في الوقت الذي اعتبرت موسكو أن قيام واشنطن بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى «خط أحمر» لن تسمح بتجاوزه، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس (الخميس)، أن الولايات المتحدة تستعد لإرسال حزمة أخرى من المساعدات الأمنية إلى أوكرانيا، إلا أنه أحجم خلال مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في إفادة صحافية، إن روسيا «تحتفظ بحق الدفاع عن أراضيها» إذا قررت الولايات المتحدة إرسال صواريخ أميركية أبعد مدى، مضيفة أنها أي واشنطن فإنها ستتجاوز «الخط الأحمر» وتصبح «طرفاً في الصراع».
وزودت واشنطن أوكرانيا بصواريخ متطورة يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل لثمانين كيلومتراً، بينما تحجم حتى الآن عن الإعلان صراحة أنها سترسل صواريخ يتجاوز مداها مثلي هذا المدى. ويقول مسؤولون أميركيون إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام الصواريخ الأميركية لضرب الأراضي الروسية.
وحذر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف من أن إمداد كييف بصواريخ أميركية مداها 300 كيلومتر، سيعني انخراط الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا. وأضاف أنه إذا حصلت كييف على مثل هذه الأسلحة من الولايات المتحدة، فإن «المدن الروسية الكبرى والبنية التحتية الصناعية وقطاع النقل في روسيا، ستتعرض لتهديد مباشر»، بحسب قناة «آر تي» الروسية. وأكد أن «مثل هذا السيناريو سيعني انخراطاً مباشراً للولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع روسيا»، وأن القوات الأوكرانية «تنتهك باستمرار قواعد القانون الإنساني حتى في الأراضي التي تعتبرها كييف جزءاً من أوكرانيا». وقال: «يتم قصف مدن دونباس، ويقتل الأبرياء... انظروا إلى الرموز النازية على المعدات العسكرية الأوكرانية. من المؤكد أنهم سيستخدمون هذه الصواريخ دون أي تردد ضد بلادنا».
وتطالب أوكرانيا وتتسلم بالفعل كميات كبيرة من الأسلحة من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين لدعمها في مقاومة القوات المسلحة الروسية. وطالب رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك أيضاً من الحكومة الاتحادية الألمانية القيام بدور ريادي في توريد دبابات قتالية لألمانيا في مستهل زيارته لألمانيا. في وقت متأخر من مساء الأربعاء بعد وصوله للعاصمة الألمانية قال ستيفانتشوك: «يجب أن ترقى ألمانيا لمستوى دورها الريادي وتكون أول بلد يورد دبابات قتالية (لأوكرانيا)»، وتابع: «بلد مثل ألمانيا لا ينتظر ما يفعله الآخرون».
لكن المستشار الألماني أولاف شولتس أكد أكثر من مرة أنه لا يعتزم القيام بإجراءات أحادية الجانب فيما يتعلق بتوريدات الأسلحة. وحتى الآن لم تورد أي دولة تابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» دبابات قتالية غربية الصنع إلى أوكرانيا. وتطالب الحكومة الأوكرانية بتوريد دبابات إليها مثل الدبابات الألمانية من طراز «ليوبارد2» بشكل أكثر إلحاحاً منذ تحقيقها أوجه نجاح عسكرية في استعادة مناطق كانت قد وقعت تحت سيطرة القوات الروسية.
وقال ستيفانتشوك: «الجيش الأوكراني استعاد منطقة بحجم 6000 كيلومتر مربع. إننا نرى أن أوجه النجاح هذه تلهم دولاً أخرى، وأنها تلهم العالم... إنها تحث رؤساء حكومات دول أخرى على وضع أوكرانيا على رأس قائمة أولوياتها من جديد وأن تواصل مساعدتها».
صرح رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفرد فيبر بأنه يرى أنه يتعين على ألمانيا تمهيد الطريق أمام توريد دبابات قتالية لأوكرانيا. وقال فيبر، وهو سياسي ألماني ينتمي للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية في تصريحات نشرت الخميس: «هذا يمكن أن يختصر الحرب ويحد من أوجه الدمار ومن كثير من المعاناة»، مؤكداً أنه يجب ألا تنتظر برلين شركاء حلف شمال الأطلسي «ناتو» في هذا الشأن. وتابع فيبر: «الحكومة الاتحادية مطالبة بتولي دور ريادي في أوروبا وفي أي اتحاد دفاعي أوروبي مستقبلي. لذا يتعين عليها المضي قدماً في ذلك»، وأشار إلى أن الجيش الأوكراني يُظهر أنه يمكنه كسب الحرب ضد روسيا من خلال المساعدة الصحيحة.
يشار إلى أن رئيس البرلمان الأوكراني سيشارك هذه المرة في برلين بمؤتمر البرلمانيين لدول مجموعة السبع «جي7». وتتولى ألمانيا حالياً رئاسة هذه المجموعة. وأبرز المشاركين في المؤتمر هي رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.
روسيا تحذر الولايات المتحدة من إرسال صواريخ أميركية أبعد مدى لكييف
اعتبرت أي خطوة في هذا الاتجاه تجاوزاً لـ«الخط الأحمر» وتضع واشنطن «طرفاً في النزاع
روسيا تحذر الولايات المتحدة من إرسال صواريخ أميركية أبعد مدى لكييف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة