عقارات لندن «ملتهبة» هذا الصيف

مع اقتراب موسم السياحة العربي فيها

عقارات لندن «ملتهبة» هذا الصيف
TT

عقارات لندن «ملتهبة» هذا الصيف

عقارات لندن «ملتهبة» هذا الصيف

بينما يقترب موسم السياحة العربي في لندن، تشتعل أسعار العقارات المتاحة للإيجار السياحي وتصل في بعض حالات العقار الفاخر إلى 15 ألف إسترليني (22.5 ألف دولار) في الأسبوع الواحد. وبينما تفضل العائلات العربية المناطق المركزية في لندن التي تجاور هايد بارك وأكسفورد ستريت، فإن إيجارات هذا العام الباهظة قد تدفعها إلى مناطق غير معهودة جنوب نهر التيمس أو في شرق لندن.
وتقول خبيرات عقارات استشارتهن «الشرق الأوسط» عن أوضاع سوق الإيجارات في لندن هذا الصيف إن بعض المناطق الجديدة قد تكون أفضل وأنسب للعائلات العربية لأنها توفر كافة الخدمات بالإضافة إلى بعض الهدوء، بعد رحلات التسوق في وسط لندن.
فما هي أوضاع سوق الإيجار العقاري في لندن هذا الصيف وما هي أفضل المواقع الجديدة ومعدلات الأسعار فيها؟
كاثرين كوكروفت مديرة قطاع الإيجارات في شركة ايلزفورد العقارية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن أغلى مناطق الإيجار في لندن هذا الصيف تقع في حي تشيلسي وكنزنغتون. ويزداد الإقبال خصوصا على تشيلسي لأن الحي يوفر تراخيص لصف السيارات للسكان، وتعتبر بعض العائلات أن إمكانية صف السيارات من الأولويات في لندن.
وهي تؤكد أن أرخص شقة مكونة من غرفتين في منطقة مايفير وبلغرافيا تصل إلى نحو 750 جنيها (1125 دولارا) في الأسبوع الواحد، بينما يمكن أن يصل إيجار العقار الفاخر في المنطقة إلى سبعة آلاف إسترليني (10.500 دولار) في الأسبوع. أما إيجار شقة متوسطة فيصل إلى ما بين 2000 و2500 إسترليني في الأسبوع (3000 - 3750 دولارا).
وفي مجال العقارات الأوسع حجما يصل إيجار شقة مكونة من أربع غرف في حي مايفير أو بلغرافيا إلى ثمانية آلاف إسترليني (12 ألف دولار) أسبوعيا، وفي الفئة الفاخرة في المنطقة نفسها يمكن أن يصل الإيجار إلى 15 ألف إسترليني (22.5 ألف دولار) في الأسبوع. واقل حد إيجاري للشقق في المنطقة يصل إلى ما بين أربعة إلى ستة آلاف إسترليني (ستة إلى تسعة آلاف دولار).
وتؤكد كوكروفت أن معظم المستأجرين لهذه العقارات هم من الأجانب، أحيانا في تعاقدات عمل ما بين عام إلى ثلاثة أعوام. وهذه الفئة من المستأجرين لا تهتم بالشراء في بريطانيا لأن لديها عقارات أخرى في مناطق متفرقة حول العالم. وهي فئة تعتبر أن الإيجار أرخص من الشراء حيث تعفي نفسها من تكاليف الديكورات والمفروشات والضرائب المصاحبة لشراء العقار وتجهيزه. ويعفي الإيجار أيضا من الصيانة الدورية للعقار.
هناك أيضا فئات تستأجر العقارات أثناء إجراء الديكورات أو التغييرات الهيكلية في العقارات التي تسكنها في لندن. والبعض الآخر يستأجر أثناء فترة البحث عن العقار المناسب للشراء وإعداده وهي فترة قد تتخطى العام الواحد أحيانا.
ولمن يبحث عن مناطق معقولة في الإيجار تشير كوكروفت إلى منطقة فولهام، وهي منطقة تعتبرها كوكروفت منطقة واعدة حيث فيها كل الخدمات المتاحة في لندن بالإضافة إلى مدرسة ليسيه فرنسية جديدة. وهي منطقة بها الكثير من الحدائق كما أنها قريبة من خطوط مترو الأنفاق. وإيجار البيت العائلي في فولهام يتراوح بين 1500 و2500 إسترليني أسبوعيا (2250 - 3750 دولارا).
أما الشقق الصغيرة ذات الغرفتين فتبدأ من 400 جنيه أسبوعيا (600 دولار) وتصل إلى 850 جنيها (1275 دولارا) أسبوعيا.
من ناحيتها قالت لينسي تشيبر لـ«الشرق الأوسط» مديرة قطاع الإيجارات في شركة لوروت براند إن الأجانب هم الأغلبية الساحقة بين المستأجرين في مناطق تشيلسي ومايفير التي تتراوح فيها الإيجارات ما بين 750 جنيها (1125 دولارا) إلى عشرة آلاف جنيه إسترليني (15 ألف دولار) أسبوعيا. وهي تشير إلى تراجع الإيجارات من الشركات بعد سقوط شركة ليمان بروزرز في عام 2008. ولكن الإيجارات المعقولة التي توفر إعفاءات ضريبية للشركات على تكلفة الإيجار تنتشر الآن بين شركات لندن.
ويصل إيجار المنازل الكبيرة ذات الأربع غرف في هذه المناطق إلى 30 ألف إسترليني أسبوعيا (45 ألف دولار)، وهي عقارات تجذب إليها فئات مختلفة من المستأجرين، بما في ذلك البريطانيون أثناء تجهيز عقاراتهم الأصلية.
وهي تنصح بالاتجاه إلى جنوب النهر من أجل الحصول على قيمة أفضل مقابل الإيجارات. وهي مناطق صعبة المواصلات بعض الشيء ولكنها تشتهر بين الشباب وبها الكثير من الخدمات. وهي تصلح أيضا للعائلات حيث تنتشر بها الحدائق والمطاعم والكافيتريات والبوتيكات.
وتبدأ الأسعار في مناطق جنوب النهر من 350 جنيها (525 دولارا) في الأسبوع لشقة من غرفتين في باترسي إلى 1500 - 2500 جنيه (2250 - 3750 دولارا) في الأسبوع لبيت من أربع غرف.
وتقول نيكول راتزكر مديرة قطاع التأجير في شركة أستون تشيس إن أغلى مناطق التأجير في لندن حاليا هي مايفير وبلغرافيا. وتشتهر منطقة مايفير بين الأجانب القادمين إلى لندن، وهي تشتهر بين صغار الأثرياء الذين يريدون البقاء في وسط المدينة بالقرب من مناطق التسوق في الحي الغربي. وتضيف نيكول أن شقة من غرفتين في هذه المنطقة تبدأ بسعر ألف إسترليني (1500 دولار) في الأسبوع.
وفي منطقة بلغرافيا توجد نسبة منازل أكثر من الشقق وتلك تجذب العائلات الأجنبية. وتبدأ إيجارات منازل من أربع غرف في المنطقة من نحو 2500 إسترليني (3750 دولارا) في الأسبوع. وتشرح نيكول أن نوعية المستأجرين تختلف ما بين الزوار والسياح والعاملين في لندن الذين يتم التأجير لهم من طرف شركاتهم.
وهي تشير إلى مناطق جديدة جذابة وتوفر مزايا مقاربة بأسعار ارخص. وتشمل هذه المناطق بريمروز هيل وهامستيد وسان جونز وود، حيث توفر كافة تسهيلات المعيشة بالإضافة إلى شبكة مواصلات جيدة إلى وسط لندن. وتوفر هذه المناطق مناخا هادئا أشبه بالقرى الإنجليزية ولكنها قريبة جدا من وسط العاصمة. وهي مناطق تجذب الكثير من الجنسيات الأجنبية وبعضهم يقيم في لندن بصفة مستديمة ويجذبه إلى المنطقة وجود مدارس متميزة وحدائق شاسعة مثل هامستيد هيث وريجنت بارك. كما تنتشر في شوارع المنطقة المطاعم والبوتيكات الحديثة والمقاهي. وفي أي من هذه المناطق يمكن استئجار شقة مكونة من غرفتين من نحو 500 جنيه (750 دولارا) في الأسبوع، كما يمكن استئجار منزل مكون من أربع غرف بنحو 1500 إسترليني (2250 دولارا) في الأسبوع.
