هل نواجه الكائنات «الغازيَة» بتحويلها إلى غذاء؟

خسائرها بمئات مليارات الدولارات سنوياً

صيادون فلسطينيون قرب أحد شواطئ جنوب غزة (أ.ف.ب)
صيادون فلسطينيون قرب أحد شواطئ جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

هل نواجه الكائنات «الغازيَة» بتحويلها إلى غذاء؟

صيادون فلسطينيون قرب أحد شواطئ جنوب غزة (أ.ف.ب)
صيادون فلسطينيون قرب أحد شواطئ جنوب غزة (أ.ف.ب)

وثّق العلماء خلال السنوات القليلة الماضية نزوح آلاف الأنواع من الكائنات الحية، بعيداً عن خط الاستواء، وصعوداً باتجاه أعالي الجبال، وغوصاً نحو أعماق البحار. فعلى محيط الدائرة القطبية الشمالية، انتشرت الشجيرات ذات الأوراق المتساقطة، مثل الصفصاف وبعض أنواع البلوط، في مناطق السهول المنخفضة (التندرا). وفي شرق البحر المتوسط، استوطنت الأسماك المعروفة بالببغاء والأرنب غابات أعشاب البحر. وقبالة شواطئ تكساس، وجدت بعض أنواع المرجان القادمة من البحر الكاريبي في الجنوب موئلاً لها.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه نتيجة الاحترار العالمي؛ حيث تسعى الأنواع الحية التي تعتمد عليها المجتمعات لتعزيز قيمها الاقتصادية والثقافية والترفيهية، إلى تغيير نطاقها الحيوي للبقاء على قيد الحياة. ويعتبر علماء الأحياء انتقال الأنواع إلى موائل جديدة غزوات محتملة لأنواع غريبة لها القدرة على تهديد النظم الإيكولوجية المحلية والأنواع المقيمة سلفاً. ويستتبع ذلك وضع نهج حماية للأنواع الأصيلة، ونهج ترصُّد ومراقبة للأنواع الغريبة يصل إلى حد مكافحتها عند إخلالها بالتوازن البيئي.
- خسائر بمئات المليارات
لا يُعطي تصنيف الأنواع الحية إلى أصيلة أو غريبة تصوراً واضحاً عن التفاعلات التي قد تنشأ بين الأحياء وأثرها الاقتصادي والبيئي. فالموطن الأصلي للقمح مثلاً هو الشرق الأوسط؛ لكن زراعته تنتشر الآن في أغلب أرجاء العالم، وبينما الموطن الأصلي للطماطم هو أميركا الجنوبية، فقد انتقلت كنوع غريب إلى أوروبا ثم إلى بلدان العالم القديم.
وتوجد في بيولوجيا الغزو «قاعدة العشرات» التي تنص على أن 10 في المائة فقط من الأنواع الغريبة تستقر في موائل جديدة، وأن 10 في المائة فقط من تلك الأنواع قد تسبب ضرراً غير مرغوب فيه، أكان للاقتصاد أو النظام البيئي أو صحة الإنسان. وعلى الرغم من هذه النسب المنخفضة، تُقدّر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الأنواع الغازية بالمليارات سنوياً. وتشير دراسة أعدّها علماء فرنسيون إلى أن خسائر العالم خلال السنوات بين 1970 و2017 بسبب الأنواع الغازيَة كانت نحو 1.3 تريليون دولار، وبمعدل وسطي يبلغ 26.8 مليار دولار سنوياً.
ويُخفي هذا المعدّل اتجاهاً مثيراً للقلق؛ إذ إن الخسائر السنوية كانت تتضاعف بمقدار 3 مرات في كل عقد، وبلغت الكلفة السنوية للأنواع الغازية 162.7 مليار دولار في عام 2017، وهو العام الأخير للبيانات التي لحظها الباحثون في دراستهم التي صدرت أخيراً.
وتجد دراسة أخرى أعدّها باحثون في جامعة جنوب فلوريدا، ونُشرت مطلع هذه السنة، أن الكلفة السنوية للأنواع الغازية في الولايات المتحدة قفزت من ملياري دولار في ستينات القرن الماضي إلى نحو 21 مليار دولار خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وتخلص دراسة ثالثة، صدرت منتصف هذه السنة في دورية «نيوبيوتا»، إلى أن الخسائر الناتجة عن الأنواع الغازية في أوروبا بلغت 23.58 مليار دولار في 2013، وارتفعت إلى نحو 140 مليار دولار في 2020.
ويعلل كثيرون هذه الزيادة المطردة بتغيُّر المناخ العالمي، واتساع حركة النقل العالمية، ونشوء ممرات للأنواع الحية بين النظم البيئية التي كانت منفصلة. وتساهم الأنشطة البشرية عموماً في انتشار الأنواع الغازية، وغالباً ما يحمل الناس أثناء سفرهم أنواعاً حية غير مرغوب فيها. ويمكن أن تتسلل الحشرات في ألواح الخشب والصناديق التي يتم شحنها حول العالم، وتستطيع بذور بعض أنواع نباتات الزينة الانتقال من المنازل إلى البرية لتصبح غازية، كما أن بعض الأنواع الغازية هي حيوانات أليفة جرى إطلاقها عمداً أو عرضاً في الطبيعة.
وتسبب الأنواع الغازية ضرراً للحياة البرية بعدة طرق. وتفتقر بعض الأنظمة البيئية إلى مفترسات طبيعية تستطيع مواجهة الأنواع الجديدة والعدوانية الغريبة، أو ضوابط تحول دون تكاثرها وانتشارها بسرعة وسيطرتها على المنطقة. وقد لا تكون الحياة البرية الأصلية طوّرت بعد دفاعات ضد الغزاة، أو أنها لا تستطيع منافسة الأنواع التي ليست لديها مفترسات طبيعية.
وتشمل التهديدات المباشرة للأنواع الغازية افتراس الأنواع المحلية، والتغلُّب على الأنواع المحلية للحصول على الغذاء أو الموارد الأخرى، والتسبب في المرض أو نقله، ومنع الأنواع المحلية من التكاثر، أو قتل صغار الأنواع المحلية. ويمكن للأنواع الغازية تغيير شبكة الغذاء في النظام البيئي عن طريق تدمير أو استبدال مصادر الغذاء المحلية. وقد تغيِّر الأنواع الغازية وفرة أو تنوُّع الأنواع التي تعتبر موطناً مهماً للحياة البرية أو المائية المحلية.
