كيف استحوذ برنامج «فوتبول إيطاليا» على قلوب الملايين؟

البرنامج الأيقوني أتاح لعشاق كرة القدم في بريطانيا متابعة أجمل الدوريات الأوروبية قبل 30 عاماً

لقطة من الدوري الإيطالي بين ميلان ويوفنتوس عام 1986 (غيتي)
لقطة من الدوري الإيطالي بين ميلان ويوفنتوس عام 1986 (غيتي)
TT

كيف استحوذ برنامج «فوتبول إيطاليا» على قلوب الملايين؟

لقطة من الدوري الإيطالي بين ميلان ويوفنتوس عام 1986 (غيتي)
لقطة من الدوري الإيطالي بين ميلان ويوفنتوس عام 1986 (غيتي)

«مرحباً بكم في الدوري الإيطالي الممتاز - أعظم دوري في العالم». بهذه الكلمات، بدأ الراحل كينيث ولستنهولمي حقبة جديدة أصبحت فيها مباريات الدوري الإيطالي الممتاز موجودة في غرف المعيشة بكل منزل من منازل المملكة المتحدة. وقبل ذلك بأسابيع قليلة كانت تغطية مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي كان قد انطلق حديثاً وبشكل مثير للإعجاب، قد بدأت على شبكة «سكاي» الرياضية، وكان من المفترض أن تحتل مركز الصدارة. لكن في ذلك الوقت، كان الدوري الإيطالي الممتاز يتفوق على جميع الدوريات الأخرى، وكانت القناة الرابعة في المملكة المتحدة بدأت تغطية مبارياته. كان هذا هو برنامج كرة القدم الوحيد الذي يُبث مجاناً في المملكة المتحدة، وكان يعشقه المشجعون.
كان من المفترض أن تكون كرة القدم الإيطالية بطيئة ومملة، لكن المباراة الأولى التي بثتها القناة الرابعة - الذكرى الثلاثين لها كانت يوم الثلاثاء الماضي - والتي كانت بين سامبدوريا ولاتسيو شهدت إحراز الفريقين لستة أهداف. وكانت هذه هي بداية المتعة. وفي صيف عام 1993. كنت محظوظاً بما يكفي للانضمام إلى «تلفزيون كريسيليس»، والذي كان برنامج «فوتبول إيطاليا» هو أفضل برامجه على الإطلاق، حيث كان هذا البرنامج يمزج بين كرة القدم والمتعة والترفيه. وكان المشاهدون يحبون قصص الأخبار المكتوبة ببراعة من قبل جيمس ريتشاردسون، بينما كانوا يستمتعون في الوقت نفسه بالشغف والألوان في الدوري الإيطالي الممتاز.
وبينما كان هناك سحر ومتعة داخل الملعب، كان هناك أيضاً بعض الأحداث الفوضوية خارجه. ففي تلك الأيام التي سبقت ظهور الإنترنت، كان الحصول على المعلومات الهامة، مثل التشكيلة الأساسية للفرق، بمثابة معركة شرسة. وفي بعض المناسبات، كان يتعين علينا الاتصال بالملعب لمعرفة ذلك. وكان برنامج «فوتبول إيطاليا» هو أول برنامج لا يوجد به معلقون في الملعب، لكن بيتر براكلي كان يقدم تغطية رائعة في حقيقة الأمر. وكانت هناك بعض الأحداث المثيرة الأخرى أيضاً، حيث انقطع البث التلفزيوني خلال مباراة بارما مع يوفنتوس في عام 1998، وهو ما كان يعني أنه يتعين علينا استخدام الكاميرا الخاصة بنا في الملعب لمواصلة البث المباشر ونقل هدف التعادل الدراماتيكي الذي أحرزه فيليبو إنزاغي. وفي مدينة بيروجيا في عام 2000 أخرت عاصفة شديدة انطلاق الشوط الثاني لأكثر من ساعة. وبطريقة ما، طلبنا من القناة الرابعة البقاء على الهواء مباشرة لنقل احتفالات لاتسيو بالفوز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز للمرة الثانية في تاريخ النادي، الذي كان يمتد آنذاك لمائة عام.
في غضون ذلك، كانت المادة الافتتاحية للبرنامج أسطورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث كانت تُظهر أتيليو لومباردو وهو يؤدي رقصة لمبادا البرازيلية الشهيرة، كما ارتدى جيانلوكا فيالي باروكة شعر مستعار، وتحدث جيانفرانكو زولا باللهجة العامية الغريبة، وأوقف جيمس أفضل لاعب في العالم آنذاك، روبرتو باجيو، في موقف للسيارات، وتصرف وكأنهما صديقان حميمان. في ذلك الوقت كان الوصول إلى النجوم أسهل بكثير؛ لا يمكنك ببساطة تخيل شيء مشابه يحدث اليوم.
وشارك البريطانيون في إيطاليا في هذا الأمر أيضاً، حيث ارتدى بول إينس بدلة على شكل دجاجة، وقلب ديفيد بلات صورته «السيد اللطيف» رأساً على عقب مقلدا نجم أفلام الحركة أرنولد شوارزنيغر برسم عبارة «سأعود». وبالطبع، تألق بول جاسكوين أيضاً، من خلال الظهور في حديقة للحياة البرية ووضع ثعبان ضخم حول رقبته، بالإضافة إلى الجلوس بجوار نمر. ولم تأت الكوميديا من اللاعبين فقط. فعندما عاد فاوستينو أسبريلا إلى بارما من نيوكاسل في عام 1998، تحدثنا مع أحد المنتجين لدينا - وهو جوردي - ليقوم بالتعليق الصوتي بلهجته الأصلية، بينما كان النجم الكولومبي يتحدث بلغة إيطالية.
ورغم رحيل غاسكوين من لاتسيو إلى رينجرز في عام 1995، انتقلت تغطية القناة الرابعة من قوة إلى قوة، ويرجع ذلك أساساً إلى أن أكبر النجوم في العالم آنذاك كانوا يلعبون في الدوري الإيطالي الممتاز - الظاهرة البرازيلي رونالدو، والنجم الفرنسي زين الدين زيدان، وأندريه شيفتشينكو، وجورج ويا، وفرانشيسكو توتي، وغابرييل باتيستوتا، وأليساندرو ديل بييرو وآخرين.
ومع مرور السنين، توسع التزام القناة الرابعة بالدوري الإيطالي الممتاز. وكانت المباريات التي تقام مساء يوم السبت من كل أسبوع - بما في ذلك ديربي ميلانو - تُنقل على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى مباراتي الذهاب والإياب لمنتخب إيطاليا أمام روسيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم. وللأسف، شهد مطلع الألفية الجديدة تراجعاً كبيراً للدوري الإيطالي الممتاز، الذي كان في السابق هو الدوري الأقوى والأكثر متعة في العالم. وواجه فيورنتينا وبارما مشاكل مالية هائلة وأعلنا إفلاسهما، كما انتشرت العنصرية والعنف الجماهيري بشكل كبير.
وفي عام 2002 قررت القناة الرابعة عدم تجديد العقد. ومع ذلك، فإن هذه السنوات الأخيرة من التراجع لا تنتقص شيئاً من أحد أعظم عصور كرة القدم الحديثة، عندما كانت الجماهير تستمتع بالإثارة التي يشهدها الدوري الإيطالي الممتاز. ومن الرائع للغاية أنه لا يزال الكثيرون يتحدثون عن برنامج «فوتبول إيطاليا» بعد مرور 30 عاماً على انطلاقه!


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.