أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني في إدلب... و«تحرير الشام» تنفي

«أبو ماريا القحطاني» نشر صورة مع قائدها تؤكد ولاءه

أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني في إدلب... و«تحرير الشام» تنفي
TT

أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني في إدلب... و«تحرير الشام» تنفي

أنباء عن محاولة انقلاب على الجولاني في إدلب... و«تحرير الشام» تنفي

شهدت مدينة إدلب ومناطق محيطة بها وأخرى حدودية، في شمال غربي سوريا، ليلة الأربعاء - الخميس، استنفاراً كبيراً لجهاز الأمن العام وعناصر من فصيل «هيئة تحرير الشام»، تزامن مع قطع لشبكات الإنترنت عن بعض المناطق، وسط أنباء عن حدوث تمرد في صفوف الهيئة ومحاولة انقلاب فاشلة على زعيمها أبو محمد الجولاني، في حين نفى مكتبها الإعلامي الأنباء، وأرجع الاستنفار إلى «مهمة أمنية واسعة لضبط الأمن في محافظة إدلب».
وتداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل ومجموعات «واتساب» و«تلغرام»، أخباراً عن انقلاب فاشل نفذه كل من مظهر الويس وميسر بن علي الجبوري (الهراري)، المعروف بأبو ماريا القحطاني، اللذان يمثلان جناح الصقور في الهيئة، وشرعيان في فصيل الهيئة، ضد قائدها العام، أبو محمد الجولاني. وقالت الأخبار، إنه جرت ملاحقتهم من قِبل جهاز الأمن العام وعناصر الهيئة في مدينة إدلب ومناطق أطمة ودير حسان وسرمدا، القريبة من الحدودية السورية - التركية، شمال إدلب، وترافق كل ذلك مع قطع في شبكات الإنترنت عن بعض المناطق، دون توفر مزيد من المعلومات.
ونفى المكتب الإعلامي في الهيئة، على تطبيق «تلغرام»، الأنباء المتداولة عن محاولة تمرد أو انقلاب حصلت داخل صفوف الفصيل، وأرجع سبب الاستنفار الذي شهدته مدينة إدلب ومناطق أخرى شمال غربي سوريا خلال الساعات الماضية، إلى خلافات عائلية وأخرى بين مُهجرين من مدينة حماة وآخرين في منطقة إدلب؛ «وعليه استنفرت القوى الأمنية العاملة في محافظة إدلب عناصرها، لضبط الأمن وعدم إثارة الفوضى والنعرات المناطقية في إدلب، ومنع المساس بأمن المنطقة وتخريب المؤسسات الإدارية فيها».
ونفى أبو ماريا القحطاني، في خبر نشره على قناته الرسمية في موقع «تلغرام»، انقلابه على القائد العام لـ«هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، مؤكداً عدم وجود خلافات بينهما، وأرفق الخبر بصورة تجمعه مع الأخير، وذلك بعد ساعات من تداول صفحات ومجموعات أنباء عن قيادته انقلاب على زعيم الهيئة الجولاني.
مراقبون في إدلب، استبعدوا حدوث محاولات تمرد أو انقلاب داخل فصيل «هيئة تحرير الشام» على زعيمها أبو محمد الجولاني؛ نظراً للحشود الأمنية التي استنفرت في معظم أرجاء مدينة إدلب ومناطق أخرى في شمال غربي سوريا. كما أن الهيئة تشهد منذ سنوات خلافات حادة بين كوادرها وتياراتها المتشددة والمعتدلة، وأطاحت الخلافات السابقة داخلها عدداً من رموزها، كابو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان (المصريين)، وآخرين من حملة الفكر الجهادي المتشدد، فضلاً عن انقلاب الهيئة، مؤخراً، على حلفائها من الفصائل المتشددة وحلها نهائياً؛ الأمر الذي أثار غضب البعض في صفوفها واعتبروا قراراتها «تراجعاً عن مشروعها الجهادي».
وكان المكتب الإعلامي في «هيئة تحرير الشام»، المعروفة اختصاراً بـ«هتش»، قد نفى في أغسطس (آب) الماضي، أنباء تداولها ناشطون وجهات إعلامية، عن استقالة زعيمها وقائدها العسكري أبو محمد الجولاني، وتعيين الشرعي مظهر الويس بدلاً منه قائداً عاماً للفصيل بدعم من مجلس الشورى العام للهيئة.
ويعدّ أبو ماريا القحطاني، وهو عراقي الجنسية، أحد أهم الشخصيات العسكرية والأمنية النافذة في فصيل الهيئة، ومقرّب من زعيمها، وكان له دور في قيادة قطاع مناطق البادية السورية ومناطق شمال شرقي سوريا. أما مظهر الويس، فهو داعية ومفكر جهادي من بلدة العشارة في ريف دير الزور، جرى اعتقاله من قِبل السلطات عام 2008 وسُجن في سجن صيدنايا (سيئ الصيت)، وأُفرج عنه في أبريل (نيسان) 2013، لينضم إلى «جبهة النصرة» ويُعين شرعياً بارزاً فيها ليصبح أحد أبرز شرعيي الهيئة.
وغيّرت الهيئة اسمها على مراحل، بدءاً من «جبهة النصرة» بعد اندلاع الحرب السورية، مروراً بـ«جبهة فتح الشام» بعد إعلانها الانفكاك عن «القاعدة» عام 2016، وعندما ضمت لاحقاً فصائل مجاهدة أخرى، أصبحت «هيئة تحرير الشام»، قبل أن تُدرج على قوائم الإرهاب من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، وأعلنت الهيئة في مرات عدة أن ذلك القرار «تصنيف غير عادل» في مواجهتها.


