هل خاف ترمب بعد اغتيال سليماني؟

ترمب يشارك في مهرجان في بنسلفانيا في 3 سبتمبر الحالي (رويترز)
ترمب يشارك في مهرجان في بنسلفانيا في 3 سبتمبر الحالي (رويترز)
TT

هل خاف ترمب بعد اغتيال سليماني؟

ترمب يشارك في مهرجان في بنسلفانيا في 3 سبتمبر الحالي (رويترز)
ترمب يشارك في مهرجان في بنسلفانيا في 3 سبتمبر الحالي (رويترز)

يروي كتاب جديد سيصدر الأسبوع المقبل، عن فترة حكم الرئيس الأميركي السابق، أن دونالد ترمب أخبر أصدقاءه أنه يخشى أن تحاول إيران اغتياله انتقاماً لقاسم سليماني، وأنه عرض ذات مرة ما اعتبره «صفقة عظيمة»، على ملك الأردن عبد الله الثاني، لـ«السيطرة على الضفة الغربية».
وبحسب الكتاب، الذي هو من تأليف بيتر بيكر، مراسل البيت الأبيض لصحيفة «نيويورك تايمز»، وزوجته سوزان غلاسر، الكاتبة في صحيفة «نيويوركر»، كان هذا العرض من بين «تفاصيل مذهلة» جديدة عن رئاسة ترمب «الفوضوية».
ويضيف أن ترمب الذي لم يكن على دراية بتعقيدات العلاقة بين الأردن وإسرائيل والفلسطينيين، اعتقد أنه سيقدم خدمة لملك الأردن.
وفي فصل آخر، يروي الكتاب أنه في ديسمبر (كانون الأول) 2020، أخبر ترمب أصدقاءه، أنه يخشى أن تحاول إيران اغتياله انتقاماً لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة قبل ما يقرب من عام.
ويعرض مؤلفا الكتاب، بيكر وغلاسر، سياسة ترمب تجاه إيران، من المحادثات بشأن الاتفاق النووي الموقع في عهد باراك أوباما إلى الانسحاب الأميركي منه في مايو (أيار) 2018، ولحظة موافقة ترمب في يونيو (حزيران) 2019 على توجيه ضربات جوية ضد إيران، رداً على إسقاطها طائرة أميركية مسيرة، لكنه عاد وألغاها في اللحظة الأخيرة.
وبحسب الكتاب، قال ترمب حينها: «فكرت في الأمر لثانية وقلت، أتعلمون، لقد أسقطوا طائرة بدون طيار... وها نحن نجلس مع 150 قتيلاً، ربما كانوا سيسقطون في غضون نصف ساعة من اتخاذي القرار... لم يعجبني ذلك... لا أعتقد أنه كان سيكون أمراً متناسباً».
وبحسب الكتاب، فقد اتضح لاحقاً أن تاكر كارلسون، مقدم البرامج على محطة «فوكس نيوز»، كان من بين أولئك الذين نصحوا ترمب بعدم إصدار الأمر بشن الضربات على إيران. وبعد ستة أشهر، أي في 3 يناير (كانون الثاني) 2020، سمح ترمب بالغارة على سليماني، قائد فيلق القدس، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية في أبريل (نيسان) 2019، أثناء مغادرته مطار بغداد.
وقتل معه مسؤولون من الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في الضربة التي نفذتها طائرة من دون طيار من طراز «إم كيو - 9 رابتور». وقالت وزارة الدفاع الأميركية في ذلك الوقت، إن سليماني كان «يطور بنشاط خططاً لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة». وتفاخر ترمب بالضربة، وقال في تجمع حاشد في توليدو بولاية أوهايو: «أوقفناه بسرعة وانتهى به الأمر ميتاً. لقد كان رجلاً سيئاً. لقد كان إرهابياً متعطشاً للدماء، ولم يعد كذلك. هو ميت».
لكن، وفقاً للكتاب، وبعد أقل من عام، على الأقل في السر، لم يكن ترمب متفائلاً تماما. وجاء ذلك بعدما غرد المرشد الإيراني علي خامنئي، في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2020، قائلاً: «يجب معاقبة أولئك الذين أمروا بقتل الجنرال سليماني وكذلك أولئك الذين نفذوا ذلك. هذا الانتقام سيحدث بالتأكيد في الوقت المناسب».
