الإعلام الأميركي: من الرياضة إلى مذبحة كنيسة السود

الصحف الأوروبية ركزت على ملف أزمة اليونان وكلمات كاميرون «غير الحكيمة» وتوسيع نطاق محاربة «داعش»

الإعلام الأميركي: من الرياضة إلى مذبحة كنيسة السود
TT

الإعلام الأميركي: من الرياضة إلى مذبحة كنيسة السود

الإعلام الأميركي: من الرياضة إلى مذبحة كنيسة السود

اهتمت وسائل الإعلام الأوروبية، خلال الساعات القليلة الماضية، بتطورات ملف اليونان، ومخاطر الإفلاس التي تواجهها أثينا، وتحذيرات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بشأن تغاضي المسلمين عن فظائع «داعش»، كما كانت هناك ملفات أخرى في بؤرة اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الأوروبية، سواء في بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، أو في الدولة الجارة هولندا، ولعل أبرزها ما يتعلق بالمشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق، وإمكانية تنفيذ نفس الهجمات ضد «داعش» في سوريا.
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة «الإندبندنت» البريطانية التي جاءت بعنوان «كلمات كاميرون غير الحكيمة». وتقول الصحيفة إن تعليقات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن تغاضي المسلمين عن فظائع تنظيم داعش ستثير حفيظة وعداء من يحتاج إلى دعمهم. وتقول الصحيفة إنه عندما تحدث كاميرون بالأمس عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به المسلمون في التصدي لإغواء الانضمام لتنظيم داعش، كان محقا في جوهر ما قاله، ولكن توجد بعض علامات الاستفهام حول تعليقات كاميرون.
وترى الصحيفة أنه في المقام الأول يجب التساؤل عما إذا كانت هذه الدعوة العامة ستلقى استحسانا من متلقيها. وترى الصحيفة أن كاميرون في حديثه عن الحاجة إلى الاندماج، كثيرا ما بدا كما لو كان يعقد مقارنة متعالية عن الفرق بين «نحن» و«هم»، وتضيف الصحيفة أن تلك ليست الطريقة المثلى لزيادة حس الانتماء لدى الشباب البريطاني المسلم.
وتقول الصحيفة إن ما يثير القلق بصورة خاصة هو وصف بعض المسلمين بأنهم «يغضون الطرف» عن تنظيم داعش، حيث يشير ذلك إلى احتمال انتشار التأييد بين المسلمين في بريطانيا للفظائع التي نراها في سوريا والعراق.
وترى الصحيفة أيضا أن الحديث عن التغاضي عما يرتكبه تنظيم الدولة من فظائع يلقي بالشبهات على المسلمين الذين يريدون المضي قدما في حياتهم ولا رغبة لديهم في الحديث عن الإرهاب أو التطرف. وأيضا كان هناك ملف إحياء الذكرى 200 لمعركة واترلو البلجيكية، والتي عرفت هزيمة الجيوش التي كان يقودها الفرنسي نابليون بونابرت، أمام تحالف لجيوش عدة دول أوروبية، وانتهاء الإمبراطورية التي كان يحلم بها بونابرت، وقالت الصحف إنه جرى تنظيم احتفال كبير في بلجيكا بحضور شخصيات دولية وإقليمية ووطنية. كما اهتمت وسائل الإعلام الأوروبية بالإعلان في بروكسل عن تشكيل مجموعة برلمانية جديدة تحت اسم «أوروبا.. الأمم والحريات»، وتضم عدة أحزاب تنتمي إلى اليمين المتشدد في دول أوروبية ومنها أحزاب معروفة بمواقفها من المهاجرين الأجانب وخصوصا من المسلمين، وأيضا مواقفها المتشددة تجاه المشروع الأوروبي الوحدوي. وشارك حزب فلامس بلانغ البلجيكي في تأسيس المجموعة البرلمانية الجديدة مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي الذي تقوده ماري لوبان، وحزب الحرية الهولندي بقيادة خيرت فيلدرز، إلى جانب حزب الحرية في النمسا وحزب رابطة الشمال في إيطاليا. وانضم إليها نواب من بريطانيا وبولندا.
