الانقسامات العالمية تتجلى في الجمعية العامة للأمم المتحدة

وبايدن يلقي كلمة اليوم

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يمين) والسيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا (وسط ) ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) يقفون لالتقاط الصور قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يمين) والسيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا (وسط ) ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) يقفون لالتقاط الصور قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

الانقسامات العالمية تتجلى في الجمعية العامة للأمم المتحدة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يمين) والسيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا (وسط ) ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) يقفون لالتقاط الصور قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يمين) والسيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا (وسط ) ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) يقفون لالتقاط الصور قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

يُتوقع أن تسلط الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، الضوء على الأزمات العالمية الكثيرة بدءاً بالحرب في أوكرانيا بعدما عبّر قادة العالم، أمس (الثلاثاء)، عن مخاوفهم وانقساماتهم حيال المخاطر والتحديات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في افتتاح أعمال الجمعية العامة: «أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، والثقة تتلاشى، ,التفاوتات تتزايد، وكوكبنا يحترق»، مندداً بما وصفه بأنه «خلل هائل» يعيق التصدي للمشكلات وإيجاد حلول ناجعة لها.
ورأى الأمين العام أن «هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب... دعونا لا نخدع أنفسنا. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء».
ولقي هذا الكلام صدى لدى نحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة توالوا على الكلام من على منبر الأمم المتحدة في اليوم الأول من هذه التجمع الدبلوماسي السنوي الكبير الذي عاد ليعقد حضورياً بعد سنتين هيمن عليهما وباء «كوفيد - 19».
ويتولى الكلام (الأربعاء) الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره الأميركي جو بايدن، ورئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس.
وسيتولى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الكلام عبر الفيديو بموجب إذن خاص أقرته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وستكون أوكرانيا في صلب كلام قادة العالم لا سيما الرئيس الأميركي، في وقت ندد فيه البيت الأبيض (الثلاثاء) باستفتاءات «زائفة» في أوكرانيا.
وأعلنت السلطات التي عيّنتها موسكو في أربع مناطق أوكرانية تنظيم استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا ستجري من 23 إلى 27 سبتمبر (أيلول). وأكد المستشار الألماني من على منبر الجمعية العامة أنها استفتاءات «وهمية لن نقبلها» في حين تحدث إيمانويل ماكرون عن «مهزلة».
إلا أن دول الجنوب مغتاظة من تركيز الدول الغربية على أوكرانيا في حين تعاني البشرية جمعاء من أزمات عدة.
وتعهد الأميركيون والأوروبيون والأفارقة (الثلاثاء) في إعلان مشترك التحرك «بشكل عاجل وواسع وبالتنسيق لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة لمئات ملايين الأشخاص عبر العالم».
وقال الرئيس الفرنسي إن الوقت غير مؤاتٍ «لاختيار معسكر بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب بل ثمة مسؤولية على كل الذين يتمسكون بالسلام، وهو أثمن ما نملكه»، متهماً مباشرةً روسيا بأنها مسؤولة «عن عودة النزاعات الإمبرالية والاستعمارية».
وشدد رئيس السنغال ماكي سال الذي يرأس الاتحاد الأفريقي على ضرورة «التحرك معاً»، مضيفاً: «أتيت لأقول إن أفريقيا عانت ما يكفي من عبء التاريخ ولا تريد أن تكون مسرحاً لحرب باردة جديدة».
وتردد التوتر الناجم عن الحرب في أوكرانيا في الشعور بالاستياء بين الشمال والجنوب بشأن مكافحة التغير المناخي. فالدول الفقيرة التي تتحمل العبء الأكبر من تداعيات الاحترار المناخي المدمرة وهي غير مسؤولة عنه، تكافح خصوصاً لحمل الدول الغنية على احترام وعودها بتقديم مساعدة مالية لها.
قال أنطونيو غوتيريش: «حان الوقت لتجاوزات هذه المحادثات التي لا تنتهي»، داعياً الدول الغنية إلى فرض ضريبة على أرباح شركات قطاع الطاقة الأحفورية و«توجيهها» إلى الدول التي تتكبد «خسائر وأضراراً» جراء التغير المناخي وإلى شعوب تعاني من التضخم.
وقبل أقل من شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب27) في مصر، دعا أيضاً إلى وضع حد «لحربنا الانتحارية ضد الطبيعة».
ويندرج البرنامج النووي الإيراني ضمن القضايا التي تثير قلق الأسرة الدولية.
وشدد إيمانويل ماكرون بعد لقاء طويل مع نظيره الإيراني على أن «الكرة الآن في ملعب إيران» بينما مفاوضات لإحياء اتفاقٍ أُبرم عام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني في طريق مسدود.
وأكد أيضاً أنه شدد مع رئيسي على احترام حقوق المرأة في إيران في وقت جرت فيه مظاهرات في مدن إيرانية عدة بعد وفاة شابة أوقفتها شرطة الأخلاق.
وأشاد الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش، بهذه المرأة ماهسا أميني، داعياً إلى «وضع حد لتجاوزات النافذين أينما وُجدوا».


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».