- القضاء على الغزاة بالتهامهم
بمجرد ظهور الأنواع الغازية وانتشارها، تصبح السيطرة عليها صعبة ومكلفة للغاية. ولذلك فإن أفضل الطرق للتعامل مع الأنواع الغازية هي إنشاء آليات فعّالة لمنع إدخالها في المقام الأول، وإقامة أنظمة مراقبة للكشف عن الإصابات الجديدة، والتحرك بسرعة للقضاء على الغزاة الذين يجري اكتشافهم مبكراً.
وتنطوي الطرق التقليدية في القضاء على الأنواع الغازية بالسموم والمبيدات على مخاطر كبيرة على البيئة والأنواع الحية الأصيلة. بينما يُبدي حماة البيئة مخاوفهم من تقنيات الهندسة الوراثية التي تتيح إنتاج أجيال عقيمة من الأنواع الغازية، أو من خلال زيادة أعداد الذكور بشكل كبير مقارنة بأعداد الإناث. ويبدو التعديل الوراثي واعداً لمواجهة الأنواع الغازية في الجُزُر التي توفّر ظروف احتواء مناسبة، كما في إمكانية القضاء على البعوض الغازي في جُزُر هاواي، أو للسيطرة على القوارض في الجُزُر التي استوطنها البشر حديثاً.
من الخيارات الأخرى لمواجهة الأنواع الغازية هو التهامها، وهو اتجاه عرفته البشرية منذ زمن طويل كما في حالة التغذّي على أسراب الجراد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل استخدام المبيدات. ومن العلماء المعاصرين الذين روّجوا فن الطهو كأداة لمكافحة الغزو كان جو رومان، أستاذ الحفاظ على البيئة في جامعة فيرمونت الذي عرض وجهة نظره قائلاً: «إذا كان بإمكاننا اصطياد الأنواع المحلية حتى الانقراض، كما فعلنا منذ دهور، فلماذا لا نسلّط شهيتنا النهمة ضد الغزاة؟».
وقد تبنّت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة خيار التهام الغزاة؛ حيث أطلقت عام 2010 حملة «تغذّوا على دجاجة البحر» لمواجهة انتشار الأسماك الغازية في خليج المكسيك والكاريبي، لا سيما سمكة دجاجة البحر التي تعرف أيضاً باسم سمكة الأسد.
وتُعتبر سمكة دجاجة البحر واحدة من بين أنواع خطيرة عدّة غزت البحر المتوسط، قادمة من المحيط الهندي عبر قناة السويس. ويغطي جسم السمكة مجموعة من الأشواك السامّة، وهي سمكة مفترسة وشرهة، وتُعتبر من الأنواع التنافسية، وتسبب عديداً من المشكلات للنظام البيئي المحلي وحيوانات المنطقة الأصلية. ومنذ سنوات قليلة، بدأ الصيادون في لبنان وسوريا في اصطياد هذه السمكة وتقديمها وجبة شهية يتطلب تحضيرها بعض الحذر.
ومن الأسماك الغازية الأخرى في البحر المتوسط التي يمكن تناولها بحذر، سمكة القط الثعباني المخطط، وسمكة البطاطا (السيجان) نظراً لاحتوائها على غدد سامّة تتطلب الحيطة عند صيدها وتحضيرها. بينما تصنّف أسماك البالون ضمن الأنواع السامّة الغازية التي يُمنع عرضها للبيع في الأسواق، نظراً لسمّيتها الشديدة.
ومن أنواع المياه العذبة الغازية سمكة الكارب التي تُعرف بأسماء محلية مختلفة، كالمبروك والشبوط والناصري والبحري. وينافس الكارب الأسماك المحلية على العوالق والحشائش، فيقلل من أعدادها، كما يتّصف بقدرته العالية على البقاء في الظروف القاسية مقارنة بغيره من الأنواع، كما في حالات انخفاض الأوكسجين وارتفاع الملوّثات. ويُستهلك الكارب كأحد أنواع الأسماك المنخفضة الثمن، ولكن يجب تحاشي تناوله عند تكاثره ضمن الأوساط الملوّثة.
وفي عالم النبات، كانت شجيرة القبّار إلى وقت قريب بمثابة نوعٍ غازٍ في سوريا؛ حيث أخذت تنتشر في الأراضي الزراعية شبه الجافة، وبدأت تفرض نفسها نوعاً دائم الخضرة مقاوماً لظروف المناخ القاسية. والقبّار نبات بري شائك، يصل قطر أغصانه إلى المترين وتصعب إزالته. ونتيجة الطلب العالمي على براعمه الزهرية كصنف من المقبّلات، تحوّل هذا النوع الغازي إلى نبات اقتصادي. ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من براعم القبّار محلياً نحو 3 دولارات، ويجري تخزينها بالماء المملح تمهيداً لتصديرها إلى أوروبا.
حول العالم، توجد عشرات الأنواع الغازية التي يمكن التغذّي عليها، مثل سرطان الشاطئ الآسيوي، وروبيان النمر الآسيوي، ونبتة البقلة (الرجلة)، وسمك السلور الأزرق، والهندباء البرية (الطرخشقون)، وسمك البياض النيلي، وغيرها. ولكن هل التهام المشكلة هو حل كامل لها؟
يجادل علماء في أن ترويج التغذي على الأنواع الغازية قد لا يمثل مقاربة سليمة لحل المشكلة لأسباب مختلفة، أهمها هو أن إنشاء سوق للأنواع الغازية يمثّل حافزاً لحمايتها من أجل الحفاظ على السوق، وقد يدفع ذلك لنشر الغازي لزيادة الأرباح. في سوريا على سبيل المثال، بدأ بعض المزارعين منذ سنتين في إكثار شجيرة القبّار في أراضيهم وإحلالها بديلاً عن أشجار أصيلة كالزيتون واللوز.
إن الترويج لحل لم يتم اختباره في ظل الغياب التام للأدلة على فعاليته، والفوائد الاقتصادية الواعدة دون اعتبار للتكلفة المحتملة، يقود المجتمع للاعتقاد بأن حلاً سريعاً سيكون موجوداً لأي غازٍ. ولذلك يجب تثقيف المجتمع حول طرق إدارة الأنواع الغازية، وعدم الاكتفاء بالحلول «غير الناضجة».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
TT