أما نيكولا ميري، مديرة قطاع الإيجار في شركة «كاي أند كو» فتقول لـ«الشرق الأوسط» إن ارخص شقة معروضة للإيجار حاليا في منطقة ماريلبون يصل إيجارها إلى 550 جنيها (825 دولارا) في الأسبوع، بينما يصل الإيجار الأسبوعي لأغلى عقار تعرضه، وهو منزل صغير مكون من غرفتين، إلى 1675 جنيها (2512 دولارا). أما العقارات المنزلية الكبيرة فأرخصها يصل إيجاره الأسبوعي إلى 1200 إسترليني (1800 دولار) وأغلاها يصل إيجاره إلى خمسة آلاف إسترليني (7.5 ألف دولار) في الأسبوع. وهي تقول إن خبرتها في السوق تؤكد أن منطقة ماريلبون تعتبر أنسب وأرخص في الإيجار لأنها تقع على مسافة قريبة من مناطق التسوق وتعتبر من المناطق الراقية في لندن. وهي أيضا منطقة توفر الكثير من أنواع العقارات تناسب كافة الميزانيات.
من المزايا الأخرى التي تذكرها نيكولا لمنطقة ماريلبون أنها قريبة من محطة مترو بيكر ستريت التي يمكن منها ركوب قطارات أنفاق لخمسة خطوط في اتجاهات مختلفة. وهي أيضا قريبة من محطة كنغزكروس التي تضم محطة قطارات يوروستار الأوروبية بالإضافة إلى خط بيكاديلي إلى مطار هيثرو.
وتخدم المنطقة محطات مترو أنفاق أخرى مثل بادينغتون ومحطة قطارات تشيلترن. وفي المنطقة أيضا الكثير من المدارس الجيدة مما يجعلها مرغوبة من العائلات.
ومن ناحية نوعية المعيشة توفر المنطقة شارع رئيسي به الكثير من المتاجر المتنوعة والمطاعم والمقاهي. وهناك منطقة تسوق قريبة اسمها سان كريستوفر بليس كما أن المنطقة قريبة من حي سوهو الصيني وما يشمله من أسواق شعبية ومهرجانات صيفية. ولهذه الأسباب تستمر ماريلبون في جذب المستأجرين من كافة الجنسيات والطبقات.
كادر:
إقبال متزايد على الاستثمار في العقارات لتأجيرها
مع ارتفاع معدلات الإيجار في لندن وضواحيها يقبل عدد متزايد من المستثمرين على شراء العقارات من أجل تأجيرها. وتقول أبحاث شركة «بروبرتي واير» العقارية إن ثلثي أصحاب العقار في بريطانيا يتطلعون لزيادة محافظهم العقارية وشراء المزيد من العقارات لتأجيرها.
ومقابل نسبة 65 في المائة من مالكي العقار قالت إنها تبحث عن عقارات إضافية لشرائها قالت نسبة ثمانية في المائة فقط إنها قد تبيع عقاراتها المعروضة للإيجار. ويشجع سوق الإيجار القوي على المزيد من الاستثمار فيه خصوصا مع تراجع أسعار الفائدة وتأرجح معدلات البورصة.
ويضع هذا الاستثمار العقاري الجديد ضغوطا إضافية على أسعار العقار المرتفعة أصلا. ويعتقد المستثمرون أن نجاح حزب المحافظين في الانتخابات العامة الأخيرة من شأنه إضافة المزيد من القيمة السعرية للعقارات البريطانية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتشجع أيضا أسعار الفائدة المنخفضة قياسية على تمويل شراء العقارات بتكلفة زهيدة. وتختار نسبة متزايدة من المشترين أسعار الفائدة المتغيرة لأنها أرخص من الأسعار الثابتة. ويعتقد كثيرون أن تدني أسعار الفائدة سوف يستمر على الأقل إلى عام 2016.
وتقترض الأغلبية من المستثمرين نسبة أقل من 75 في المائة من قيمة العقار لتمويل استثماراتهم العقارية الإضافية.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»