دوري الأمم الأوروبية «بروفة» أخيرة لمنتخبات القارة العجوز قبل مونديال قطر

فرنسا وإنجلترا في مهمة صعبة لتفادي الهبوط للمستوى الثاني

لاعبو منتخب فرنسا من دون كثير من الركائز الأساسية في التدريبات لمواجهتي النمسا والدنمارك (أ.ف.ب)
لاعبو منتخب فرنسا من دون كثير من الركائز الأساسية في التدريبات لمواجهتي النمسا والدنمارك (أ.ف.ب)
TT

دوري الأمم الأوروبية «بروفة» أخيرة لمنتخبات القارة العجوز قبل مونديال قطر

لاعبو منتخب فرنسا من دون كثير من الركائز الأساسية في التدريبات لمواجهتي النمسا والدنمارك (أ.ف.ب)
لاعبو منتخب فرنسا من دون كثير من الركائز الأساسية في التدريبات لمواجهتي النمسا والدنمارك (أ.ف.ب)

تتوقف عجلة الدوريات الأوروبية هذا الأسبوع إفساحاً في المجال لإقامة منافسات الجولتين الخامسة والسادسة الأخيرة من دور المجموعات لمسابقة دوري الأمم الأوروبية، التي تعد «بروفة» أخيرة للمنتخبات قبل الاختبار الأهم في نهائيات مونديال قطر نهاية العام الحالي.
ويشكّل تنظيم العرس الكروي العالمي في قطر منتصف الموسم الكروي الأوروبي تحدياً كبيراً للأندية ولمدرّبي المنتخبات الوطنية على حد سواء، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.
وتتحمل المسابقات المحلية وطأة الاضطرابات من ناحية برمجة المباريات، حيث ستضطر إلى التوقف قبل أسبوع من المباراة الافتتاحية في مونديال قطر، ما يقلص كثيراً الوقت أمام المنتخبات للتجمع والعمل معاً قبل خوض معترك منافسات كأس العالم.
ولهذه الأسباب، تضاعفت أهمية مباريات المسابقة القارية، حيث تخوض المنتخبات الأوروبية منافسات دور المجموعات، في حين تلعب منتخبات أخرى مباريات ودية، منها البرازيل التي تواجه غانا ثم تونس على الأراضي الفرنسية.


هندرسون عاد لتشكيلة إنجلترا مستفيداً من إصابة فيليبس (رويترز)

