تتوقف عجلة الدوريات الأوروبية هذا الأسبوع إفساحاً في المجال لإقامة منافسات الجولتين الخامسة والسادسة الأخيرة من دور المجموعات لمسابقة دوري الأمم الأوروبية، التي تعد «بروفة» أخيرة للمنتخبات قبل الاختبار الأهم في نهائيات مونديال قطر نهاية العام الحالي.
ويشكّل تنظيم العرس الكروي العالمي في قطر منتصف الموسم الكروي الأوروبي تحدياً كبيراً للأندية ولمدرّبي المنتخبات الوطنية على حد سواء، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.
وتتحمل المسابقات المحلية وطأة الاضطرابات من ناحية برمجة المباريات، حيث ستضطر إلى التوقف قبل أسبوع من المباراة الافتتاحية في مونديال قطر، ما يقلص كثيراً الوقت أمام المنتخبات للتجمع والعمل معاً قبل خوض معترك منافسات كأس العالم.
ولهذه الأسباب، تضاعفت أهمية مباريات المسابقة القارية، حيث تخوض المنتخبات الأوروبية منافسات دور المجموعات، في حين تلعب منتخبات أخرى مباريات ودية، منها البرازيل التي تواجه غانا ثم تونس على الأراضي الفرنسية.
هندرسون عاد لتشكيلة إنجلترا مستفيداً من إصابة فيليبس (رويترز)
ويستعد المنتخب الفرنسي للدفاع عن لقبه بطلاً لمونديال روسيا 2018، ولكن بداية على «الديوك» تفادي الهبوط من المستوى الأوّل من دوري الأمم، إذ يتذيل ترتيب المجموعة الأولى بنقطتين فقط من تعادلين وهزيمتين.
ويستضيف رجال المدرب ديديه ديشامب الذين توجوا العام الماضي بلقب النسخة الثانية من المسابقة القارية، منتخب النمسا الخميس، قبل رحلة محفوفة بالمخاطر الأحد، إلى الدنمارك المتصدرة مع 9 نقاط بفارق نقطتين عن كرواتيا، مع واجب الفوز بالمباراتين كلتيهما لتفادي الهبوط.
ويعاني ديشامب من مشاكل عدة، أبرزها كثرة الإصابات في صفوف منتخب بلاده على غرار بول بوغبا الذي ما زال في طور التعافي من جراحة في ركبته، ما وضع لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي في سباق مع الوقت، ليكون حاضراً قبل بدء مونديال قطر.
وقال ديشامب المتوج كلاعب بمونديال 1998 الذي استضافته بلاده متحدثاً عن بوغبا: «سيبذل قصارى جهده ليكون حاضراً بأسرع وقت ممكن، على الرغم من نقص الوقت».
ومن المبكر الجزم بما إذا كان الصراع بين نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي واتحاد بلاده للعبة على حقوق الصورة سيؤثر سلباً، أم لا، على معنويات التشكيلة، غداة رفض المهاجم الشاب المشاركة في جلسة تصوير مع زملائه في المنتخب.
وأمام واقع غياب كثير من كوادره للإصابة (القائد والحارس هوغو لوريس وثيو هرنانديز وبريسنيل كيمبيمبي ونغولو كانتي وكينغسلي كومان وكريم بنزيمة...)، ثم أخيراً إصابة لوكا دينيي ظهير أستون فيلا الإنجليزي، استدعى ديشامب عدة وجوه جديدة تأمل في أن تحصل على فرصة لفرض نفسها قبل الإعلان عن القائمة النهائية المتوجهة إلى قطر في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان لوكا دينيي قد حلّ بدلاً من ثيو هرنانديز، فاضطر ديشامب لاستدعاء أدريان تروفير لتعويضهما.
وفي المقلب الآخر، منح مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت مهاجم برنتفورد آيفان توني فرصة الانضمام إلى صفوف وصيف كأس أوروبا، استعداداً لمواجهتي إيطاليا وألمانيا ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
وكافأ ساوثغيت، المهاجم ابن الـ26 عاماً، بفضل بداياته الجيدة هذا الموسم مع برنتفورد، حيث سجل 5 أهداف في 7 مباريات بالـ«بريمييرليغ». وعلى غرار فرنسا، قدّم منتخب إنجلترا «الأسود الثلاثة» صورة باهتة في المسابقة القارية وعانى من تردي نتائجه خلال مبارياته في يونيو (حزيران) الماضي، ليقبع في قاع ترتيب المجموعة الثالثة بنقطتين من تعادلين وهزيمتين، لذا بات واجباً عليه الفوز في مباراتيه المقبلتين تفادياً للهبوط إلى المستوى الثاني. وتتصدر المجر المجموعة بفارق نقطة عن ألمانيا ونقطتين عن إيطاليا.
ويستعد ساوثغيت لهاتين المواجهتين واضعاً نصب عينيه مونديال قطر، لذا عمد إلى استدعاء قائمة موسعة من 28 لاعباً للوقوف على جاهزية اللاعبين.
وقال ساوثغيت الأسبوع الماضي: «جزء من المبررات هو أننا نقترب من نهائيات كأس العالم ونشعر، على الرغم من أن نتائجنا كانت مخيبة للآمال في الصيف، بأننا اخترنا على أساس المستوى والقدرة للمواصلة لفترة طويلة».
واستدعى ساوثغيت جوردان هندرسون لتعزيز خط وسط الفريق بعد انسحاب كالفين فيليبس بسبب إصابة في الكتف. وينتظر ساوثغيت لمعرفة ما إذا كان فيليبس سيصبح لائقاً للمشاركة في كأس العالم، أم لا، بعد أن كشف نادي مانشستر سيتي، الذي ضم اللاعب من ليدز يونايتد بنهاية الموسم الماضي، أنه سيحتاج إلى عملية جراحية. وجاءت إصابة فيليبس لتتيح فرصة العودة أمام هندرسون (32 عاماً) قائد ليفربول الذي شارك في 69 مباراة دولية ويتمتع بخبرة كبيرة في البطولات، حيث كان عنصراً أساسياً بالمنتخب الذي وصل إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم 2018.
وفي إيطاليا، سيفتقد المدرب روبرتو مانشيني لاعبي خط الوسط لورنزو بيليغريني وماتيو بوليتانو في المواجهتين المنتظرتين أمام إنجلترا والمجر، بعد خروجهما من معسكر المنتخب للإصابة.
وعانى لاعب وسط روما بيليغريني من ألم في فخذه خلال الخسارة أمام أتالانتا صفر - 1 في المرحلة السابعة للدوري المحلي، وتواصلت المعاناة خلال المعسكر الإعدادي بعد خضوعه لاختبارات في مركز تدريب كوفرتشانو.
في المقابل، استبدل بوليتانو إثر تعرضه لإصابة في كاحله بعد نحو 10 دقائق من افتتاحه التسجيل في مباراة فوز فريقه نابولي على ميلانو 2 - 1 الأحد في ختام منافسات المرحلة السابعة، فقرر روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا عدم المخاطرة بتفاقم الإصابة. ويأتي انسحاب هذا الثنائي من التشكيلة الإيطالية غداة إصابة لاعب وسط باريس سان جيرمان ماركو فيراتي في ربلة ساقه وعدم قدرته على الالتحاق بصفوف منتخب بلاده.
ومن أجل تعويض هذه الغيابات، استدعى مانشيني لاعب ساسوولو دافيدي فراتيزي ومهاجم سمبدوريا مانولو غابياديني والشاب سالفاتوري إسبوزيتو الذي يدافع عن ألوان فريق سبال بالدرجة الثانية.
وستكون مباراة إنجلترا مع إيطاليا على أرض الأخيرة الجمعة، تذكرة لمواجهة نهائي كأس أمم أوروبا قبل عامين التي انتهت لصالح الفريق الإيطالي بركلات الترجيح بعد التعادل 1 - 1 في استاد ويمبلي، علماً بأن الفريق الإنجليزي سيلاقي نظيره الألماني على ملعب ويمبلي يوم الاثنين.
وفي الجانب الألماني، هناك شكوك حول قدرة مانويل نوير قائد وحارس مرمى المنتخب اللحاق بمواجهة المجر الجمعة، وربما أيضاً إنجلترا الاثنين. وغاب نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ، عن مران المنتخب بسبب مشكلة في أصابعه، لكن المدير الفني هانزي فليك ما زال يأمل في تعافي لاعبه قبل مواجهة المجر. كذلك غاب المدافعان ماتياس غينتر وتيلو كيرير والجناح لوكاس نميشا عن مران الأمس، وظل الثلاثي في فندق إقامة المنتخب ضمن آلية السيطرة على حالة الإجهاد بعد مشاركتهم في منافسات الأندية الأحد.
ويستضيف المنتخب الألماني نظيره المجري في لايبزيغ، ثم يحل ضيفاً على المنتخب الإنجليزي في استاد ويمبلي يوم 26 الحالي.
من ناحيته، يستعدّ المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه «البديل» مع مانشستر يونايتد الإنجليزي كريستيانو رونالدو لمونديال قطر بمواجهة جارته إسبانيا في براغا في 27 الشهر الحالي، بختام منافسات المجموعة الثانية، في مباراة قد تحدد هوية المنتخب الذي سيتأهل إلى الدور نصف النهائي. وتحتل إسبانيا صدارة المجموعة برصيد 8 نقاط من تعادلين وفوزين، متقدمة بفارق نقطة عن البرتغال في المركز الثاني. وفي المجموعة الرابعة، يأمل مدرب ويلز روبرت بايج في البناء على واقع تجديد عقده لمدة أربعة أعوام، لانتشال منتخب بلاده من قاع الترتيب مع نقطة يتيمة من تعادل وثلاث هزائم. ومن أجل النجاح في مسعاه، استدعى المدرب الويلزي مواطنه غاريث بيل، نجم ريال مدريد الإسباني وتوتنهام الإنجليزي السابق، لخوض مواجهتي بلجيكا الثانية (7 نقاط) وبولندا الثالثة (4)، فيما تتصدر هولندا برصيد 10 نقاط.
ورغم خطر الهبوط إلى المستوى الثاني، تصب ويلز جام اهتمامها حالياً على مونديال قطر بعد عودتها للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 64 عاماً، تحديداً منذ مونديال 1958.