الروس يهرعون إلى الحدود بعد أمر التعبئة وازدحام المرور على المنافذ البرية

فنلندا لا تريد أن تصبح دولة ترانزيت لتأشيرات الشنغن الصادرة عن دول أخرى

طابور من السيارات الخارجة من روسيا عند معبر على حدود فنلندا (أ.ف.ب)
طابور من السيارات الخارجة من روسيا عند معبر على حدود فنلندا (أ.ف.ب)
TT

الروس يهرعون إلى الحدود بعد أمر التعبئة وازدحام المرور على المنافذ البرية

طابور من السيارات الخارجة من روسيا عند معبر على حدود فنلندا (أ.ف.ب)
طابور من السيارات الخارجة من روسيا عند معبر على حدود فنلندا (أ.ف.ب)

هرع بعض الروس إلى منافذ البلاد، اليوم (الخميس)، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعبئة جزئية، وارتفعت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا فيما قفزت أسعار تذاكر رحلات الطيران المغادرة من موسكو. وأمر بوتين أمس (الأربعاء) بأول تعبئة تشهدها بلاده منذ الحرب العالمية الثانية وأعلن دعمه لخطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، وحذّر الغرب من أنه لا يخادع عندما يقول إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وارتفعت أسعار تذاكر الطيران لأقرب المواقع خارج البلاد لأكثر من خمسة آلاف دولار، مع نفاد تذاكر معظم الرحلات للأيام المقبلة. وظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم النصائح حول سبل الخروج من روسيا، بينما أعد موقع إخباري روسي قائمة «إلى أين تهرب الآن من روسيا؟». وظهرت صفوف طويلة على المعابر الحدودية مع جورجيا.
وقال مصدر في قطاع السياحة لوكالة «رويترز» للأنباء إن هناك حالة من اليأس وإن الناس تسعى للحصول على تذاكر طيران لمغادرة روسيا. وأضاف: «هذا الطلب مدفوع بذعر أشخاص يخشون ألا يمكنهم مغادرة البلاد في وقت لاحق - الناس يشترون تذاكر دون أن يهتموا بالوجهة التي يسافرون إليها». وقال حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح أمس، إن حركة المرور الوافدة إلى الحدود الشرقية مع روسيا «تزايدت» خلال الليل.
وذكر رئيس الشؤون الدولية بحرس الحدود الفنلندي ماتي بيتكانيتي، لـ«رويترز»: «العدد زاد بوضوح». وأضاف أن الوضع تحت السيطرة وأن حرس الحدود مستعدون عند تسع نقاط تفتيش. وسجلت فنلندا زيادة في الحركة على الحدود المشتركة بين الدولتين. وأعلن حرس الحدود في المنطقة (الخميس) أن الحركة على الحدود في جنوب شرقي فنلندا ارتفعت خلال الليل، وكان أكثر ازدحاماً من المعتاد. وقد استمر هذا الوضع في الصباح.
ووفقاً لرئيس الشؤون الدولية في حرس الحدود الفنلندي ماتي بيتكانيتي، وصل 4824 روسياً عبر الحدود إلى فنلندا (الأربعاء). وكان العدد قد بلغ 3133 في اليوم نفسه من الأسبوع الماضي. لكن بيتكانيتي أكد أن «عدد أمس أقل منه في أي عطلة نهاية أسبوع عادية». وقال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إنه يجب على فنلندا التوصل لحل لقضية تأشيرات السياحة للروس.
ونقلت هيئة الإذاعة الفنلندية عن هافيستو القول (الأربعاء): «فنلندا لا تريد أن تصبح دولة ترانزيت لتأشيرات الشنغن التي تصدرها دول أخرى». وأضاف: «لا يوجد مبرر أخلاقي لاستمرار عطلات الروس كما هي». وأوضح أن هلسنكي طرحت قضية التأشيرات عدة مرات في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه مع ذلك يجب عدم إغلاق الحدود مع روسيا بصورة تامة، حيث إنه ما زالت هناك أسباب مشروعة لدخول فنلندا. وتتشارك فنلندا حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا. وهذا يعني أن فنلندا لديها أطول حدود مع روسيا من بين دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً للإذاعة الفنلندية، فإن السياح الروس تمكنوا حتى الآن من دخول منطقة الشنغن بالحافلة أو السيارة عبر حدود فنلندا، على الرغم من الحرب التي تشنها بلادهم ضد أوكرانيا. وكانت دول البلطيق الثلاث «لاتفيا وليتوانيا وإستونيا»، بالإضافة إلى بولندا قد فرضت قيوداً أكثر صرامة على المواطنين الروس الذين يرغبون في دخول بلادهم ابتداءً من هذا الأسبوع. ولا تسمح الدول الأربعة من الآن للمواطنين الروس الذين بحوزتهم تأشيرة شنغن للسياحة أو العمل أو لأغراض رياضية أو ثقافية، بدخول أراضيها.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».