وفاة إليزابيث الثانية تهدد مئات الشركات بفقدان علامة الدعم الملكي

الملكة إليزابيث برفقة دوقة كورنوول ودوقة كامبريدج يتفقدن منتجات «فورتنوم ومايسن» بلندن في 1 مارس (آذار) 2021 (غيتي)
الملكة إليزابيث برفقة دوقة كورنوول ودوقة كامبريدج يتفقدن منتجات «فورتنوم ومايسن» بلندن في 1 مارس (آذار) 2021 (غيتي)
TT

وفاة إليزابيث الثانية تهدد مئات الشركات بفقدان علامة الدعم الملكي

الملكة إليزابيث برفقة دوقة كورنوول ودوقة كامبريدج يتفقدن منتجات «فورتنوم ومايسن» بلندن في 1 مارس (آذار) 2021 (غيتي)
الملكة إليزابيث برفقة دوقة كورنوول ودوقة كامبريدج يتفقدن منتجات «فورتنوم ومايسن» بلندن في 1 مارس (آذار) 2021 (غيتي)

تعني وفاة الملكة إليزابيث الثانية أن نحو ستمائة من علاماتها التجارية المفضلة تواجه خطر حرمانها من الدعم الملكي، وبات على هذه الشركات انتظار الحصول على موافقة خلفها الملك تشارلز الثالث.
من شاي «فورتنوم ومايسن»، إلى معاطف «بُربُري» مروراً بشوكولا «كادبيري»، وحتى شركات مصنعة للمكانس اليدوية، علامات تجارية كثيرة تواجه خطر فقدان مكانتها الملكية كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ففي حال لم تحصل الشركات على موافقة الملك الجديد، سيكون أمامها عامان لإزالة الختم الملكي الذي يميزها كجهات موردة مفضلة لدى ملك بريطانيا.
في دوره السابق كأمير لويلز، منح تشارلز ختمه الملكي الخاص لأكثر من 150 علامة تجارية. ويرمز هذا الدعم الملكي قبل كل شيء إلى جودة المنتج.
وقالت رابطة حاملي شهادات الدعم الملكية إن حامليها يحصلون على «الحق في عرض الشعار الملكي المناسب على منتجاتهم، والأغلفة، والقرطاسية، والإعلانات، والمباني والمركبات» التابعة لهم. ولبعض الشركات، يشكل الدعم الملكي وسيلة هامة لتنشيط أعمالها، حتى لو كان من الصعب قياس التأثير الحقيقي على المبيعات.
وكانت «فورتنوم ومايسن» المزود الرسمي للبقالة لدى الملكة إليزابيث الثانية، وتجار الشاي والبقالين لدى أمير ويلز. وقال المتجر الفاخر في لندن: «نحن فخورون بحصولنا على دعم من صاحبة الجلالة منذ عام 1954، وبأننا قدمنا خدماتنا لها وللأسرة الملكية طيلة حياتها».
ولعلامة «فورتنوم ومايسن» التجارية تاريخ طويل من التعاون الوثيق مع العائلة الملكية، إذ ابتكرت شاي «رويال بلند» للملك إدوارد السابع في عام 1902، وكان لدى شركة «توينينغز» أيضاً دعم ملكي كمزود للملكة إليزابيث وأمير ويلز بالشاي والقهوة.
من بين العلامات التجارية الأخرى التي استفادت من ارتباطها بالملكة إليزابيث، كانت علامة «لاونر» التي تفتخر بتزويد الملكة بحقائب اليد منذ عام 1968، فباتت تواجه خطر فقدان الدعم الملكي الثمين.
مع ذلك، كانت سترات «باربور»، الملائمة بشكل خاص للحياة الريفية في الطقس البريطاني، المصنِع الرسمي للملابس الواقية المقاومة للماء لكل من الملكة إليزابيث وابنها الأكبر.
لكن بالنسبة للعلامات التجارية الأقل ارتباطاً بالملكة إليزابيث في أذهان الجمهور، فإن الدعم الملكي هو «قبل كل شيء، اعتراف بالمهارات والتقاليد»، على ما قال كريستيان بورتا، المدير الإداري لتطوير الأعمال العالمية في شركة برنو ريكار لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتتمتع علامات تجارية استهلاكية أيضاً بختم الدعم الملكي، بما في ذلك علامة «هاينز» المعروفة بالكاتشب وعلب الفاصوليا المطبوخة التي يعشقها البريطانيون.
وقال الناطق باسم العلامة التجارية «كيلوغر»، وهي شركة أميركية، في بريطانيا بول ويلر: «من الجيد أن يكون لديك مثل هذه الصلة القوية مع المملكة المتحدة. وأوضح ويلر أن الشركة كانت تزود العائلة الملكية بشكل مستمر خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الذي استمر 70 عاماً. وأضاف: «اعتدنا أن تكون لدينا شاحنة خاصة، تسمى جينيفيف، فقط لتوصيل الحبوب إلى أفراد العائلة الملكية مباشرة من المصنع».
ولا يرتبط الحصول على دعم ملكي بكلفة مالية، ويستمر الموردون في تقديم خدماتهم إلى المانحين على أساس تجاري، بينما يتمتع أفراد العائلة الملكية أيضاً بحرية الاستعانة بخدمات موردين آخرين. وتستمر شهادات الدعم الملكية لخمس سنوات، ولكن تم تشديد معايير التجديد. وقال ويلر: «لا يتعلق الأمر فقط بتقديم خدمة مثالية»، إذ «عليك أن تُظهر أنك صاحب عمل جيد».
نتيجة لذلك، فإن شهادة الدعم الملكي تشكل ضمانة الجودة التي يستخدمها بعض البريطانيين عند اختيار سلعهم وخدماتهم.


مقالات ذات صلة

الأمير أندرو يعود إلى الواجهة... شخص مقرّب منه يشتبه في تجسسه لصالح الصين

أوروبا الأمير أندرو (رويترز)

الأمير أندرو يعود إلى الواجهة... شخص مقرّب منه يشتبه في تجسسه لصالح الصين

تصدّر الأمير أندرو الذي استُبعد من المشهد العام عناوين الأخبار في وسائل الإعلام البريطانية أمس (الجمعة)، على خلفية قربه من رجل أعمال متهم بالتجسس لصالح الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.