دعم أممي وعربي واسع لتمديد الهدنة وتوسيعها في اليمن

TT

دعم أممي وعربي واسع لتمديد الهدنة وتوسيعها في اليمن

طلبت القوى الرئيسية في مجلس الأمن والمجتمع الدولي من الأطراف اليمنية «تكثيف المفاوضات على وجه السرعة» برعاية الأمم المتحدة، من أجل «الاتفاق على هدنة موسعة يمكن ترجمتها إلى وقف دائم لإطلاق النار». ودعت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، إلى وقف «تقويض» عملية تخليص سفن الوقود، ووقف هجماتهم على تعز.
وعلى هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اجتمع نواب الوزراء وكبار الممثلين الرسميين للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وألمانيا والكويت والسويد، ضمن ما سمي «مجموعة 5 + 4»، بمشاركة ممثلين من كل من هولندا وعمان والسعودية والإمارات، لمناقشة «خطوات ملموسة لدعم تمديد الهدنة» التي اتفقت عليها الأطراف اليمنية حتى 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مع «بدء عملية سياسية لإنهاء النزاع» في اليمن.
وأصدرت المجموعة بياناً كررت فيه «دعمها الثابت» لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، بغية «تمديد وتوسيع الهدنة الحالية لفترة أطول»، مشددة على «الضرورة الملحة لتحقيق تقدم سريع ومرونة قصوى من الأطراف». وعبّرت عن «تصميمها على أن اتفاق الهدنة الموسعة سيوفر فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة بناءً على المرجعيات المتفق عليها وتحت رعاية الأمم المتحدة»، مذكرة بـ«أهمية المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في عملية السلام، بما في ذلك مشاركة النساء بنسبة 30 في المائة على الأقل». وشددت على «الفوائد الملموسة للهدنة للشعب اليمني»، مشيرة إلى الانخفاض بنسبة 60 في المائة للخسائر المدنية الناجمة عن أعمال العنف على الخطوط الأمامية، والزيادة بأربعة أضعاف لكمية الوقود المستورد عبر ميناء الحديدة مقارنة بالعام الماضي، فضلاً عن السماح للرحلات التجارية من مطار صنعاء، ما ساعد أكثر من 21 ألف مسافر لتلقي العلاج الطبي في الخارج ولقاء ذويهم. ودعت الأطراف اليمنية إلى «تكثيف المفاوضات على وجه السرعة والتحلي بالمرونة تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل الاتفاق على هدنة موسعة يمكن ترجمتها إلى وقف دائم لإطلاق النار». وحضت الأطراف اليمنية على «تكثيف التواصل» مع المبعوث الأممي و«تجنب الشروط وضمان عمل خبراء الاقتصاد عن كثب مع الأمم المتحدة، لتنفيذ تدابير لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية، لا سيما لإيجاد حل لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية». ورحب المشاركون بـ«التدابير الاستثنائية» التي اتخذتها الحكومة اليمنية لتلافي نقص الوقود في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران «عقب أمر حوثي قوّض العملية المعمول بها لتخليص سفن الوقود». ودعوا الحوثيين إلى «الامتناع عن مثل هذه الأعمال والتعاون مع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل دائم لضمان تدفق الوقود». ونددوا بـ«الهجمات التي تهدد بعرقلة الهدنة»، ومنها هجمات الحوثيين الأخيرة على تعز، مؤكدين أنه «لا وجود لحل عسكري للصراع اليمني» وكذلك ندّدوا بالعرض العسكري الأخير للحوثيين في الحديدة، وعبروا عن «قلقهم من عدم إحراز تقدم في فتح طرق تعز»، مجددين دعوتهم للحوثيين «للعمل بمرونة في المفاوضات وفتح طرق تعز الرئيسية على الفور، تماشياً مع مقترحات الأمم المتحدة الأخيرة».
وسلطت «مجموعة 5 + 4» الضوء على «الأزمة الإنسانية في اليمن والمخاطر المستمرة للمجاعة». وشجعوا المانحين على «التمويل الكامل» لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية ودعم جهود الحكومة اليمنية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. وكررت التعبير عن «قلقها العميق» من المخاطر البيئية والبحرية والإنسانية الخطيرة التي تشكلها الناقلة «صافر»، مرحبين بالتعهدات من الدول الأعضاء والقطاع الخاص تجاه خطة الأمم المتحدة التشغيلية للناقلة، وأكدوا الحاجة إلى حشد مزيد من التمويل لإنهاء العملية.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة احتواء التصعيد في الضفة الغربية

