تقرير: تشارلز أخطر هاري بوفاة الملكة قبل 5 دقائق فقط من الإعلان الرسمي

الملك تشارلز الثالث ونجله هاري أثناء سيرهما خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
الملك تشارلز الثالث ونجله هاري أثناء سيرهما خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
TT

تقرير: تشارلز أخطر هاري بوفاة الملكة قبل 5 دقائق فقط من الإعلان الرسمي

الملك تشارلز الثالث ونجله هاري أثناء سيرهما خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)
الملك تشارلز الثالث ونجله هاري أثناء سيرهما خلف نعش الملكة إليزابيث الثانية (أ.ف.ب)

قال تقرير صحافي إن الملك تشارلز الثالث أخطر نجله الأمير هاري بوفاة الملكة إليزابيث الثانية قبل خمس دقائق فقط من الإعلان الرسمي.
ووفقاً للتقرير الذي كتبته فيكتوريا وارد، المراسلة الملكية لصحيفة «ديلي تلغراف»، أمس (الأحد)، فإن هذا التصرف يشير إلى استمرار توتر العلاقات بين هاري وعائلته، رغم محاولات العائلة المالكة إخفاء هذا الأمر.
وإذا كان هذا الادعاء دقيقاً، فهذا يعني أن رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، علمت بوفاة الملكة قبل ساعتين على الأقل من علم هاري بالأمر.
وقالت وارد إنه رغم أن وسائل الإعلام ذكرت أن الملك تشارلز اتصل بأبنائه وطلب منهم الذهاب إلى قصر بالمورال الملكي بأسكوتلندا لرؤية الملكة، صباح يوم الخميس الذي توفيت فيه، فقد «تلقى الأمير ويليام هذه المكالمة قبل شقيقه هاري بساعات».

وأشارت وارد إلى أن هاري لم تتم دعوته للانضمام إلى رحلة سلاح الجو الملكي البريطاني التي نقلت ويليام والأمير أندرو والأمير إدوارد وزوجته صوفي إلى أسكوتلندا، قائلة إن مساعديه كافحوا من أجل حجز الطائرة الخاصة التي أقلعت به من مطار لوتون الساعة 5:35 مساءً، أي بعد نحو ساعة من إبلاغ تراس بوفاة الملكة.
وأضافت المراسلة الصحافية أن تشارلز اتصل بهاري على متن طائرته الخاصة ليخبره بوفاة الملكة قبل إصدار البيان الرسمي بخمس دقائق فقط.
وهبطت طائرة هاري بعد 16 دقيقة من الإعلان الرسمي، وفقاً لوارد.
ولفت تقرير «ديلي تلغراف» أيضاً إلى أن هاري لم ير والده أو أخيه مساء الخميس بعد وصوله إلى أسكوتلندا، حيث ذهب الاثنان لحضور مأدبة عشاء خاصة في منزل تشارلز في بالمورال، في حين تناول هاري الطعام مع الأمير أندرو والأمير إدوارد والأميرة آن، أبناء الملكة الراحلة.
وقال التقرير أيضاً إن هاري صُدم بشدة حين لاحظ أن الزي العسكري الذي أُعطي له لارتدائه خلال وقفة صامتة إلى جوار نعش الملكة، لم يكن مزيناً بشفرة «EIIR» الملكية الخاصة بالملكة الراحلة، والتي توضع للأشخاص الذين خدموا الملكية بإخلاص.

وقال مصدر عسكري لموقع «ديلي بيست» الأميركي إن هذا التصرف يعتبر «ازدراء لهاري»، مشيراً إلى أن زي الأمير أندرو كان مزيناً بالشفرة رغم أنه لم يعد أيضاً عضواً عاملاً في العائلة المالكة، بعد أن تخلى عن واجباته العامة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وسط رد الفعل العنيف على صداقته مع الملياردير الراحل جيفري إبستين الذي اتهم بارتكاب جرائم جنسية بحق قاصرات.
وتنحى الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل عن واجباتهما الملكية في أوائل عام 2020 وانتقلا للعيش في كاليفورنيا. ومنذ ذلك الحين، توترت علاقتهما بالعائلة المالكة بعد إطلاقهما تصريحات مثيرة للجدل وجّها فيها انتقادات إلى العائلة، أشهرها المقابلة التي قاما بإجرائها في مارس (آذار) 2021 مع مقدمة البرامج التلفزيونية الأميركية أوبرا وينفري.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».