مصر تحشد دولياً لدعم محاربة أضرار التغيرات المناخية

شكري استعرض جهود رئاسة مؤتمر «كوب 27» فيما يتعلق بخسائر التقلبات البيئية

جانب من اجتماع شكري مع تحالف الدول الجزرية الصغيرة على هامش «اجتماعات نيويورك» (الخارجية المصرية)
جانب من اجتماع شكري مع تحالف الدول الجزرية الصغيرة على هامش «اجتماعات نيويورك» (الخارجية المصرية)
TT

مصر تحشد دولياً لدعم محاربة أضرار التغيرات المناخية

جانب من اجتماع شكري مع تحالف الدول الجزرية الصغيرة على هامش «اجتماعات نيويورك» (الخارجية المصرية)
جانب من اجتماع شكري مع تحالف الدول الجزرية الصغيرة على هامش «اجتماعات نيويورك» (الخارجية المصرية)

تحشد مصر دولياً لدعم قضية خسائر وأضرار التغيرات المناخية، في حين ظهرت بقوة تحضيرات القاهرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، خلال فعاليات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري «اهتمام الرئاسة المصرية لمؤتمر (كوب 27) بقضية خسائر وأضرار تغير المناخ التي توليها الدول الجزرية الصغيرة النامية اهتماماً كبيراً». جاء ذلك خلال اجتماع شكري على هامش «اجتماعات نيويورك» مع تحالف الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS)، في إطار التواصل مع كافة الأطراف والمجموعات المعنية بعمل المناخ الدولي.
ووفق إفادة للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أمس، فقد أكد الوزير شكري «إدراك مصر للخسائر والأضرار المتزايدة التي تلحق بالدول الجزرية الصغيرة، نتيجة للتغيرات المناخية، وموجات الطقس القاسية المتكررة من عواصف وأعاصير وفيضانات وجفاف، وما تؤدي إليه من خسائر بشرية واقتصادية جسيمة».
واستعرض شكري جهود الرئاسة المصرية لمؤتمر «كوب 27» في موضوعات الخسائر والأضرار، وحرصها على تعزيز تناول الأبعاد المختلفة لهذه القضية خلال المؤتمر؛ مشيراً إلى «تنظيم الرئاسة المصرية لـ(كوب 27) مشاورات (غير رسمية) على مستوى رؤساء الوفود بالقاهرة، يومي 10 و11 سبتمبر (أيلول) الجاري، بهدف تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف».
وأشار شكري إلى «تطلع الرئاسة المصرية لـ(كوب 27) للعمل المشترك والتنسيق مع الدول الجزرية النامية، للخروج بالنتائج المأمولة حول موضوعات خسائر وأضرار تغير المناخ».
وفي لقاء آخر على هامش «اجتماعات نيويورك» استعرض وزير الخارجية المصري مع وزير خارجية أوغندا، جيجي أودونجو، استعدادات مصر لاستضافة «كوب 27» في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وأولويات القارة الأفريقية، وسبل تخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ على دول القارة».
وكان وزير الخارجية المصري قد أكد خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة «الـ77 الصين» على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مساء أول من أمس، أن «كافة الشواهد العلمية الماثلة (اليوم) أمام العالم، تؤكد الوتيرة المتسارعة لتداعيات تغير المناخ واتساع نطاقها وحدَّتها»، مشدداً على «ضرورة أن يتمثل رد الفعل الدولي على هذه الشواهد في التنفيذ الفوري لتعهدات والتزامات المناخ، وهو ما تسعى مصر إلى تحقيقه من خلال مؤتمر (كوب 27)».
وأشار شكري إلى أن «محاور رؤية مصر لتنفيذ تعهدات والتزامات المناخ، تستند إلى ضرورة تعزيز الإسهامات المحددة وطنياً في مجال خفض الانبعاثات وتحديثها، وتحقيق مزيد من التقدم على صعيد إجراءات التكيُّف مع تغير المناخ، وتوفير تمويل المناخ بالشكل الكافي والمناسب، وتيسير الحصول عليه».
في غضون ذلك، تحدثت وزيرة التعاون الدولي في مصر، رانيا المشاط، خلال مشاركتها في جلسة نقاشية حول «تعزيز الأمن الغذائي في أوقات الأزمات» ضمن فعاليات «اجتماعات نيويورك»، بشأن قارة أفريقيا التي تعد «الأكثر تأثراً» بالأزمات التي يواجهها العالم؛ لا سيما التغيرات المناخية. وقالت: «يتأثر بهذه التغيرات المناخية 60 في المائة من دول القارة الأفريقية، في الوقت الذي تسهم فيه القارة بنسبة 4 في المائة فقط من الانبعاثات الضارة على مستوى العالم».


مقالات ذات صلة

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

علوم أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أعلن فريق دولي من العلماء أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.