مقالات ذات صلة

اعتقال 4 متشددين مسلحين ومصادرة أسلحة في جنوب الجزائر

شمال افريقيا متشددون اعتقلهم الجيش الجزائري مع أسلحتهم المصادرة (وزارة الدفاع)

اعتقال 4 متشددين مسلحين ومصادرة أسلحة في جنوب الجزائر

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس الخميس، في بيان، أن الجيش اعتقل 4 «إرهابيين كانوا ينشطون بمنطقة الساحل»، فيما سلَم آخر نفسه للقوات المسلحة بأقصى جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
آسيا حمزة بن لادن (أرشيفية)

هل حمزة بن لادن على قيد الحياة؟

عاد حمزة بن لادن، نجل الزعيم الراحل لـ«القاعدة»، المقتول في باكستان، إلى الظهور في أفغانستان، حسب ادعاءات الاستخبارات الغربية.

عمر فاروق (إسلام آباد ) «الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري تخريج دفعة جديدة من مقاتلي «داعش خراسان» من «معسكر حقاني» في أفغانستان (متداولة)

تحليل إخباري لماذا يزداد الاعتقاد بأن هجوماً مثل «11 سبتمبر» قد ينطلق من أفغانستان؟

تعتقد المنظمات الدولية التي تراقب أفغانستان والدول المجاورة لها والحكومة الباكستانية وأجهزة الاستخبارات أن أفغانستان أصبحت مرة أخرى مركزاً للإرهاب الدولي.

عمر فاروق (إسلام آباد )
الولايات المتحدة​ حطام طائرة «بان أم» في لوكيربي (أرشيفية)

«إف بي آي» يطلق حملة دولية للعثور على ضحايا «لوكيربي»

أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حملة بحث دولية للعثور على جميع ضحايا تفجير طائرة «بان أم» الرحلة 103 فوق لوكيربي في أسكوتلندا عام 1988.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا مقاتل من «طالبان» في موقع انفجار في كابل... 17 نوفمبر 2021 (رويترز)

«داعش» يتبنى هجوماً دامياً على مدنيين من الهزارة الشيعة في أفغانستان

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن مقتل ما لا يقل عن 14 مدنيا من جماعة الهزارة العرقية الشيعية، على الطريق الرابط بين ولايتي دايكندي وجور، في وسط أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«اجتماع مدريد»... مساعٍ جديدة لدعم جهود الوسطاء نحو «هدنة غزة»

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«اجتماع مدريد»... مساعٍ جديدة لدعم جهود الوسطاء نحو «هدنة غزة»

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

بعد محادثات في الدوحة مع «حماس»، عدّها الوسطاء «بادرة أمل»، تعالت مطالب مشاركين في اجتماع وزاري عربي - إسلامي - أوروبي في مدريد، بأهمية «وقف إطلاق النار بغزة»، قبيل اجتماعات أممية تخشى إسرائيل من أنها ستدعم الحقوق الفلسطينية.

«اجتماع مدريد» الذي عدّته القاهرة «فرصة مهمة»، ضمن جهود أممية لوقف الحرب في غزة، يراه خبراء -تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»- «مساعي جديدة ومهمة خصوصاً أنه يأتي في توقيت تقف فيه المفاوضات في ظرف حرج وتحتاج إلى دفعة، وقد يشكّل الاجتماع ضغطاً دولياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو».

«اجتماع مدريد» يهدف إلى «التنسيق حول الأوضاع في غزة وخطوات تنفيذ حل الدولتين، والتحضير للحدث رفيع المستوى في هذا الشأن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79»، وفق إفادة وزارة الخارجية السعودية، الجمعة. ويشارك في الاجتماع «أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة (التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023)».

وعدّت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، «اجتماع مدريد» الذي يشارك فيه وزيرها بدر عبد العاطي بأنه «سيمثّل فرصة مهمة للتشاور حول سبل دفع جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتنفيذ حل الدولتين».

