«كوفيد-19» يضر بالاستجابة المناعية لمشيمة الحوامل

باحثة لـ«الشرق الأوسط»: لا توجد بدائل علاجية

TT

«كوفيد-19» يضر بالاستجابة المناعية لمشيمة الحوامل

إذا أصيبت امرأة بـ«كوفيد-19» أثناء حملها، فإن العدوى، حتى لو كانت خفيفة، تدمر الاستجابة المناعية للمشيمة، حسبما توصلت دراسة قادها باحثون من جامعة واشنطن الأميركية، ونُشرت في 17 سبتمبر (أيلول) الحالي في المجلة الأميركية لأمراض النساء والولادة.
وفي هذه الدراسة، تم فحص ما مجموعه 164 سيدة حاملاً يتألفن من 24 سيدة صحيحة - غير مصابات كمجموعة تحكم - و140 سيدة أصبن بـ«كوفيد –19»، وكان حوالي 75 في المائة من المرضى إما دون أعراض أو لديهن أعراض خفيفة، وتم الحصول على أنسجة المشيمة بموافقة المرضى.
الدكتورة كريستينا آدامز والدورف، كبيرة الباحثين وأستاذة التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة واشنطن، والباحثة الرئيسية بالدراسة، تقول في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «هذه هي أكبر دراسة حتى الآن عن المشيمة من النساء المصابات بـ(كوفيد -19) أثناء حملهن، لقد فوجئنا عندما اكتشفنا أن النساء المصابات أثناء حملهن يعانين من ضعف الاستجابة المناعية للمشيمة».
وفي وقت مبكر من الوباء، اعتقد كثيرون أن «كوفيد -19» لا يبدو أنه يؤذي الجنين النامي بسبب وجود عدد قليل جدا من الأطفال المولودين بالعدوى، ولكن ما تؤكده تلك الدراسة الجديدة، هو أن المشيمة معرضة للإصابة، وتغير العدوى طريقة عملها، وهذا بدوره من المحتمل أن يؤثر على نمو الجنين.
والدراسات حول كيفية تأثير «كوفيد -19»على نمو الجنين أو الطفل محدودة للغاية حتى الآن، لأن الأطفال لا يزالون صغارا جدا. ولكن نتائج الدراسة الحالية، تعني أن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات في أي وقت أثناء الحمل سيحتاجون إلى المراقبة أثناء نموهم، وأرجعت ذلك لأن حدوث عدوى في المشيمة المسؤولة عن توفير الغذاء والأكسجين والحماية المناعية للجنين حتى وقت الولادة، قد يسبب ضررا لا يظهر إلا لاحقا، كما تؤكد هيلين فيلتوفيتش، الباحثة المشاركة بالدراسة في التقرير الذي نشره موقع جامعة واشنطن.
وترى كريستينا آدامز في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن السبيل الوحيد لإنقاذ المرأة الحامل من خطر «كوفيد -19»، هو ألا تصاب بالفيروس.
وتقول: «لا نعرف أي خيار علاجي لحماية المشيمة والجنين بمجرد إصابة الأم بالفيروس، ويعد ارتداء القناع واستكمال سلسلة اللقاحات، والبقاء على اطلاع على أحدث اللقاحات المعززة أمرا بالغ الأهمية لحماية الذات والطفل، واللقاح آمن أثناء الحمل».
وحول ما إذا كانت نتائج دراستهم تدعم مطلب إعطاء السيدات إجازات طويلة من أعمالهن أثناء الحمل، أوضحت أن «هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرأة الحامل تحتاج إلى إجازة طبية ممتدة أثناء الحمل وفي فترة ما بعد الولادة»، وتابعت: «لكن للحماية من الفيروس، يجب الالتزام بأدوات الوقاية من الكمامات واللقاحات والجرعات المعززة، لأن النساء تتعرض للعديد من الأشخاص في المنزل، ومن غير المرجح أن يعزلن أنفسهن مثلا عن أطفالهن، لذلك من غير المحتمل أن تكون الإجازة الطبية الممتدة كوسيلة لتجنب العدوى فعالة في حد ذاتها كإجراء واحد».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.