أكد مختصون سعوديون لـ«الشرق الأوسط»، أن إدخال الموسيقى ضمن مناهج التعليم العام بات ضرورياً، وسيسهم في رفد الحركة الفنية والثقافية السعودية بأجيال موسيقية وطنية، فضلاً عن تطوير مهارات الأطفال وتعليمهم الانضباط وإكسابهم الثقة بالنفس.
وقال الموسيقي صابر المضحي لـ«الشرق الأوسط»، إن الموسيقى أصبحت أمراً لا غنى عنه في كل المجالات الحياتية، «فنغمة الجوال موسيقى، وجرس التنبيه في الأماكن العامة موسيقى»، مشيراً إلى أن تدريسها بات ضرورة، نظراً لتغير صورة النمطية عنها لدى أفراد المجتمع من كونها تستخدم «للطرب والرقص فقط» إلى وجودها في شتى مجالات الحياة اليومية.
وأضاف المضحي أن الموسيقى تدخل ضمن علوم الرياضيات عبر قياس الأبعاد الموسيقية بين درجاتها وتصويرها من خلال عدة أجناس وأفرع، كما تنمي الحس الموسيقي لدى أذن الإنسان.
وحول انعكاس ذلك على الأجيال القادمة، قال إن «الاهتمام بالموسيقى يؤدي لارتفاع الحس اللحني بين أفراد المجتمع، وتقدم التقنيات الموسيقية المستخدم فيه، وكذلك حفظ الهويات الموسيقية للمجتمع، التي تختلف في كل منطقة عن الأخرى».
من جانبه، أوضح الموسيقي فهد العازم لـ«الشرق الأوسط»، أن تدريس الموسيقى في الصفوف الأولية ورياض الأطفال، سيسهم في تطوير عدة مهارات لدى الأطفال وإكسابهم الثقة بالنفس، ورفع نسبة التركيز لديهم، ومساعدتهم في التعلم بشكل أسرع.
وأشار العازم إلى وجود عدة دراسات علمية، حول دور الموسيقى في تحسين الذاكرة والقوة العقلية لدى الأطفال، وتعزيز العمل الجماعي والمهارات الاتصالية والانضباط لديهم، لافتاً إلى أن الموسيقيين منضبطون للغاية، ويعرفون قيمة الوقت خلال ممارساتهم اليومية، ما يجعلهم منضبطين في كل السبل الأخرى للحياة، وبالتالي يمكن أن يسهموا في تعليم الانضباط للأطفال.
وأضاف العازم أن هذا التوجه سيسهم في رفد الحركة الفنية والثقافية السعودية بأجيال موسيقية وطنية، وتعزيز صناعة الموسيقى في البلاد خلال السنوات المقبلة، وفي توجه الكوادر العالمية الموسيقية للسوق المحلية كسوق ناشئة ومتطورة.
وكان سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى السعودية، قد كشف لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، عن استعانتهم بأربع تجارب دولية للاستفادة منها في إدخال الموسيقى ضمن مناهج التعليم العام في البلاد، مشيراً إلى اطلاعهم على تجارب الكويت والإمارات ومصر ولبنان «لتشابه حالة تلك الدول بالمملكة، ولتقدمها في هذا الجانب».
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة أن تدريس الموسيقى يأتي ضمن الإطار الوطني للثقافة الذي تعمل عليه وزارتا «الثقافة» و«التعليم»، ويتعلق بإدراج جميع الفنون ومن ضمنها الموسيقى في مناهج التعليم العام، مبيناً أن تدريسها سيبدأ بالتدريج من مراحل رياض الأطفال وصفوف التعليم الابتدائية الأولية، وستشمل الانطلاقة جميع المدارس بشكل شمولي، كما سيتم تقديم برامج ودورات تطويرية للمعلمين السعوديين.
ولفت إلى تركيز المناهج على النظريات الموسيقية وفهم الإيقاعات الموسيقية والسلم الموسيقي، على أن تدخل الآلات الموسيقية في مراحل مقبلة من المشروع الذي بدأ في 100 مدرسة خاصة، العام الماضي، دعمتها الهيئة بآلات موسيقية وساعدتها في تطوير المناهج ذات الصلة.
مختصون: تدريس الموسيقى للأطفال يعلمهم الانضباط ويكسبهم الثقة بالنفس
قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنه يحفظ الهوية الموسيقية السعودية
مختصون: تدريس الموسيقى للأطفال يعلمهم الانضباط ويكسبهم الثقة بالنفس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة