رشيد المصرية تحتضن أول مهرجاناتها الغنائية

احتضنت مدينة رشيد التاريخية بمحافظة البحيرة (شمال مصر) أول مهرجاناتها الغنائية، مساء الخميس، ضمن خطة بدأتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة لنشر الوعي الثقافي والفني، في أقاليم مصرية عدة، على غرار مهرجان دندرة بمحافظة قنا، ومهرجان أبيدوس بمحافظة سوهاج، (جنوب مصر)، ثم مهرجان تل بسطا بالزقازيق (دلتا مصر)، ومهرجان السويس، وأخيراً مهرجان رشيد.
ويشهد مهرجان رشيد 6 فقرات فنية مقسمة على مدار 3 ليالي، يحييها كل من نسمة عبد العزيز وفرقتها، مصطفى قمر وفرقته، نجوم فرقة أوبرا القاهرة، نسمة محجوب وفرقتها، كورال شباب وأطفال مركز تنمية المواهب، وهشام عباس وفرقته.
أولى ليالي المهرجان شهدت حضور نحو 4 آلاف شخص، من أبناء محافظة البحيرة، وبدأت بعزف نسمة عبد العزيز على آلة الماريمبا، التي قدمت نخبة من أهم وأشهر المقطوعات الموسيقية منها «تعالى ادلعك» لبهاء سلطان، و«حلو المكان» لتامر حسني، و«جاني» لحكيم، و«البخيل وأنا» للموسيقار عمر خيرت، و«يا حلو صبح» لمحمد قنديل، كما قدمت لأول مرة عزفاً خاصاً لموسيقى أغنية «ايه اليوم الحلو ده».
وأعربت نسمة عبد العزيز عن سعادتها لاختيارها للمشاركة في افتتاح المهرجان، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها تطمح لنشر آلة الماريمبا في كافة ربوع مصر، مضيفة: «هذه هي زيارتي الأولى لمحافظة البحيرة ومدينة رشيد، وأتمنى الوجود هنا كثيراً».
واختتم فعاليات الليلة الأولى من المهرجان الفنان مصطفى قمر، الذي صعد على المسرح على نغمات أغنيته الشهيرة «جت تصالحني» ليعقبها الاحتفال بعيد ميلاده.
وكشف قمر المولود بمحافظة الإسكندرية، عن اشتياقه منذ سنوات لزيارة مدينة رشيد التي كان يعتاد زيارتها خلال مرحلة شبابه.
استكمل الفنان المصري حفله بتقديم أغنيات «منايا»، و«الليلة دوب»، و«السود عيونه»، و«شنكلوه»، و«أصحاب ولا»، و«حبيب حياتي»، و«عايشين»، و«لسه حبايب»، و«من أول يوم عرفتك»، و«دباديبو».
وأشاد قمر بتنظيم ومستوى الدورة الأولى من مهرجان رشيد قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، «مدينة رشيد من المدن القريبة والعزيزة على قلبي، ومنذ سنوات وأنا مشتاق للغناء بها، وأشكر وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية على تحقيق هذه الأمنية».
وأشار قمر إلى حرصه على تقديم عدد كبير من أغنياته القديمة والشهيرة ليرددها معه جمهور مهرجان رشيد.
وتتميز رشيد بموقعها الجغرافي، حيث مصب نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط، وأطلق الرحالة والمؤرخون عدة أسماء على المدينة من بينها «روزيتا» و«رخيت»، وهي المدينة الثانية بعد القاهرة من حيث عدد الآثار الإسلامية، حيث تضم 39 مبنى أثرياً.
وتضم آثاراً ترجع لفترات تاريخية تمتد من العصر المملوكي مثل قلعة قايتباي، مروراً بالعصر العثماني وعصر أسرة محمد علي، كما تضم مباني شهدت على أحداث تاريخية مهمة من بينها مبنى متحف رشيد، الذي كان منزلاً لمحافظ رشيد الذي قاد حركة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807، إضافة إلى منزل الميزوني، الذي نشأت فيه زبيدة، زوجة مينو قائد الحملة الفرنسية على مصر، ومنزل علوان أحد أثرياء رشيد، الذي نزل به الزعيم أحمد عرابي، خلال فترة حشده للمتطوعين لصد هجوم الإنجليز عن مصر.
وأطلقت مصر عام 2017 مشروعاً لترميم وتطوير مدينة رشيد، وتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار الإسلامية، لا سيما أنها من المدن القليلة التي لا تزال تحافظ على طابعها الإسلامي والتراثي الفريد، وفق خبراء.