حركة الشباب تهاجم معاقل الجيش وتقتل 15 شخصًا في جنوب الصومال

الهجوم يسلط الضوء على قدرة الجماعة على شن هجمات رغم انحسار معاقلها

حركة الشباب تهاجم معاقل الجيش وتقتل 15 شخصًا في جنوب الصومال
TT

حركة الشباب تهاجم معاقل الجيش وتقتل 15 شخصًا في جنوب الصومال

حركة الشباب تهاجم معاقل الجيش وتقتل 15 شخصًا في جنوب الصومال

ذكر مسؤولون بالحكومة المحلية الصومالية وشهود عيان، أمس (السبت)، أن 15 شخصا على الأقل قُتلوا خلال اشتباكات وقعت الليلة قبل الماضية بين الجيش وجماعة «الشباب» الإرهابية الصومالية.
وكان مقاتلون من جماعة الشباب مسلحون بأسلحة ثقيلة قد هاجموا قواعد عسكرية في بلدة أفجوي في منطقة شابيلي السفلى، الواقعة على بعد 30 كيلومترا، جنوب مقديشو. واقتحم مقاتلو الحركة نحو الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي مركزًا للشرطة على مشارف البلدة، جنوب غربي مقديشو، فقتلوا الضباط، وسرقوا ثلاث شاحنات بينها شاحنة مزودة بمدفع آلي. وذكر أحمد ياري، أحد القادة العسكريين الكبار بالصومال «لقد فقدنا عددًا من جنودنا، وأصيب آخرون».
من جهته، قال عبد القادر محمد نور سيدي حاكم منطقة شابيلي السفلى، لوسائل إعلام محلية، إن متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة استولوا لفترة قصيرة على مركز شرطة بلدة أفجوي، وعلى قاعدة عسكرية. لكن سرعان ما تصدت لهم قوات الجيش وقوات حفظ السلام، مضيفا أن قواته «تلقت تعزيزات من الاتحاد الأفريقي وقوات صومالية أخرى في المنطقة وصدت المتشددين».
وقال سراج يوسف، وهو أحد سكان بلدة أفجوي، إن «سكان البلدة كانوا نائمين عندما اندلعت معركة عنيفة، وحدث قتال شرس، وقد شاهدت ثلاث مركبات عسكرية صومالية مدمرة بالقرب من مركز الشرطة».
ومباشرة بعد وقوع الهجوم، أعلنت جماعة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم على موقع «صوماليميمو» الإلكتروني، الموالي للمتمردين، زاعمة أنها قتلت أكثر من 20 جنديا صوماليا ورجل شرطة.
وقال الرائد عبد القادر حسين من أفجوي: «لقد قتل (الشباب) ثمانية من زملائي وأخذوا ثلاثة من سياراتنا»، وتابع موضحا: «لقد تعقبناهم وقتلنا عشرة منهم، واستعدنا سيارتنا المزودة بمدفع آلي، مشيرا إلى أن الإسلاميين لاذوا بالفرار بالشاحنتين الأخريين».
وسبق أن زادت حركة الشباب التي تريد الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في مقديشو، من هجماتها المفاجئة خلال شهر رمضان.
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية للحركة، إن مقاتليه قتلوا 12 ضابطا في الهجوم على مركز شرطة أفجوي، وخسروا مسلحا واحدا في المعركة الثانية، وأضاف أن الشرطة هاجمتهم، لكن «بعد معركة، أحرقنا سيارة للشرطة، وتركنا الشاحنة التي أخذناها، استشهد مقاتل من طرفنا».
ويسلط الهجوم الأحدث الضوء على قدرة الحركة على شن هجمات، رغم أنها خسرت أراضي ومعاقل منذ بداية عملية عسكرية كبرى ضدها، العام الماضي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.