وأفاد الكتاب أن ترمب ومستشاريه فكروا في توجيه ضربات جديدة، لكنهم تراجعوا لأن نهاية فترة ترمب في السلطة كانت قريبة جداً. ويضيف المؤلفان، «أخبر ترمب العديد من أصدقائه في فلوريدا أنه يخشى أن تحاول إيران اغتياله، لذلك اضطر للعودة إلى واشنطن حيث سيكون أكثر أمانا، وهذا ما حصل».
يقول المؤلفان إن كتابهما يستند إلى تقارير متاحة، «بالإضافة إلى حوالي 300 مقابلة أصلية أجريت حصرياً لهذا الكتاب». وأضافا: «حصلنا على مذكرات خاصة ومذكرات وملاحظات معاصرة ورسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية ووثائق أخرى تلقي ضوءا جديدا على فترة ترمب في منصبه». كما أجريا مقابلتين مع ترمب في منزله في مارالاغو بفلوريدا.
ومن بين المواضيع التي تحدث عنها الكتاب، تركيز ترمب المتزايد على مهاجمة خصومه، والقلق المتزايد بين كبار المسؤولين في إدارته، من أنه يجب عليهم «منع خروج ترمب عن القانون ومطالبه غير المنتظمة».
ووفقاً للكتاب، كان العديد من كبار المسؤولين «على وشك الاستقالة بشكل جماعي»، مستشهداً برسالة «مشفرة» لوزيرة الأمن الداخلي آنذاك، كيرستين نيلسن، في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، إلى أحد كبار مساعديها. وكتبت نيلسن أن رئيس أركان البيت الأبيض جون كيلي ووزير الدفاع جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، ووزيرة التعليم بيتسي ديفوس ووزير الداخلية ريان زينكي، كانوا «جميعهم» يريدون الاستقالة.
ويضيف الكتاب، أن نيلسن نفسها وأليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، اتفقا على أنهما سيستقيلان احتجاجاً «إذا استأنف ترمب تطبيق سياسة فصل الأسر على الحدود». وفي خريف 2018، كتبت نيلسن إلى أحد مساعديها، «تم التخلص من الجنون». وفي نهاية المطاف، ترك هؤلاء المسؤولون إدارة ترمب، على خلفية قضايا خلافية متعددة.
وفي مقتطف آخر من الكتاب، نشر الشهر الماضي في «نيويوركر»، أن ترمب أخبر ذات مرة أحد كبار المستشارين أنه يريد جنرالات «مخلصين تماماً». واشتكى ترمب لجون كيلي قائلاً: «لماذا لا يمكنك أن تكون مثل الجنرالات الألمان؟»، وعندما سأله كيلي عن الجنرالات الذين يقصدهم، أجاب ترمب: «الجنرالات الألمان في الحرب العالمية الثانية».
وبحسب الكتاب، رد كيلي قائلا: «هل تعلم أنهم حاولوا قتل (أدولف) هتلر ثلاث مرات؟» لكن ترمب لم يصدقه وقال: «لا، لا، لا، لقد كانوا مخلصين له تماماً».
كما نقل الكتاب عن زوجة ترمب، ميلانيا، مخاوفها العميقة بشأن تعامل زوجها، مع فيروس كورونا. وقال إنها تحدثت مباشرة إلى ترمب في الأيام الأولى للوباء، وإنها روت تلك المحادثة لاحقاً للحاكم الجمهوري لولاية نيوجيرزي، كريس كريستي، الذي كان يسدي النصح لترمب بشكل روتيني.
وقالت ميلانيا لترمب: «سيكون الأمر سيئاً حقاً، وعليك أن تأخذ الأمر على محمل الجد أكثر مما تأخذه». لكن ترمب رفض نصيحتها فوراً وقال لها: «أنت قلقة للغاية».


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، شن ضربات استباقية على المنشآت النووية الإيرانية من بين الخيارات لردع قدرة إيران على تطوير أسلحة الدمار الشامل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

كشفت موسكو عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.