وبحضور وزاري عربي - أوروبي، بينهم وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، وفلسطين، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في مؤتمر صحافي: «نأمل أن يُسهم الاجتماع في دفع سبل إنهاء الحرب على غزة (...) نحن نفتح جهوداً جديدة لدعم مستقبل للفلسطينيين وسلام دائم وحل الدولتين، ونجتمع لإيصال صوت موحد عربي وإسلامي وأوروبي في هذا الصدد، وللتنسيق للاجتماعات المقبلة».

وشدد الوزير الإسباني على «دعم جهود قطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن»، مؤكداً أنه «يجب أن تقف الحرب الآن، ولا داعي لذرائع لتمديد معاناة الملايين».

تلك المطالب سينضم إليها تصويت أممي محتمل، الأربعاء المقبل، في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 6 أشهر»، في حين دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الجمعية العامة إلى «رفض هذا القرار الشائن بشكل قاطع».

آثار القصف الإسرائيلي على مباني شمال قطاع غزة (رويترز)

ومع ذلك الحراك الجديد، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، أننا أمام «مشهد جديد» تحاول فيه الأسرة الدولية حتى في غياب الولايات المتحدة، تأكيد أن أسس عملية مدريد (التي قادت لعملية سلام في 1991) باقية، وأن أسس الحل واحدة، لافتاً إلى أن «اجتماع مدريد» «سيكون مخصصاً لدعم الأمور العاجلة، وعلى رأسها وقف إطلاق النار بغزة وتعزيز جهود الوسطاء»، وهذا ما أكده وزير الخارجية الإسباني.

ويعتقد حجازي أن الاجتماع بكل تأكيد «هو بلورة للموقف الدولي نحو الهدنة»، ونوع من الضغوط على الإدارة الأميركية، ويقدّم إليها الآلية التي يمكن من خلالها النفاذ إلى جهود الحل «إذا ما رغبت في ذلك».

نتائج «اجتماع مدريد»، بالإضافة إلى التصويت الأممي، يراها المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، «مساعي جديدة من باب الضغط الدبلوماسي وترتيب الأوراق مع الأصدقاء الأوروبيين، وقد تُسهم في تحريك ملف الهدنة»، مضيفاً: «لكن رغم أهمية الحراك، مَن يمتلك الضغط الحقيقي على نتنياهو، الولايات المتحدة غير المشاركة في الاجتماع، وعليها دور كبير في وقف ما يحدث بغزة لو تحركت بجدية».

في المقابل، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الخميس، أن هناك «استعدادات في إسرائيل ونيويورك لإدارة معركة لمواجهة الخطوات الدراماتيكية التي تعمل عليها السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة»، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي «هزيمة لواء رفح» التابع لـ«حماس»، وعدم العثور على أي أنفاق «نشطة» في الحدود مع مصر، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤولين عسكريين، الخميس.

صورة اُلتقطت في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة تُظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

ويسيطر الجيش الإسرائيلي حالياً على رفح الفلسطينية، والمنطقة الحدودية مع مصر، التي تشمل «محور فيلادلفيا» منذ مايو (أيار) الماضي، ولا يزال رفض نتنياهو مغادرتها عقبة رئيسية في المفاوضات؛ إذ يتذرع بأن الأنفاق تشهد تهريباً للسلاح إلى «حماس»، وهو ما نفته مصر، وطالبته بالانسحاب الفوري منه مراراً.

ووسط تأزم بالمفاوضات بسبب تلك العقبات، قال مصدر مصري رفيع المستوى، الأربعاء، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، إن اجتماعاً حضرته «حماس» بالدوحة مع الوسطاء «يشكّل بادرة أمل» نحو عقد اتفاق.

ولا يرى حجازي أن «هناك بادرة لأن يغيّر نتنياهو مسار العنف الذي يتبناه ما لم تغيّر الولايات المتحدة أسلوبها تجاهه بشكل صارم وجاد»، ويستدرك: «أشك في ذلك، لذا سيبقى الوضع على ما هو عليه لما بعد الانتخابات الأميركية». وعوّل على «استمرار الجهود الدولية لدعم التوصل لاتفاق بوصفه أملاً وحيداً متبقياً لإنهاء التصعيد في المنطقة».

ووفق الرقب فإن العقبات التي لا تزال موجودة أمام إبرام اتفاق لا تتوقف على «محور فيلادلفيا» فقط، فهناك خلافات بشأن عدد الأسرى والمطالبات الإسرائيلية بـ«فيتو» على بعض الأسماء الفلسطينية، والوجود في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وعودة النازحين بحرية دون تفتيش. ولفت إلى أن الحديث الإسرائيلي عن عدم وجود أنشطة بالأنفاق تأكيد على أحاديث القاهرة المتكررة، لكن على أرض الواقع هناك أبراج مراقبة وتوسعات تنشئها إسرائيل تؤكد أن نتنياهو لا يريد أي حل لهذه العقبة في هذا المحور.