كلينتون تطالب بإصلاح قانون حيازة الأسلحة بعد هجوم تشارلستون

إعادة فتح الكنيسة التاريخية.. وساوث كارولاينا في حداد

القس نوفل جوف يبكي عند مقعد القس كليمنتا بينكني، الذي قتل الأربعاء الماضي، داخل كنيسة إيمانويل ميثوديست إيبيسكوبال الأفريقية في تشارلستون أمس (إ.ب.أ)
القس نوفل جوف يبكي عند مقعد القس كليمنتا بينكني، الذي قتل الأربعاء الماضي، داخل كنيسة إيمانويل ميثوديست إيبيسكوبال الأفريقية في تشارلستون أمس (إ.ب.أ)
TT

كلينتون تطالب بإصلاح قانون حيازة الأسلحة بعد هجوم تشارلستون

القس نوفل جوف يبكي عند مقعد القس كليمنتا بينكني، الذي قتل الأربعاء الماضي، داخل كنيسة إيمانويل ميثوديست إيبيسكوبال الأفريقية في تشارلستون أمس (إ.ب.أ)
القس نوفل جوف يبكي عند مقعد القس كليمنتا بينكني، الذي قتل الأربعاء الماضي، داخل كنيسة إيمانويل ميثوديست إيبيسكوبال الأفريقية في تشارلستون أمس (إ.ب.أ)

عقب المجزرة «العبثية» التي ارتكبها شاب أبيض قتل تسعة أميركيين من أصول إفريقية في كنيسة تاريخية في تشارلستون جنوب شرقي الولايات المتحدة، طالبت أمس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون بـ«إصلاح قانون حيازة الأسلحة النارية» في الولايات المتحدة. وهذه من القضايا السياسية الشائكة في بلاد يعتبر فيه اليمينيون أن حمل السلاح «حق دستوري».
وقالت السيدة الأولى سابقا ووزيرة الخارجية السابقة خلال زيارة إلى سان فرانسيسكو، غرب الولايات المتحدة، إن «الحس السليم» يفرض إجراء هذا الإصلاح التشريعي الذي من شأنه المساهمة في إنهاء أو على الأقل الحد من المآسي المماثلة التي تشهدها الولايات المتحدة بشكل متكرر.
واعتبرت كلينتون أن المجزرة المتهم بارتكابها الشاب الأبيض ديلان روف الذي يبلغ 21 عاما، أطلق النار داخل كنيسة مما أسفر عن مقتل تسعة مصلين، في جريمة يرجح أن دفاعها عنصري، «تدفع الأمة لأن تجهد مرة جديدة لفهم عنف لا معنى له بالأساس»، وأضافت: «أنا أعلم أن حيازة السلاح تدخل في نسيج كثير من المجتمعات التي تحترم القانون.. لكني أعلم أيضا أن بإمكاننا إجراء إصلاحات لقوانين حيازة الأسلحة يمليها الحس السليم وتبقي الأسلحة النارية بعيدا عن متناول المجرمين والأشخاص العنيفين غير المستقرين، وفي الوقت نفسه تحترم مالكي الأسلحة ممن يتحلون بالمسؤولية».
وأكدت كلينتون بوصفها «أُمّا وجدة وأختا في الإنسانية، مجرد أخت في الإنسانية» تعاطفها مع ذوي ضحايا المجزرة التي صدمت البلاد وراح ضحيتها مساء الأربعاء تسعة من المصلين السود داخل كنيسة تعتبر رمزا لمناهضة العبودية.
وتدفق مئات الأشخاص على كنيسة إيمانويل الأسقفية الميثودية للأفارقة في مدينة تشارلستون أمس، بينما أعادت الكنيسة فتح أبوابها للمصلين بعد أيام من الهجوم.
وخارج الكنيسة وهي أكبر مركز تجمع للأميركيين من أصل أفريقي في جنوب الولايات المتحدة غطت باقات الزهور والدمى والبالونات الأرصفة بينما اصطف مئات الأشخاص لتقديم العزاء وإنشاد الترانيم وتقديم التذكارات.
وغطت آلاف الرسائل المكتوبة بخط اليد رايات بيضاء عند مدخل الكنيسة ووجه بعضها الشكر إلى قس الكنيسة كليمينتا بينكني أحد الضحايا، والذي كان عضوا في مجلس الشيوخ.
وقال مسؤولون بالمدينة ورجال دين ومعزون إن «قداس الأحد في الكنيسة سيمثل خطوة صغيرة نحو التعافي بعد أحدث عملية قتل جماعي في الولايات المتحدة سلطت الضوء مرة أخرى على قضيتي العلاقات العرقية وجرائم السلاح اللتين لا تزالان تثيران الانقسام».
ولا يزال ديلان روف المشتبه في أنه نفذ الهجوم في السجن بعد أن وجهت إليه تسعة اتهامات بالقتل. وتقول السلطات إنه أمضى ساعة مع مجموعة دراسة إنجيلية مسائية في الكنيسة قبل أن يطلق النار مساء يوم الأربعاء الماضي. ويفحص محققون اتحاديون الصور والكتابات التي تروج لتفوق العرق الأبيض، والتي ظهرت على موقع «الفيسبوك» الإلكتروني يظهر فيه روف فيما يبدو وهو يحمل مسدسا ويقف أمام متحف عسكري كونفدرالي ومزارع للعبيد.
ويذكر أن روف اعتقل يوم الخميس الماضي ووجهت إليه يوم الجمعة الماضي تهمة قتل تسعة أشخاص بإطلاق النار عليهم أثناء سهرة لقراءات إنجيلية في كنيسة إيمانويل الأسقفية الميثودية، أقدم كنيسة للسود في تشارلستون والتي تعتبر رمزا للكفاح من أجل الحقوق المدنية.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.