«الإسكندرية المسرحي» يفتتح دورته الـ12 بتكريم إلهام شاهين

15 عرضاً تتنافس على جوائز المهرجان

تكريم الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان الإسكندرية المسرحي (إدارة المهرجان)
تكريم الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان الإسكندرية المسرحي (إدارة المهرجان)
TT

«الإسكندرية المسرحي» يفتتح دورته الـ12 بتكريم إلهام شاهين

تكريم الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان الإسكندرية المسرحي (إدارة المهرجان)
تكريم الفنانة المصرية إلهام شاهين في افتتاح مهرجان الإسكندرية المسرحي (إدارة المهرجان)

بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنان المصري هشام سليم، انطلقت مساء أمس (الجمعة) فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي «مسرح بلا إنتاج»، الذي تستضيفه محافظة الإسكندرية حتى 29 سبتمبر (أيلول) الحالي.
بدأ حفل الافتتاح بتقديم فقرة استعراضية فنية للفنان علي قنديل، قبل تكريم الفنانة المصرية إلهام شاهين عن مشوارها المسرحي.
وأعربت إلهام شاهين عن سعادتها لتكريمها مرة أخرى في مهرجان مسرحي، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «سعادتي هذه المرة لا توصف، لأن التكريم جاء من مهرجان يحمل اسم الفنان الكبير الراحل سمير غانم، الذي يعد واحداً من أهم الفنانين المسرحيين في تاريخ الوطن العربي، وكان لي الشرف في أن تكون آخر أعمالي المسرحية معه عبر مسرحية (بهلول في إسطنبول)». وتضيف: «سمير غانم هو أكثر فناني الكوميديا الذين أسعدوا الجماهير من خلال فن المسرح».
ونفت إلهام أن يكون رصيدها المسرحي قليلاً، مؤكدة على أنها لم تكن تعرف عدد المسرحيات التي قدمتها في مشوارها المسرحي إلى أن كرمها المسرح القومي العام الماضي وتأكدت من الرقم، قائلة: ««قدمت خلال مسيرتي الفنية 23 عملاً مسرحياً، وفي الحقيقة فوجئت بتقديمي كل هذا العدد، وأدركت أنني قدمت معظم هذا العدد خلال فترة شبابي، لذلك لا بد أن تشجع الدولة وتدعم شباب المسرحيين».

وكشفت إلهام شاهين أن عملها المسرحي الجديد الذي كانت قد أعلنت عنه مسبقاً بإعادة تقديم مسرحية «المومس الفاضلة»، قد توقف بسبب عدم تشجع أي فرد لتقديم العمل الذي قدمته من قبل الفنانة سميحة أيوب في ستينات القرن الماضي.
أما الفنان إبراهيم الفرن، رئيس المهرجان فقد كشف خلال كلمته في حفل الافتتاح عن أن الدورة الحالية تشهد تطوراً وتوسعاً في العروض المشاركة، حيث تم ضم عدد كبير من العروض العربية والأوروبية في المسابقة الرسمية.
وثمن الفرن سرعة استجابة الفنانة إلهام شاهين وتلبيتها دعوة التكريم في حفل الافتتاح قائلاً: «موافقة إلهام شاهين على التكريم في حفل الافتتاح لم تأخذ مني سوى دقيقتين فقط، على الرغم من عدم وجود أي سابق معرفة بيني وبينها».
ويتنافس على جوائز المهرجان 15 عرضاً هي «السلطان» من دولة قطر، و«صورة في الذاكرة» من دولة ليبيا و«بلاك بوكس» من العراق و«الخيش والخياشة» من الجزائر و«لا تنتقم منا» من رومانيا و«الطابور السادس» من الكويت و«مجرد بورترية» من سلطنة عمان، و«أوفيليا نباتية» من إسبانيا، و«غربة» من تونس، و«أحلام هاملت» من كوسوفو و«قصص فوربي الخيالة» من إسبانيا وثلاثة عروض من مصر وهي «الأفاعي» و«بنت القمر»، و«سالب واحد»، فيما تشارك المملكة العربية السعودية بالمهرجان بعرض «ساكن متحرك»، الذي فاز ممثله الوحيد بدر الغامدي بجائزة أحسن ممثل في الدورة الأخيرة من مهرجان «أيام القاهرة لمسرح المونودراما».
وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من الممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ، والمخرج المصري أحمد خالد، والكيروجراف السويسرية نينا ترابر، والممثل والمخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة، والناقد السعودي نايف البقمي، والملحن المصري كريم عرفة، والسينوغراف المصري وائل عبد الله.
ويشمل البرنامج الممتد حتى 29 سبتمبر 6 ورش تدريب في الإخراج المسرحي، والأزياء، والسينوغرافيا، والارتجال، والنقد، يقدمها متخصصون من إسبانيا وفلسطين ومصر.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.