ميليشيا صومالية تقطع رؤوس مقاتلين من «الشباب» بعد معارك ضارية

الصومال تعاني من أسوأ حالة جفاف منذ 40 عاماً (أ.ف.ب)
الصومال تعاني من أسوأ حالة جفاف منذ 40 عاماً (أ.ف.ب)
TT

ميليشيا صومالية تقطع رؤوس مقاتلين من «الشباب» بعد معارك ضارية

الصومال تعاني من أسوأ حالة جفاف منذ 40 عاماً (أ.ف.ب)
الصومال تعاني من أسوأ حالة جفاف منذ 40 عاماً (أ.ف.ب)

قال 3 شهود، اليوم (الأحد)، إن ميليشيا صومالية متحالفة مع الحكومة قتلت ما لا يقل عن 45 من مقاتلي «حركة الشباب» وقطعت رؤوس بعضهم، في ظل حمل المواطنين بمناطق وسط البلاد السلاح على نحو متزايد في وجه المسلحين. وجاء قطع الرؤوس، أمس (السبت)، في أعقاب معركة بإقليم هيران بولاية هيرشبيلي حيث اندلع قتال كبير هذا الشهر بين «الشباب» والميليشيات التي توسعت في الآونة الأخيرة والمتحالفة مع الحكومة الاتحادية.
تقاتل «الشباب»، وهي جماعة متطرفة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، الحكومة المركزية الضعيفة في الصومال منذ عام 2006.
ويقول سكان إن «الشباب» زادت من عمليات إضرام النيران في المنازل وتدمير الآبار وقطع رؤوس المدنيين في إقليم هيران، وتطالب السكان فضلاً عن ذلك بدفع ضرائب وسط أسوأ حالة جفاف منذ 40 عاماً، مما دفع بمزيد من السكان إلى حمل السلاح. وقال أحمد عبد الله؛ وهو من شيوخ العشائر في هيران: «(الشباب) ليست قوية. إنها تحرق الناس وتقطع رؤوسهم وتُلقي بها في الشوارع للترويع؛ لا أكثر». وأضاف لوكالة «رويترز»: «الآن نفعل الشيء ذاته... أمرنا بقطع رؤوس مقاتلي (الشباب)».
وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على نطاق واسع عبر تطبيق «تلغرام» ما لا يقل عن جثتين مقطوعتي الرأس لمن يُزعم أنهم مقاتلون من «الشباب» وعشرات الجثث الأخرى في زي موحد وأوشحة باللونين الأحمر والأبيض. وبدا أن بعض القتلى سقطوا خلال معركة.
ولم تتمكن الوكالة من التحقق بشكل مستقل من صحة المقاطع المصورة، لكن 3 شهود على قطع الرؤوس أكدوا صحة الواقعة. وقال 7 آخرون من السكان، بينهم عبد الله، إن أفراداً من أسرهم كانوا حاضرين وأكدوا سقوط القتلى.
وطلب الشهود الثلاثة عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية. وقالت حليمة إسماعيل؛ وهي من سكان الإقليم: «(الشباب) جعلونا في جحيم... لذلك قرر أهلنا تحرير أنفسهم... ابنتي تقاتل أيضاً على خط المواجهة وهي تحمل بندقية كلاشنيكوف على كتفها».
ولم يرد وزير الداخلية الصومالي، أحمد معلم فقي، على طلبات للتعليق، كما لم يتسن الاتصال بمتحدث باسم «حركة الشباب» للتعليق. وقال حسان فرح، وهو من شيوخ العشائر، للوكالة إن المقاتلين استعادوا 10 قرى من «الشباب» في الأسابيع الماضية. كما حمل سكان ولاية جلمدج المجاورة السلاح. وقال أحمد شيري وزير الإعلام في جلمدج: «هذا الأسبوع استعدنا 9 قرى». وأضاف: «إنها ثورة كبيرة في ولاية جلمدج». وقالت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية إن الحكومة الاتحادية أرسلت أمس قوات لدعم مقاتلي جلمدج.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.