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

تسببت درجات حرارة المحيطات المرتفعة بشكل قياسي في زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية التي سُجّلت سنة 2024، بحسب دراسة نُشرت الأربعاء، ما يؤكد أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف.

وأظهرت هذه الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل من 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال معدّ الدراسة، دانييل غيلفورد، في حوار مع وسائل الإعلام: «لقد أثرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى على درجات حرارة سطح البحار في مختلف أنحاء العالم».

وفي خليج المكسيك، تسببت هذه الانبعاثات في ارتفاع درجات حرارة سطح البحر بنحو 1.4 درجة مئوية مما كانت عليه، لتكون في عالم لا يواجه تغيراً مناخياً.

وهذا الارتفاع في درجات الحرارة يفاقم رياح الأعاصير التي تزداد قوتها. وتحوّلت ظواهر مثل «ديبي» و«أوسكار» بشكل سريع من عواصف استوائية إلى أعاصير فعلية.

صورة تظهر الأضرار التي لحقت بمدينة أشفيل في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية بعد مرور إعصار هيلين 29 سبتمبر 2024 (رويترز)

وارتفع مستوى أعاصير مثل «ميلتون» و«بيريل» على مقياس سافير-سيمبسون من الرابع إلى الخامس، بسبب التغير المناخي، بينما ارتفع مستوى إعصار «هيلين» من الثالث إلى الرابع.

ويُترجَم هذا الارتفاع في المستوى بزيادة القدرة التدميرية أربع مرات تقريباً.

وكان الإعصار «هيلين» مدمراً بشكل خاص، إذ أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وعُدّ ثاني أعنف إعصار يضرب القارة الأميركية منذ أكثر من نصف قرن، بعد إعصار «كاترينا» عام 2005.

وبحسب دراسة أخرى أجراها «كلايمت سنترال» بين عامي 2019 و2023، باتت حدّة 84 في المائة من الأعاصير أكبر بكثير بسبب احترار المحيطات الناجم عن الأنشطة البشرية.

وعلى الرغم من أن دراستيهم ركزتا على حوض المحيط الأطلسي، فإن الباحثين أكدوا أن النهج الذي اعتمدوه يمكن تطبيقه على الأعاصير المدارية على نطاق عالمي.

وحذّر علماء المناخ من احتمال تفاقم التأثيرات مع تخطي الاحترار 1.5 درجة مئوية.