الأسواق تحاول الخروج من «فخ الفائدة»

عقب أسوأ جلسة لـ«وول ستريت» في عامين

تحسنت المؤشرات في وول ستريت أمس بعد أسوأ جلسة من نوعها منذ عامين (رويترز)
تحسنت المؤشرات في وول ستريت أمس بعد أسوأ جلسة من نوعها منذ عامين (رويترز)
TT

الأسواق تحاول الخروج من «فخ الفائدة»

تحسنت المؤشرات في وول ستريت أمس بعد أسوأ جلسة من نوعها منذ عامين (رويترز)
تحسنت المؤشرات في وول ستريت أمس بعد أسوأ جلسة من نوعها منذ عامين (رويترز)

فتحت مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع يوم الأربعاء بعد عمليات بيع سريعة في الجلسة السابقة مدفوعة ببيانات تضخم مرتفعة، أثارت مخاوف بشأن إلى أي مدى سيرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، وإلى متى ستدوم هذه السياسة النقدية المتشددة؟
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 36.05 نقطة، أي 0.12 في المائة، عند الفتح إلى 31141.02 نقطة. وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 8.04 نقطة، أي 0.20 في المائة، إلى 3940.73 نقطة. بينما زاد المؤشر ناسداك المجمع 46.83 نقطة، أي 0.40 في المائة، إلى 11680.41 نقطة.
وسجلت وول ستريت يوم الثلاثاء أكبر خسارة لها منذ عامين بعد أن أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي ارتفاع التضخم في أغسطس (آب) بنسبة 0.1 في المائة على الرغم من التوقعات بانخفاضه، ومن المرتقب أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس لثالث مرة يوم الأربعاء المقبل.
وفي أوروبا، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة بحلول الساعة 0714 بتوقيت غرينتش، وتراجع مؤشر أسهم قطاع التكنولوجيا 0.4 في المائة. وصعد مؤشر قطاع البنوك 0.1 في المائة. وقفز مؤشر شركات التجزئة 2.3 في المائة وكان القطاع الأكثر ارتفاعاً بعد صعود سهم «إنديتكس» الإسبانية المالكة للعلامة التجارية «زارا» خمسة في المائة. وارتفع المؤشر الإسباني 0.3 في المائة وكان ضمن بضعة مؤشرات صاعدة في أوروبا.
وأعلنت إنديتكس تسجيل قفزة بنسبة 24.5 في المائة في مبيعات ستة أشهر وارتفاع الأرباح على أساس سنوي لتنهي شهر يوليو (تموز) على ارتفاع قوي قبل بدء ضعف الطلب على الملابس الشهر الماضي بسبب زيادة التضخم.
وبدورها، تعرضت الأسهم اليابانية لأكبر هبوط لها منذ ثلاثة أشهر يوم الأربعاء مقتفية أثر خسائر وول ستريت خلال الليلة السابقة، في حين أثرت تقارير حول نية بنك اليابان المركزي على ما يبدو التدخل في سوق العملات على المعنويات.
وانخفض المؤشر نيكي 2.95 في المائة بعد فترة وجيزة من الفتح وأغلق على تراجع بواقع 2.78 في المائة عند 27818 نقطة، بعد أن ذكرت صحيفة «نيكي»، أن بنك اليابان المركزي أجرى فحصاً لسعر الفائدة في تمهيد واضح للتدخل في سوق العملات وسط انخفاضات حادة في قيمة الين. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً على انخفاض 1.97 في المائة في أسوأ يوم له منذ 13 يونيو (حزيران).
وقادت أسهم التكنولوجيا الخسائر على المؤشر نيكي؛ إذ تراجعت 2.59 في المائة بعد أن هبط مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات 6.18 في المائة خلال الليل. ونزل سهم مجموعة «سوفت بنك» 4.38 في المائة وكذلك سهم «طوكيو إلكترون» لمعدات صناعة الرقائق 3.69 في المائة. ومن بين 225 سهماً على المؤشر نيكي، تكبد 208 خسائر وزاد 46 واستقر اثنان دون تغيير يذكر.
من جانبها، تراجعت أسعار الذهب إلى ما دون 1700 دولار للأوقية بعد أن أغلق منخفضاً بأكبر مستوى في شهرين في أعقاب بيانات التضخم الأميركية الأعلى من المتوقع. وأغلقت السبائك على انخفاض بنسبة 1.3 في المائة يوم الثلاثاء بعد صدور أرقام مؤشر أسعار المستهلكين، بعد أن كانت في اتجاه تصاعدي هذا الشهر قبل أن تفاجئ بيانات التضخم الأسواق، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وانخفض الذهب دون مستوى 1700 دولار للأوقية وقد اعتبره بعض محللي السوق كأرضية لسعر الذهب حتى الآن هذا الشهر. وقد تتعرض هذه العتبة للتهديد لأن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين سيبقي مجلس الفيدرالي على مسار متشدد قبل اجتماعه الأسبوع المقبل. وتميل أسعار الفائدة الأعلى إلى التأثير على السبائك غير الحاملة للفائدة.


مقالات ذات صلة

علوم أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

عبر توظيف أجهزة الاستشعار البيئية ومسح العين ومقاييس الاكتئاب والعلامات البيولوجية.

د. وفا جاسم الرجب
علوم «جي بي تي» يصمم مواقع ويب جذابة... وخادعة

«جي بي تي» يصمم مواقع ويب جذابة... وخادعة

تحذيرات أكاديمية من وضع تصميمات دون التفكير في العواقب المحتملة.

كريس ستوكل - والكر (واشنطن)
الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
TT

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)
سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام، وفقاً لما أفاد به مختصون في الصناعة ومحللون.

ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي، بلغ 2790.15 دولار للأونصة في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها تراجعت بنحو 4 في المائة حتى الآن في نوفمبر (تشرين الثاني)، متأثرة بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لمصفاة «أرغور-هيريوس» السويسرية، روبن كولفينباخ، في تصريح لـ«رويترز»: «لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الطلب الفعلي منذ أكتوبر، خصوصاً بعد الانخفاض الحاد في الأسعار في نوفمبر، ما أدى إلى تغيير في معنويات السوق».

وقد عزّزت التوقعات التي قدّمها بعض المحللين بأن الذهب قد يصل إلى 3000 دولار، ما جعل بعض أجزاء السوق يشير إلى أن الأسعار، حتى إذا تجاوزت 2700 دولار، لم تعد مرتفعة بشكل مفرط.

وأضاف كولفينباخ: «لقد ارتفع الطلب بشكل كبير على المنتجات المسكوكة، التي يستهلكها المستثمرون الأفراد بشكل رئيس، لكننا لاحظنا أيضاً زيادة في طلبات الإنتاج للذهب الفعلي من المستثمرين المؤسساتيين».

وفي الأسواق الحسّاسة للأسعار مثل الهند، كان المستهلكون يواجهون صعوبة في التكيّف مع ارتفاع أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة حتى بدأ السعر يتراجع.

ومن المرجح أن يستمر هذا الارتفاع في الطلب في الهند -ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، ومن أكبر مستورديه- في ديسمبر (كانون الأول) إذا استقرت الأسعار حول مستوى 2620 دولاراً، وفق ما أفاد رئيس قسم السبائك في بنك خاص لاستيراد الذهب في مومباي.

وقال: «لقد شهد المستهلكون ارتفاع الذهب إلى نحو 2790 دولاراً؛ لذا فهم مرتاحون نفسياً مع السعر الحالي». وأضاف: «المطلب الوحيد أن تظل الأسعار مستقرة. التقلبات السعرية تزعج المشترين، وتجعلهم ينتظرون اتجاهاً واضحاً».

ورغم أن الطلب في الصين أقل حيوية وأكثر تنوعاً في جنوب شرقي آسيا، قالت المحللة في «ستون إكس»، رونيا أوكونيل، إن هناك عدداً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين كانوا ينتظرون تصحيحاً مناسباً.

وأوضحت: «انخفضت الأسعار بعد الانتخابات، ما فتح المجال لبعض المستثمرين للاستفادة من الفرصة».