مع اقتراب الانتخابات... نتنياهو يلملم أطراف معسكره ولبيد يفقد السيطرة

في الوقت الذي نجح فيه رئيس «الليكود»، بنيامين نتنياهو، في لملمة كل أطياف معسكر اليمين تحت كنفه، فقد رئيس الوزراء، يائير لبيد، السيطرة على معسكره. وانضم اثنان من قادة هذا المعسكر الأبرز، وزير المالية أفيغدور ليبرمان، ووزير القضاء غدعون ساعر، إلى الحملة اليمينية المتطرفة ضد نواب «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، وما تطلقه من مواقف منفرة للعرب.
فعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معسكر لبيد لن يستطيع تشكيل حكومة، إلا إذا حظي بتأييد ما من الكتل العربية، سواء من داخل الائتلاف (كما فعلت القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية، بقيادة النائب منصور عباس)، أو من خارج الائتلاف (كما فعلت القائمة المشتركة)، فقد أعلن ليبرمان وساعر عدم استعدادهما لتشكيل حكومة بمشاركة أي من حزبي: أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، وأحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير). وزايدا بذلك على القائد في «الليكود»، نير بركات، رئيس بلدية القدس السابق الذي أعلن أنه سينافس على رئاسة «الليكود» بعد عهد نتنياهو، والذي صرح (الاثنين) بأن «لا مكان في (الكنيست) لأي حزب غير صهيوني. ولذلك فهو يؤيد أن يتم شطب جميع القوائم العربية التي تخوض الانتخابات القادمة».
وكان آخر استطلاع للرأي نشرته القناة الرسمية للتلفزيون (كان 11)، قد أشار إلى أن الانقسام الجديد في صفوف الأحزاب العربية سيؤدي إلى سقوط جميع أحزاب «القائمة المشتركة» (الجبهة، والعربية للتغيير، والتجمع الوطني)، وارتفاع معسكر نتنياهو إلى 62 مقعداً، وبذلك يشكل حكومة. ولكنه أشار أيضاً إلى أنه في حال ارتفاع نسبة التصويت بين العرب، فإن أحد الحزبين سيتجاوز نسبة الحسم، ويصبح للعرب 8 مقاعد، بينما يتساوى المعسكران الإسرائيليان، بقيادة نتنياهو ولبيد، ويكون الحسم بأيدي العرب.
وصرح ليبرمان، في أعقاب ذلك، بأن حزبه لن يشارك أي حزب من «القائمة المشتركة» في حكومة واحدة، وسيتحالف فقط مع «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، بقيادة النائب منصور عباس: «التي أثبتت جدارتها في الائتلاف الحالي». وسئل: «لكن العرب انقسموا وقدموا بذلك هدية لليمين. وبصفتك تقود حزباً يمينياً لبرالياً، ألا تجد كلمة طيبة تقولها لمن يقدم لك هدية؟»، فأجاب: «انقسام العرب لا يهمني، ولن أقبل شراكة مع أيمن عودة والطيبي».
وقال ليبرمان إن كارثة ستحل على إسرائيل في حال عودة نتنياهو إلى الحكم، وإنه مؤمن بأن الانتخابات القادمة في أول نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، ستسفر عن تشكيل حكومة برئاسة لبيد يكون فيها أحد الأحزاب المتحالفة حالياً مع نتنياهو. وأضاف: «حتى في (الليكود)، بدأنا نلمس تمرداً على نتنياهو. باتوا يشعرون بأنه يضعهم في قفص صدئ، ولن يسمحوا له هذه المرة بدفع إسرائيل إلى انتخابات إضافية».
ورد رئيس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، أريه درعي، على ليبرمان، قائلاً: «هذا الرجل يعيش في أوهام. لا يوجد حزب في معسكر نتنياهو يقبل التحالف معه. إنه كسر كل القوالب معنا. نحن نرى فيه عنواناً لنشر الكراهية بين اليهود عموماً وضد المتدينين بشكل خاص. السياسيون الذين بلا كرامة ومعدومو الأخلاق فقط، يمكن أن يقبلوا مسامحة ليبرمان على جرائمه بحقنا. أما نحن فلا نغفر له ولا نسامحه».
يذكر أن الخبراء السياسيين في إسرائيل يشيرون إلى أن توازن القوى السياسية، قد بدأ لأول مرة في السنوات الأربع الأخيرة لمصلحة بنيامين نتنياهو. ويقولون إن نتنياهو نجح في لملمة أطراف معسكره بشكل مثير، والحفاظ على هذا المعسكر قوياً ومتماسكاً، طيلة خمس معارك انتخابية، وفي المعركة الأخيرة بدأ يقطف الثمار ويعزز قوة المعسكر. بينما في المقابل يفقد لبيد السيطرة ويتردد في التعامل الإيجابي مع حلفائه العرب، خوفاً من انتقادات اليمين، ويترك أحزاب معسكره تخوض الانتخابات بقوائم مستقلة ومفتتة، بحيث يوجد خطر سقوط عديد منها. ويؤكدون أن لبيد يركز نشاطاته خارج البلاد رئيساً للحكومة ويهمل الساحة الداخلية، وهذه ليست صفات ملائمة لمن يريد أن يفوز في معركة شرسة على رئاسة الحكومة.