ويستعد المنتخب الفرنسي للدفاع عن لقبه بطلاً لمونديال روسيا 2018، ولكن بداية على «الديوك» تفادي الهبوط من المستوى الأوّل من دوري الأمم، إذ يتذيل ترتيب المجموعة الأولى بنقطتين فقط من تعادلين وهزيمتين.
ويستضيف رجال المدرب ديديه ديشامب الذين توجوا العام الماضي بلقب النسخة الثانية من المسابقة القارية، منتخب النمسا الخميس، قبل رحلة محفوفة بالمخاطر الأحد، إلى الدنمارك المتصدرة مع 9 نقاط بفارق نقطتين عن كرواتيا، مع واجب الفوز بالمباراتين كلتيهما لتفادي الهبوط.
ويعاني ديشامب من مشاكل عدة، أبرزها كثرة الإصابات في صفوف منتخب بلاده على غرار بول بوغبا الذي ما زال في طور التعافي من جراحة في ركبته، ما وضع لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي في سباق مع الوقت، ليكون حاضراً قبل بدء مونديال قطر.
وقال ديشامب المتوج كلاعب بمونديال 1998 الذي استضافته بلاده متحدثاً عن بوغبا: «سيبذل قصارى جهده ليكون حاضراً بأسرع وقت ممكن، على الرغم من نقص الوقت».
ومن المبكر الجزم بما إذا كان الصراع بين نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي واتحاد بلاده للعبة على حقوق الصورة سيؤثر سلباً، أم لا، على معنويات التشكيلة، غداة رفض المهاجم الشاب المشاركة في جلسة تصوير مع زملائه في المنتخب.
وأمام واقع غياب كثير من كوادره للإصابة (القائد والحارس هوغو لوريس وثيو هرنانديز وبريسنيل كيمبيمبي ونغولو كانتي وكينغسلي كومان وكريم بنزيمة...)، ثم أخيراً إصابة لوكا دينيي ظهير أستون فيلا الإنجليزي، استدعى ديشامب عدة وجوه جديدة تأمل في أن تحصل على فرصة لفرض نفسها قبل الإعلان عن القائمة النهائية المتوجهة إلى قطر في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان لوكا دينيي قد حلّ بدلاً من ثيو هرنانديز، فاضطر ديشامب لاستدعاء أدريان تروفير لتعويضهما.
وفي المقلب الآخر، منح مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت مهاجم برنتفورد آيفان توني فرصة الانضمام إلى صفوف وصيف كأس أوروبا، استعداداً لمواجهتي إيطاليا وألمانيا ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
وكافأ ساوثغيت، المهاجم ابن الـ26 عاماً، بفضل بداياته الجيدة هذا الموسم مع برنتفورد، حيث سجل 5 أهداف في 7 مباريات بالـ«بريمييرليغ». وعلى غرار فرنسا، قدّم منتخب إنجلترا «الأسود الثلاثة» صورة باهتة في المسابقة القارية وعانى من تردي نتائجه خلال مبارياته في يونيو (حزيران) الماضي، ليقبع في قاع ترتيب المجموعة الثالثة بنقطتين من تعادلين وهزيمتين، لذا بات واجباً عليه الفوز في مباراتيه المقبلتين تفادياً للهبوط إلى المستوى الثاني. وتتصدر المجر المجموعة بفارق نقطة عن ألمانيا ونقطتين عن إيطاليا.
ويستعد ساوثغيت لهاتين المواجهتين واضعاً نصب عينيه مونديال قطر، لذا عمد إلى استدعاء قائمة موسعة من 28 لاعباً للوقوف على جاهزية اللاعبين.
وقال ساوثغيت الأسبوع الماضي: «جزء من المبررات هو أننا نقترب من نهائيات كأس العالم ونشعر، على الرغم من أن نتائجنا كانت مخيبة للآمال في الصيف، بأننا اخترنا على أساس المستوى والقدرة للمواصلة لفترة طويلة».
واستدعى ساوثغيت جوردان هندرسون لتعزيز خط وسط الفريق بعد انسحاب كالفين فيليبس بسبب إصابة في الكتف. وينتظر ساوثغيت لمعرفة ما إذا كان فيليبس سيصبح لائقاً للمشاركة في كأس العالم، أم لا، بعد أن كشف نادي مانشستر سيتي، الذي ضم اللاعب من ليدز يونايتد بنهاية الموسم الماضي، أنه سيحتاج إلى عملية جراحية. وجاءت إصابة فيليبس لتتيح فرصة العودة أمام هندرسون (32 عاماً) قائد ليفربول الذي شارك في 69 مباراة دولية ويتمتع بخبرة كبيرة في البطولات، حيث كان عنصراً أساسياً بالمنتخب الذي وصل إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم 2018.
وفي إيطاليا، سيفتقد المدرب روبرتو مانشيني لاعبي خط الوسط لورنزو بيليغريني وماتيو بوليتانو في المواجهتين المنتظرتين أمام إنجلترا والمجر، بعد خروجهما من معسكر المنتخب للإصابة.
وعانى لاعب وسط روما بيليغريني من ألم في فخذه خلال الخسارة أمام أتالانتا صفر - 1 في المرحلة السابعة للدوري المحلي، وتواصلت المعاناة خلال المعسكر الإعدادي بعد خضوعه لاختبارات في مركز تدريب كوفرتشانو.
في المقابل، استبدل بوليتانو إثر تعرضه لإصابة في كاحله بعد نحو 10 دقائق من افتتاحه التسجيل في مباراة فوز فريقه نابولي على ميلانو 2 - 1 الأحد في ختام منافسات المرحلة السابعة، فقرر روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا عدم المخاطرة بتفاقم الإصابة. ويأتي انسحاب هذا الثنائي من التشكيلة الإيطالية غداة إصابة لاعب وسط باريس سان جيرمان ماركو فيراتي في ربلة ساقه وعدم قدرته على الالتحاق بصفوف منتخب بلاده.
ومن أجل تعويض هذه الغيابات، استدعى مانشيني لاعب ساسوولو دافيدي فراتيزي ومهاجم سمبدوريا مانولو غابياديني والشاب سالفاتوري إسبوزيتو الذي يدافع عن ألوان فريق سبال بالدرجة الثانية.
وستكون مباراة إنجلترا مع إيطاليا على أرض الأخيرة الجمعة، تذكرة لمواجهة نهائي كأس أمم أوروبا قبل عامين التي انتهت لصالح الفريق الإيطالي بركلات الترجيح بعد التعادل 1 - 1 في استاد ويمبلي، علماً بأن الفريق الإنجليزي سيلاقي نظيره الألماني على ملعب ويمبلي يوم الاثنين.
وفي الجانب الألماني، هناك شكوك حول قدرة مانويل نوير قائد وحارس مرمى المنتخب اللحاق بمواجهة المجر الجمعة، وربما أيضاً إنجلترا الاثنين. وغاب نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ، عن مران المنتخب بسبب مشكلة في أصابعه، لكن المدير الفني هانزي فليك ما زال يأمل في تعافي لاعبه قبل مواجهة المجر. كذلك غاب المدافعان ماتياس غينتر وتيلو كيرير والجناح لوكاس نميشا عن مران الأمس، وظل الثلاثي في فندق إقامة المنتخب ضمن آلية السيطرة على حالة الإجهاد بعد مشاركتهم في منافسات الأندية الأحد.
ويستضيف المنتخب الألماني نظيره المجري في لايبزيغ، ثم يحل ضيفاً على المنتخب الإنجليزي في استاد ويمبلي يوم 26 الحالي.
من ناحيته، يستعدّ المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه «البديل» مع مانشستر يونايتد الإنجليزي كريستيانو رونالدو لمونديال قطر بمواجهة جارته إسبانيا في براغا في 27 الشهر الحالي، بختام منافسات المجموعة الثانية، في مباراة قد تحدد هوية المنتخب الذي سيتأهل إلى الدور نصف النهائي. وتحتل إسبانيا صدارة المجموعة برصيد 8 نقاط من تعادلين وفوزين، متقدمة بفارق نقطة عن البرتغال في المركز الثاني. وفي المجموعة الرابعة، يأمل مدرب ويلز روبرت بايج في البناء على واقع تجديد عقده لمدة أربعة أعوام، لانتشال منتخب بلاده من قاع الترتيب مع نقطة يتيمة من تعادل وثلاث هزائم. ومن أجل النجاح في مسعاه، استدعى المدرب الويلزي مواطنه غاريث بيل، نجم ريال مدريد الإسباني وتوتنهام الإنجليزي السابق، لخوض مواجهتي بلجيكا الثانية (7 نقاط) وبولندا الثالثة (4)، فيما تتصدر هولندا برصيد 10 نقاط.
ورغم خطر الهبوط إلى المستوى الثاني، تصب ويلز جام اهتمامها حالياً على مونديال قطر بعد عودتها للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 64 عاماً، تحديداً منذ مونديال 1958.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».