«فوبيا الانقلابات»... أرق دائم لرئيس تجاوز حكمه 4 عقود

الرئيس السابق فرانسيسكو ماسياس نغويما  -  مدينة مالابو
الرئيس السابق فرانسيسكو ماسياس نغويما - مدينة مالابو
TT

«فوبيا الانقلابات»... أرق دائم لرئيس تجاوز حكمه 4 عقود

الرئيس السابق فرانسيسكو ماسياس نغويما  -  مدينة مالابو
الرئيس السابق فرانسيسكو ماسياس نغويما - مدينة مالابو

يعيش رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو، حالة تصفها قوى المعارضة بـ«فوبيا الانقلابات»، خشية الانقلاب على حكمه بالطريقة نفسها التي صعد بها، رغم نجاحه في تأمين منصبه طوال 43 سنة.
وبالفعل، على مدار سنوات حكمه، أعلنت السلطات الأمنية عن إحباطها أكثر من محاولة للانقلاب على الحكم، لكن بعض المراقبين السياسيين والأمنيين يرون أن تلك الإعلانات «أداة محتملة لتطهير الأجهزة العسكرية وغيرها من العناصر غير المرغوب فيها»، فضلاً عن تنظيم حملة اعتقالات بشكل تعسفي لمعارضين.
ففي عام 2004، قالت السلطات الأمنية إن «مرتزقة سعوا إلى إسقاط أوبيانغ في انقلاب يُعتقد أنه مموّل من دولة أوروبية». وتكرر الأمر أيضاً في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2017. وتفيد الرواية الرسمية بأن «نحو 31 مرتزقاً اعتقلوا في جنوب الكاميرون عندما حاولوا دخول البلاد للمساعدة في تنفيذ الإطاحة بالرئيس». وقال التلفزيون الحكومي إن القوات الحكومية قتلت بالرصاص «مرتزقاً» و«استخدمت إطلاق النار لتفريق آخرين في الغابات على طول الحدود».
واقع الأمر، أن المخاوف الانقلابية لدى السلطة الحالية تأتي بسبب التاريخ الدموي لانتقال الحكم في غينيا الاستوائية. فبعد أن منحت إسبانيا الاستقلال للبلاد التي عرفت سابقاً بـ«غينيا الإسبانية» عام 1968، تولّى فرانسيسكو ماسياس نغويما السلطة، بعد صراع بينه وبين أتاناسيو ندونغو مييون. وحاول ندونغو الانقلاب في العام التالي، لكنه فشل، فاعتقل وأعدم.
وعزز ماسياس لاحقاً السلطة السياسية الوطنية، واتسم عهده باستخدامه المكثف للعنف ضد خصومه السياسيين والأقليات العرقية. وفي صيف عام 1979، أمر ماسياس بقتل العديد من أفراد عائلته، ما أدى إلى خوف تيودورو أوبيانغ (ابن شقيق ماسياس) والعديد من الأعضاء الآخرين من الدائرة الداخلية للرئيس، من أن ماسياس لم يعد يتصرف بعقلانية، وكان شقيقا لأوبيانغ أحد ضحايا العم.
على الأثر، أطاح أوبيانغ، الذي شغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع، بعمه في 3 أغسطس (آب) 1979. وكان الانقلاب مدعوماً من قبل الجيش الوطني وحرس قصر ماسياس الكوبي. كذلك، كان العديد من السفارات الأجنبية، بما في ذلك سفارات إسبانيا والولايات المتحدة، على علم بالمؤامرة مسبقاً، وقدّمت مساعدات إنسانية مالية في أعقابها.
وبعد الانقلاب، فرّ ماسياس وحارسه الشخصي إلى قرية كان يسكنها ماسياس، وأقاما في مخبأ محصن يحميه الموالون العسكريون. وأدى الصراع الذي أعقب ذلك بين قوات أوبيانغ وماسياس إلى مقتل 400 شخص، وانتهى عندما أحرق ماسياس خزنته الشخصية وهرب باتجاه حدود الكاميرون. لكن قوة بقيادة القائد البحري فلورنسيو مايي اعتقلت ماسياس في 18 أغسطس، وجرى إعدامه هو وستة من حلفائه رمياً بالرصاص في 29 سبتمبر (أيلول) 1979.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)
تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)
TT

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)
تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة، معلناً أن أول شحنة من اللقاحات من الوكالة من المقرر أن تصل إلى الكونغو في غضون أيام.

حتى الآن، تلقت أفريقيا جزءاً ضئيلاً فقط من اللقاحات اللازمة لإبطاء انتشار الفيروس، وخاصة في الكونغو، التي لديها أكبر عدد من الحالات (أكثر من 18000 حالة مشتبه بها و629 حالة وفاة).

وقال غيبريسوس في مؤتمر صحافي: «بفضل قيادة الحكومات والتعاون الوثيق بين الشركاء، نعتقد أنه يمكننا وقف هذه الفاشيات في الأشهر الستة المقبلة».

وأضاف: «في حين ارتفعت حالات الإصابة بفيروس جدري القردة بسرعة في الأسابيع القليلة الماضية، كان هناك عدد قليل نسبيًا من الوفيات».

وأشار أيضاً إلى وجود 258 حالة من أحدث نسخة من فيروس جدري القردة، مع تحديد المرضى في بوروندي ورواندا وكينيا وأوغندا والسويد وتايلاند.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي جدري القردة في أفريقيا حالة طوارئ عالمية، على أمل تحفيز استجابة عالمية قوية للمرض في القارة، حيث انتشرت الحالات دون أن يلاحظها أحد لسنوات، بما في ذلك في نيجيريا. في مايو (أيار) الماضي، اكتشف العلماء نسخة جديدة من المرض في الكونغو يعتقدون أنها قد تنتشر بسهولة أكبر.

وقدرت منظمة الصحة العالمية أنه يمكن إرسال حوالي 230 ألف لقاح لجدري القردة «في وقت قريب» إلى الكونغو وأماكن أخرى.

وقالت الوكالة إنها تعمل أيضاً على حملات تعليمية لزيادة الوعي بكيفية تجنب الناس لانتشار جدري القردة في البلدان التي تفشى فيها المرض.

وأشارت ماريا فان كيركوف، التي تدير قسم الأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية، إلى أن الوكالة تعمل على تسريع وصول اللقاح إلى البلدان المتضررة؛ نظراً للإمدادات المحدودة المتاحة.

ولفت العلماء سابقاً إلى أنه من دون فهم أفضل لكيفية انتشار جدري القردة في أفريقيا، قد يكون من الصعب معرفة أفضل طريقة لاستخدام اللقاحات.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إن القارة تأمل في تلقي حوالي 380 ألف جرعة من لقاحات جدري القردة التي وعد بها المانحون، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن العدد أقل من 15 في المائة من الجرعات التي قالت السلطات إنها ضرورية لإنهاء تفشي جدري القردة في الكونغو.