دليل جديد على عمليات «بتر الأطراف» عند الفراعنة

عُثر عليه في مقبرة بمدينة أسوان

العظمة محور الدراسة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)
مدخل المقبرة التي اكتشفت فيها العظمة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)
العظمة محور الدراسة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة») مدخل المقبرة التي اكتشفت فيها العظمة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)
TT
20

دليل جديد على عمليات «بتر الأطراف» عند الفراعنة

العظمة محور الدراسة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)
مدخل المقبرة التي اكتشفت فيها العظمة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)
العظمة محور الدراسة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة») مدخل المقبرة التي اكتشفت فيها العظمة (دورية «المعهد البريطاني للأشعة»)

رغم عدم وصف «بتر الأطراف» كإجراء جراحي، في البرديات الطبية، إلا أن هناك أدلة أثبتتها العديد من الدراسات على استخدام الفراعنة لهذا الإجراء، وكان الباحثون بجامعة ميلانو الإيطالية على موعد مع دليل جديد، مصدره مقبرة فرعونية، تم اكتشافها أخيراً في مدينة أسوان (جنوب مصر) على الضفة الغربية لنهر النيل حول ضريح «الآغا خان» الثالث.
وعثر الباحثون في المقبرة على حوالي 45 مومياء، إلى جانب أكثر من أربعمائة من العظام المختلطة، وتم إجراء التحليلات الشعاعية مباشرة في الموقع بالقرب من المقبرة باستخدام جهاز رقمي محمول.
ومن بين العظام المختلطة، وجد الباحثون عظمة فخذ أيمن مع دليل على انقطاع العظمة في المنتصف ووجود تكوين مؤقت من أرومة ليفية وأرومة غضروفية عند الجذع المكسور، تسمى «دشبذ»، وتتكون أثناء محاولة العظم الالتئام ذاتيا، مع غشاء ليفي يغطي الطبقة الخارجية يعرف باسم «السمحاق»، وكشفت هذه المؤشرات على وجود فرضية أنواع معينة من البتر، وتم الكشف عن هذه النتيجة في دراسة تم نشرها في العدد الأخير من دورية «المعهد البريطاني للأشعة».

وقال الباحثون إن «الدراسات الإضافية ستوضح بشكل أفضل أسباب الآفة العظمية، والتي قد تكون مرتبطة ببتر نتيجة صدمة حادة شديدة القوة، وفي الوقت الحالي، يعتمد السبب الأكثر احتمالاً على العنف بين الأشخاص، وصدمات العمل العرضية، ومال الباحثون إلى استبعاد احتمال حدوث صدمة عنيفة أثناء القتال العسكري، وذلك بعد أن كشفت التحليلات الأنثربولوجية أن العظم يخص امرأة، ومع ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال إصابة هذه المرأة أثناء نزاع.
وأوضح الباحثون أن «دراستهم بالإضافة لتقديمها لهذا الاكتشاف، تسلط الضوء على أهمية الأشعة التقليدية، والتي لا تزال قادرة على تقديم نتائج مهمة في مجال علم أمراض الحفريات، وذلك بفضل إمكانية استخدام الأجهزة الإشعاعية المحمولة مباشرة في المواقع الأثرية، وبالتالي التغلب على الصعوبات التقنية في نقل بقايا العظام المحنطة.
وتم الحصول على أول تصوير شعاعي لبقايا مومياء في مصر القديمة بعد 3 أشهر فقط من اكتشاف الأشعة السينية في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 1895 بواسطة المهندس والفيزيائي الألماني فيلهلم كونراد رونتجن، ومنذ ذلك الحين، أدت التطورات الإشعاعية المستمرة إلى دراسة مفصلة وغير جراحية بشكل متزايد للمومياوات، خاصةً منذ إدخال التصوير المقطعي المحوسب في نهاية السبعينيات.



غلاء المعيشة يدفع البريطانيين للتخلي عن حيواناتهم الأليفة

قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)
قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)
TT
20

غلاء المعيشة يدفع البريطانيين للتخلي عن حيواناتهم الأليفة

قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)
قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)

خلال الأعوام الخمسة والعشرين من مسيرتها المهنية في مأوى للحيوانات في لندن، رأت سو باريت كثيراً من الحيوانات، المهجورة بشتّى الوسائل، من بينها مثلاً قطط صغيرة في صناديق، وببغاوات تُركت في الخارج في منتصف الليل، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنّ فريق ملجأ مايهيو، حيث تعمل موظفة استقبال، لم يسبق أن رأى حيوانات مهجورة بالعدد الذي رآه في السنوات الأخيرة.

كايتي إحدى العاملات في ملجأ مايهيو للحيوانات تُطعم قطة (أ.ف.ب)
كايتي إحدى العاملات في ملجأ مايهيو للحيوانات تُطعم قطة (أ.ف.ب)

وقالت مديرة الملجأ الكائن في غرب لندن إلفيرا ميوتشي ليونز إن أصحاب هذه الحيوانات «يشعرون بالحزن والخجل والإحباط لأنهم مضطرون لاتخاذ هذه القرارات».