وبدأ الأسبوع وانتهى بأخبار مذبحة ارتكبها عنصري أبيض، حيث قتل تسعة سود داخل كنيستهم في تشارلستون (ولاية ساوث كارولينا)، منهم قس الكنيسة وعضو في مجلس شيوخ الولاية.
في الوقت نفسه، نالت الأخبار الرياضية كثيرا من الاهتمام، خاصة في مجالين، خاصة في تلفزيون «إي إس بي إن».. ففي كرة السلة، فاز فريق «غولدن ستيت» في ولاية كاليفورنيا على فريق «كافالير» في كليفلاند (ولاية أوهايو) 105-97 في لعبة ضمت للفريق أول لقب في بطولة الولايات المتحدة في كرة السلة منذ عام 1975. واختير أندريه إيغودالا كأحسن لاعب لهذا العام.
في هوكي الجليد، فاز فريق «بلاك هوكز» (النسور السوداء) في شيكاغو على فريق «لايتنغ» (البرق) في تامبا بولاية فلوريدا. هذه ثالث مرة يفوز فيها الفريق خلال ست سنوات. في منتصف الأسبوع، طغت الأخبار الاقتصادية.. حيث أبرزت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن شركة «يونيفيرسال» في أورلاندو (ولاية فلوريدا) قررت إغلاق المنتزه المائي «ويت آند وايلد» (رطب ومتوحش) في نهاية عام 2016. وسيتم استبدال متنزه «فوكانو باي» (خليج البراكين) به، وهو متنزه به مغامرات جبلية. وأعلنت شركة «إن بي سي» للإذاعة والتلفزيون والإخراج التلفزيوني أن قسم «إن بي سي نيوز» (الإخباري) اختار المذيع ليستر هولت ليحل محل بريان ويليامز كمقدم نشرة الأخبار المسائية اليومية. كانت الشركة عاقبت ويليامز بسبب ادعاءات بطولية. واهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» بخبر أن وزارة الخزانة قررت، بالإضافة إلى استمرار صورة ألكسندر هاميلتون في العملة الورقية فئة العشرة دولارات، وضع صورة امرأة. لكن، لم تحدد الوزارة من ستكون.
وأبرزت الصحيفة نفسها أن محكمة في كاليفورنيا قررت أن سائقي سيارات شركة «أوبر» للتاكسي لا يجب أن يعملوا بعقودات. ويمكن أن يكونوا موظفين في الشركة، برواتب وفوائد معينة ومحددة. إذا فشلت استئنافات الشركة فإنها ستضطر لصرف عشرات الملايين الدولارات كل سنة على هذا البند.
وركز موقع «بلومبيرغ» الاقتصادي على أن شركة «إيرباص» الأوروبية أعلنت خطة لبناء شبكة أقمار فضائية تزيد على 900 قمر، وأن الهدف هو تقليل الاعتماد على شبكة الأقمار الفضائية الأميركية.
ونشر الموقع نفسه سلسلة أخبار وتعليقات عن قرار إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ بتنحيه عن رئاسة مجموعة شركاته، خاصة مجموعة شركات «فوكس للقرن 21»، على أن يخلفه ابنه جيمس، وأن يكون أخوه الأكبر، لاكلان، مساعدا له.
انتهى الأسبوع بتركيز الإعلام الأميركي على تطورات مذبحة كنيسة السود في تشارلستون (ولاية ساوث كارولينا)، واعتقال الشاب الأبيض العنصري ديلان روف، وبداية نقاش صاخب وسط الأميركيين عن التفرقة العنصرية، وعن سهولة شراء البنادق والمسدسات.
بالإضافة إلى الأخبار الأوروبية.. حيث أبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» في صفحتها الأولى، في يومين متتاليين، خبرين أوروبيين رئيسيين: أولهما خبر زيادة البنك المركزي الأوروبي الغطاء على النقدية المتاحة للبنوك اليونانية حتى تواصل تلك البنوك تقديم خدمات السحب. في الوقت نفسه، سحب اليونانيون أكثر من 3 مليارات يورو في الشهر الماضي، مع تفاقم الوضع الاقتصادي في اليونان.
وأيضا، أبرزت «نيويورك تايمز» نتائج الانتخابات العامة الدنماركية، حيث فاز حزب يمين الوسط «فنستري» بمقاعد كثيرة، رغم أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم لا يزال الأكبر في الدنمارك. وصار حزب الشعب (المناهض للهجرة) ثاني أكبر حزب في البرلمان.



إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.