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يستقبل سيجريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة (صفحة الخارجية المصرية عبر فيسبوك)

وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة احتواء التصعيد في الضفة الغربية

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية، واضطلاع إسرائيل بمسؤولياتها في توفير الأمن للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وابنته إيفانكا (إ.ب.أ)

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إن ابنته إيفانكا كان ينبغي أن تكون سفيرة للأمم المتحدة، و«القادة الأكثر روعة» يأتون من أسكوتلندا مثل والدته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي برّي يتحدّث في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر (رئاسة البرلمان)

برّي يؤكد تمسّك لبنان بالـ«1701»: الطرف المطلوب إلزامه به هو إسرائيل

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الأممي رقم 1701، وتطبيقه حرفياً، مشيراً إلى أن الطرف الوحيد المطلوب إلزامه به هو إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جندي من قوات «يونيفيل» يراقب من مرجعيون الحدودية في جنوب لبنان بلدتي الخيام اللبنانية والمطلة الإسرائيلية (إ.ب.أ)

ارتياح بعد تمديد ولاية «يونيفيل»: لبنان تحت المظلة الدولية

أرخى تمديد مجلس الأمن لمهمة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ارتياحاً لبنانياً؛ كونه يؤشر إلى أن الغطاء الدولي لا يزال موجوداً فوق لبنان.

نذير رضا (بيروت)
أوروبا ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي ملتزم بتوفير المساعدات لأوكرانيا من الأصول الروسية المجمَّدة

كشف الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أن الاتحاد الأوروبي سيمضي في تعهده بتوفير المساعدات لأوكرانيا من أصول البنك المركزي الروسي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الجمعة، دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين، وفتح معابر حدودية إضافية لإيصالها عبر الطرق الأكثر كفاءة.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الخميس، اجتماعاً افتراضياً لمواصلة الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأكد بيان صادر عنها مواصلة العمل على إشراك الأطراف السودانية في جهود توسيع نطاق الوصول الطارئ للمساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، مع الامتثال الأوسع للالتزامات القائمة بموجب القانون الإنساني الدولي و«إعلان جدة».

وأضاف: «في أعقاب الاجتماع الأولي بسويسرا، أكد مجلس السيادة على فتح معبر أدري الحدودي للعمليات الإنسانية، ما سمح، مع ضمانات الوصول على طول طريق الدبة، بنقل 5.8 مليون رطل من المساعدات الطارئة للمناطق المنكوبة بالمجاعة، والمعرضة للخطر في دارفور، وتقديمها لنحو ربع مليون شخص».

ودعت المجموعة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» لضمان المرور الآمن للمساعدات على طول الطريق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، كذلك من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما فيها عبر سنار، لإنقاذ حياة ملايين المحتاجين، مطالبةً بفتح معابر حدودية إضافية لمرورها عبر الطرق الأكثر مباشرة وكفاءة، بما فيها معبر أويل من جنوب السودان.

وأكدت التزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة شعب السودان، والتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، معربةً عن قلقها الشديد إزاء التقارير عن الاشتباكات في الفاشر، شمال دارفور، ما أدى إلى نزوح الآلاف، ومجددةً تأكيدها أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، حيث يواجهن العنف المستمر والنهب من قبل الجماعات المسلحة.

وشدّدت المجموعة على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما فيهم النازحون بالمخيمات، وأن يلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني لمنع مزيد من المعاناة الإنسانية، مؤكدةً على مواصلة الارتقاء بآراء القيادات النسائية السودانية ودمجها في هذه الجهود.