زيلينسكي يطلب من الأمم المتحدة مخاطبة قادة العالم عبر فيديو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يطلب من الأمم المتحدة مخاطبة قادة العالم عبر فيديو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

تبحث الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة اقتراحاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمخاطبة الاجتماع السنوي لزعماء العالم الأسبوع المقبل عبر مقطع فيديو مسجل مسبقاً، وفقاً لوكالة «رويترز».
ويتوقع الدبلوماسيون أن تدعو روسيا إلى التصويت على القرار المقترح، الذي صاغته أوكرانيا. وقال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمس (الأربعاء) إن بلاده تعارض السماح لزيلينسكي بالتحدث عبر مقطع مصور.
وقال نيبينزيا للصحافيين: «زيلينسكي يسافر على أكمل وجه إلى جميع أنحاء البلاد... لكنه لا يستطيع المجيء إلى هنا. وإذا لم يكن بوسعك الحضور، فهذا يعني أن ترسل ممثلاً عنك للتحدث في الجمعية العامة».
وفي مذكرة اطلعت عليها «رويترز» إلى الدول الأعضاء في الجمعية العامة وعددها 193 دولة، قالت بعثة كييف في الأمم المتحدة إن زيلينسكي «لا يمكنه المشاركة شخصياً في اجتماعات الجمعية العامة بسبب العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا».

ومن المقرر حالياً أن يلقي كلمة أمام التجمع رفيع المستوى يوم الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وينص مشروع القرار الذي سيتم النظر فيه يوم الجمعة على أن الأمر لن يشكل «سابقة بالنسبة للمناقشات العامة المستقبلية والاجتماعات رفيعة المستوى المقررة... في الأسابيع المقبلة».
وسُمح لقادة العالم في العامين الماضيين بتقديم بيانات مصورة بسبب جائحة «كوفيد - 19»، لكن من المتوقع أن يسافروا هذا العام إلى نيويورك للتحدث في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال أسبوع من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، صوت ما يقرب من ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة لصالح توبيخ موسكو ومطالبتها بسحب قواتها. وبعد ثلاثة أسابيع أدانت الدول روسيا مجدداً بأغلبية ساحقة لتسببها في وضع إنساني مروع.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.