كيف نقل مارش قوة نادي نيويورك إلى معركة الدوري الإنجليزي؟

مدرب ليدز يسعى لإنهاء «وصمة العار» التي تلاحق المديرين الفنيين الأميركيين في الدوري الإنجليزي

مارش واجه انتقادات شديدة بعد إشهار بطاقة حمراء في وجهه خلال الهزيمة بخماسية أمام برنتفورد (رويترز)
مارش واجه انتقادات شديدة بعد إشهار بطاقة حمراء في وجهه خلال الهزيمة بخماسية أمام برنتفورد (رويترز)
TT

كيف نقل مارش قوة نادي نيويورك إلى معركة الدوري الإنجليزي؟

مارش واجه انتقادات شديدة بعد إشهار بطاقة حمراء في وجهه خلال الهزيمة بخماسية أمام برنتفورد (رويترز)
مارش واجه انتقادات شديدة بعد إشهار بطاقة حمراء في وجهه خلال الهزيمة بخماسية أمام برنتفورد (رويترز)

خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد في عام 2016، قام جيسي مارش، المدير الفني لنادي نيويورك ريد بولز الأميركي آنذاك، بترتيب معسكر تدريبي في توكسون بولاية أريزونا، لكل من فريقه والفريق الرديف للنادي أيضاً. وبدلاً من فصل المجموعتين وتركيز انتباهه على لاعبي الفريق الأول، جمع مارش الفريقين معاً، وعقد حصة تدريبية لـ45 لاعباً من مختلف الأعمار والخبرات. وبينما كان مارش يقف بجوار خط التماس في منتصف الحصة التدريبية، قال لأحد زملائه وهو يبتسم: «أنا أحب هذا».
وبعد 6 سنوات، يطبق مارش نظريات العمل الجماعي نفسها في نادي ليدز يونايتد الذي يتولى تدريبه، وهي النظريات التي صقلها في نيويورك، واعتمد عليها أيضاً في تجاربه بعد ذلك في كل من النمسا وألمانيا، وإن كانت النتائج متباينة. وبالتالي، لم يكن مفاجئاً بالنسبة لأولئك الذين عملوا معه أن يعرفوا -على سبيل المثال- أنه قرر في أحد المؤتمرات الصحافية مؤخراً أن يتحدث عن نتائج امتحان لاعب خط وسط فريق الشباب، آرتشي غراي، وكيف شجع هذا اللاعب الصغير على مواصلة التعلم.
يقول مايك غريلا، جناح ليدز يونايتد السابق الذي لعب تحت قيادة مارش في فريق نيويورك ريد بولز: «إنه يتعامل مع الجميع بالطريقة نفسها، الموظفين، واللاعبين، والرجال الذين يهتمون بالملاعب، والأشخاص الذين يقومون بتنظيف المرافق. إنه يتواصل مع كل من يعمل في النادي، ويقضي الوقت معهم ويسألهم عن رأيهم، ويجعل الجميع يقاتلون للفوز بالأشياء معاً. هذا هو أفضل ما يفعله: إنه يساعد الناس على إخراج أفضل ما لديهم».


مارش في لحظة فرح وانسجام (رويترز)

ومن الواضح أن هذه الطريقة في العمل تؤتي ثمارها في أغلب الأحيان. عُين مارش مديراً فنياً لليدز يونايتد في يناير (كانون الثاني) الماضي، خلفاً للمدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا. وكان ليدز يونايتد الذي يعد هذا هو ثاني موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب دام 16 عاماً، يواجه خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى. وقرر مارش على الفور تغيير طريقة اللعب التي كان يطبقها بيلسا، والتي كانت تعتمد على الرقابة الفردية، رجلاً لرجل، ولعب بطريقة 4-2-2-2 المستخدمة على نطاق واسع في جميع أندية ريد بول (تطورت لاحقاً إلى 4-2-3-1) في ظل الضغط القوي والمستمر على حامل الكرة.
تحسنت مستويات ونتائج ليدز، ونجح في تجنب الهبوط. وفي هذا الموسم، بعد فترة انتقالات صيفية تعاقد فيها النادي مع لاعبين يناسبون طريقة اللعب التي يعتمد عليها مارش، وفي ظل حصوله على الوقت اللازم لإعداد الفريق استعداداً للموسم الجديد، من المؤكد أن مارش يشعر بأن المباراة التي سحق فيها تشيلسي بثلاثية نظيفة في أغسطس (آب) الماضي تجسد تماماً الطريقة التي يريد أن يلعب بها الفريق، من حيث الضغط القوي على الفريق المنافس واللعب الجماعي كوحدة واحدة، والهجوم الفعال.
لكن النتائج السيئة التي حققها الفريق منذ ذلك الحين (التعادل على ملعبه أمام إيفرتون، والذي جاء بين خسارتين خارج ملعبه أمام برايتون وبرنتفورد) تعد دليلاً على أن الفريق ما زال بحاجة إلى التطور والتحسن. لكن إذا كان ليدز يونايتد بحاجة إلى مزيد من التدعيمات، فإن مباراة تشيلسي تعد خير مثال على ما يمكن أن يحققه هذا الفريق، من خلال الطريقة التي يلعب بها مارش ومجموعة اللاعبين الذين اختارهم المدير الفني الأميركي بعناية.
ومع ذلك، لم يقتنع البعض بما يقدمه ليدز يونايتد تحت قيادة مارش؛ خصوصاً أنه تولى القيادة الفنية للفريق خلفاً لبيلسا الذي كان يحظى بشعبية طاغية بين جماهير النادي، كما كان يتعين على مارش أن يعمل جاهداً لتغيير التصورات المسبقة ووصمة العار التي تلاحق المديرين الفنيين الأميركيين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقبل الموافقة على قيادة ليدز يونايتد، طلب مارش مشورة مدربه السابق بجامعة برينستون والمدير الفني لنادي دي سي يونايتد، بوب برادلي الذي كان أول مدير فني أميركي يعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعندما عُين برادلي مديراً فنياً لنادي سوانزي سيتي تعرض لانتقادات لاذعة وعلنية من جانب جمهور النادي الذي سخر منه لاستخدامه لغة كرة القدم الأميركية العامية. وأقيل برادلي من منصبه بعد 85 يوماً فقط.
وأياً كانت النصيحة التي وجهها له برادلي، فإنها لم تمنع تعرض مارش وسلوكه للانتقادات والإساءات، والدليل على ذلك أن اعتراضه على حكام المباراة التي خسرها فريقه أمام برنتفورد بخمسة أهداف مقابل هدفين، على سبيل المثال، جعله يحصل على بطاقة حمراء، ويتعرض لانتقادات لاذعة على شبكة الإنترنت. لكن الأشخاص الذين كان مارش في أمَسِّ الحاجة للفوز بثقتهم -وهم لاعبو ليدز يونايتد- أعجبوا كثيراً بقدرات المدير الفني الأميركي وبفلسفته التدريبية.
من المؤكد أن الذين لعبوا تحت قيادة بيلسا قد أعجبوا به كثيراً؛ لكن من الواضح أن المدير الفني الأميركي كان أكثر جاذبية، في ظل حديث اللاعبين المستمر عن ذكائه التكتيكي الكبير وطريقته المميزة في التدريب.
يقول ديفيد لونغويل، مدرب الفريق الأول لشروزبري تاون الذي عمل مع مارش عندما كان مديراً فنياً لأكاديمية الناشئين بنادي نيويورك ريد بولز: «إنه أنيق للغاية، وإيجابي للغاية على المستوى الشخصي. إنه قائد بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يمكن لأي منظمة أو هيئة أن تتحدث عن الثقافة؛ لكن في نيويورك ريد بولز كان جيسي هو من فرض ثقافته داخل النادي». ويضيف: «عندما تعمل معه، فإنك تريد أن تعمل بشكل جيد من أجله، وتريد أن تعمل بكل جدية من أجله، وينطبق هذا الأمر بالطبع على اللاعبين وطاقم العمل».
ويقول جون وولينيك، المدير الفني لفريق سان خوسيه إيرثكويكس الأميركي الذي عمل سابقاً مديراً فنياً للفريق الرديف بنادي نيويورك ريد بولز: «لديه إحساس كبير بالوقت الذي يتحدث فيه عن العمل، والوقت الذي يتحدث فيه عن العلاقات الشخصية. كان دائماً متحمساً للحديث مع اللاعبين، وبينما يعرض معظم المديرين الفنيين مقاطع من المباريات، فإنه كان يعرض صوراً لعائلات اللاعبين».
لكن وصول بريندن آرونسون وتايلر آدامز في الصيف، ساعد في تعزيز الهوية الأميركية في نادي ليدز يونايتد. وعمل مارش مع كلا اللاعبين من قبل: آرونسون في ريد بول سالزبورغ الذي اشترى منه ليدز يونايتد اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً، مقابل 28.8 مليون دولار (24.7 مليون جنيه إسترليني)؛ وآدامز الذي تعاقد معه ليدز يونايتد من لايبزيغ مقابل 23.1 مليون دولار (20 مليون جنيه إسترليني)، عندما كان لاعباً صغيراً في نيويورك.
تألق آرونسون بشكل لافت للأنظار في المباراة التي فاز فيها ليدز يونايتد على تشيلسي. وكان الهدف الذي أحرزه، والذي أجبر فيه حارس مرمى تشيلسي إدوارد ميندي على ارتكاب خطأ قاتل، مؤشراً واضحاً على طريقة لعب لاعب خط الوسط المهاجم والطاقة الكبيرة التي يبذلها في المباريات.
ومثلما كان مارش مطالَباً بملء الفراغ الكبير الذي تركه بيلسا، فقد كان آدامز مطالباً بالتألق عندما شارك في المركز نفسه الذي كان يلعب به نجم الفريق السابق كالفين فيليبس الذي انتقل إلى مانشستر سيتي هذا الصيف مقابل 51.9 مليون دولار (45 مليون جنيه إسترليني). ويثق أولئك الذين عملوا مع آدامز بأن اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً لن يتأثر بمقارنته بفيليبس، ولا بقوة وشراسة الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول غريلا عن زميله السابق في فريق نيويورك ريد بولز: «ربما تكون الشراسة هي أكثر صفة يتمتع بها، فهو لاعب قوي للغاية في حقيقة الأمر. إنه ليس قوياً وشرساً من الناحية الجسدية فحسب؛ لكنه قوي أيضاً من الداخل: مواقفه، وقوته، وقدرته على الركض المتواصل، وقطع مسافات كبيرة داخل الملعب، وقدرته على أن يكون زميلاً جيداً في الفريق».
ويضيف: «لقد دخل في مناوشات بسيطة مع أحد اللاعبين الكبار، وكان هو في موقف الأقوى. هو في الواقع ضربه قليلا! وعلى الرغم من أنه كان مجرد طفل، فإنه كان قوياً للغاية من الناحية البدنية، وتمكن من الدفاع عن نفسه جيداً، وهو ما كان مثيراً للإعجاب. منذ ذلك اليوم أدركنا جميعاً أنه طفل جيد». ويتابع: «إنه يجسد كل ما يريد جيسي القيام به؛ بدءاً من الطريقة التي يريد أن يلعب بها، وصولاً إلى عقليته وشخصيته القوية، وكل ذلك. تايلر آدامز هو الشخص المناسب تماماً لما يريد جيسي القيام به».
ومن المؤكد أن تألق آرونسون وآدامز مع ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز يصب في مصلحة المنتخب الأميركي قبل نهائيات كأس العالم هذا الشتاء. وبينما أثبت اللاعبان الأميركيان أنهما يمتلكان القدرات والإمكانيات التي تؤهلهما لتحقيق النجاح في أعلى المستويات، فإن شراستهما والتزامهما هما ما أثارا إعجاب الجماهير ومارش على حد سواء.
وفي نيويورك، كان من المعروف أن المدير الفني الأميركي يصل مبكراً إلى ملعب التدريب بالنادي؛ حيث كان يبدأ العمل يومياً قبل الساعة السابعة صباحاً، وكان حتى يقود عجلة التمرين إلى مكتبه حتى يتمكن من الجمع بين التمرين البدني والخطط الفنية. لقد تحدث عن رغبته في التعرف على يوركشاير، وعن رغبته في أن تعكس الطريقة التي يلعب بها ليدز يونايتد روح العمل الجاد لسكان المقاطعة.
يقول غريلا: «الشيء الوحيد الذي سيدعمه جمهور ليدز يونايتد دائماً ويحبه دائماً، هو أخلاقيات العمل لديك، ولا يوجد أحد لديه أخلاقيات عمل أفضل من جيسي وتايلر وآرونسون. لذا طالما استمروا في ذلك، فسيظلون دائماً يحظون باحترام وحب جماهير ليدز يونايتد».
لكن مارش يعرف أنه لن يرضي كل الناس طوال الوقت. وبدلاً من ذلك، فإنه يركز على الاستمرار في تطوير وتحسين ليدز يونايتد. وقال مارش بعد المباراة التي سحق فيها فريق تشيلسي على ملعب «إيلاند رود»: «ربما لا يزال هناك كثير من الشك بشأني؛ لكن هذا طبيعي وعادي، فهناك أشخاص يحبونني وأشخاص يكرهونني. أريد فقط أن يلعب الفريق بحب وعاطفة وإيمان وثقة في النفس».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».