وأضافت: «يأتون إلينا لأنهم يشعرون بأنه لا خيار لديهم سوى التخلي عن حيواناتهم»، ويعود ذلك في المقام الأول إلى تكلفة المعيشة.

فمن المعروف عن البريطانيين أنهم يحبون الكلاب والقطط. وتشير جمعية منع القسوة على الحيوانات، وهي الأقدم من نوعها في العالم، إلى أن أكثر من نصف السكان البالغين، أي 26 مليون شخص، يحتفظون بحيوان أليف.

إلفيرا ميوتشي ليونز الرئيسة التنفيذية لملجأ مايهيو للحيوانات (أ.ف.ب)
إلفيرا ميوتشي ليونز الرئيسة التنفيذية لملجأ مايهيو للحيوانات (أ.ف.ب)

إلا أن الجمعية سجّلت أكثر من 5700 حالة هجر للحيوانات الأليفة خلال الأشهر القليلة الأولى من سنة 2025، أي بزيادة 32 في المائة عن الفترة نفسها من العام الفائت.

وفي عام 2024، تلقت بلاغات عن نحو 22500 حالة هجر للحيوانات، أي بزيادة 7 في المائة عن عام 2023.

قط يُدعى روميو في ملجأ مايهيو (أ.ف.ب)
قط يُدعى روميو في ملجأ مايهيو (أ.ف.ب)

وتخلى عشرات الآلاف في المملكة المتحدة عن حيواناتهم منذ نهاية جائحة كوفيد وأزمة تكلفة المعيشة. ومنذ مطلع السنة الجارية، استقبل ملجأ مايهيو أكثر من 130 حيواناً.

ولاحظت ميوتشي ليونز أن «وراء كل حيوان يستقبله المأوى قصة إنسانية».

فعلى سبيل المثال، تسلّم المركز كلب البودل الصغير البالغ عاماً واحداً براوني وكلباً آخر من نوع بوكيت بولي يُدعى أسترو بعدما فقد أصحابهما منزلهم بسبب مشاكل مالية.

ولفتت ميوتشي ليونز إلى أن مثل هذه القصص «هي الأكثر إيلاماً»؛ لأن «الحيوانات الأليفة المحبوبة في حاجة لأصحابها أكثر من أي وقت مضى» خلال الأوقات العصيبة.

أحد الموظفين يصطحب الكلب أسترو في نزهة خارج حظيرته في ملجأ مايهيو للحيوانات (أ.ف.ب)
أحد الموظفين يصطحب الكلب أسترو في نزهة خارج حظيرته في ملجأ مايهيو للحيوانات (أ.ف.ب)

مشاكل صحية

وأوضح بعض أصحاب الحيوانات الأليفة أن لديهم خياراً بين أن يأكلوا أو يُطعموها.

ويصل أيضاً عدد متزايد من الحيوانات إلى مايهيو وهي في حالة صحية سيئة؛ لأن أصحابها لا يستطيعون تحمل تكاليف الطبيب البيطري.

ومن الأمثلة على ذلك القط فيليكس البالغ تسع سنوات؛ إذ أتى به أصحابه إلى الملجأ كونهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية البيطرية لأسنانه.

وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، كان لانتهاء جائحة كوفيد-19 تأثير أيضاً على عدد الحيوانات المتروكة.

فقد شهد تبني الحيوانات زيادة خلال مرحلة الإقفال والحجر المنزلي. وما إن توقف العمل بهذه الإجراءات، حتى تخلى كثر عن حيواناتهم، ولا يزال بعضها يُودَع مراكز الإيواء.

تُعتبر بريطانيا من محبي الكلاب والقطط إذ يمتلك نصف سكانها البالغين حيواناً أليفاً (أ.ف.ب)
تُعتبر بريطانيا من محبي الكلاب والقطط إذ يمتلك نصف سكانها البالغين حيواناً أليفاً (أ.ف.ب)

وتبع ذلك ارتفاع معدل التضخم إلى 11.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 40 عاماً، وأدى ذلك إلى ارتفاع حاد في أسعار الأعلاف الحيوانية.

ولمساعدة أصحاب الحيوانات الأليفة المحتاجين، يوفّر مركز مايهيو غذاءً للحيوانات الأليفة وعلاجات وقائية مجانية في عيادته البيطرية.

وشرحت ميوتشي ليونز أنه «لدينا تخمة، ولم نعد قادرين على تلبية الطلب» الكثيف. وأضافت: «إنه لأمرٌ مُحزنٌ كل يوم. عندما نخلد إلى النوم ليلاً، نفكر في الكلاب والقطط التي لا نستطيع مساعدتها».

لكنّ العاملين في المركز لا يزالون متحفزين. والسبب في رأي ميوتشي ليونز: «نحن نرى الفارق الذي نصنعه كل يوم».