيا المجاورة التي تعد رأس حربة قوة أميصوم خاصة في المناطق الحدودية في مانديرا ووجير وغاريسا.
وقتل الشباب خاصة 148 شخصا بينهم 142 طالبا في هجوم على جامعة غاريسا شرق كينيا في مطلع أبريل (نيسان) الماضي.
ويذكر أنه في عام 2013. أسفر هجوم دام لحركة الشباب على مركز ويستغيت التجاري في نيروبي عن مقتل 67 شخصا.
حركة «الشباب» تهاجم قاعدة للاستخبارات العسكرية في مقديشو
اغتيال مندوب الحكومة الكينية لدى خروجه من مسجد في شمال شرقي البلاد
حركة «الشباب» تهاجم قاعدة للاستخبارات العسكرية في مقديشو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة