إصدارات بلغة «برايل» في مكتبة الملك عبد العزيز بالسعودية

فقد البصر لا يعني الحرمان من القراءة... وفق هذه الفكرة انطلق أول مشروع من نوعه في السعودية، تقوم به مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض، يتضمن تحويل مجموعة من إصداراتها الخاصة بالأطفال إلى لغة برايل، يأتي ذلك بالشراكة مع جمعية العوق البصري (مبصرون)، ومخصصة للفئات العمرية من 5 إلى 10 سنوات، تشمل المرحلة الأولى تحويل سبعة إصدارات، على أن يزيد عدد الإصدارات ليغطي فئات عمرية أكثر في المستقبل. ويوضح مدير عام مكتبة الملك عبد العزيز العامة الدكتور بندر المبارك أن مثل هذه المبادرات الاجتماعية التي تقدمها المكتبة تأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية والثقافية، التي تهدف للوصول إلى هذه الشريحة من القراء، وتابع بالقول «تعمل المكتبة من خلال هذه المبادرة النوعية المهمة على تيسير سبل المعرفة أمام غير المبصرين، وطبع الإصدارات المتخصصة بلغة برايل». وأشار المبارك خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا المشروع يعد في الدرجة الأولى مهمة خيرية وإنسانية ، بالإضافة إلى كونه مهمة ثقافية ومعرفية، خاصة أنه يبرز من بين هذه الفئة علماء وباحثون ومفكرون وأدباء حباهم الله الإرادة القوية لمواصلة مسيرة التعلم والمعرفة.

سبعة إصدارات
وتتضمن قائمة الإصدارات العناوين التالية: «قعود، والعرضة السعودية، ومناسك الحج، وجدتي منيرة لا تخبز الحلويات، ورحلة لولا الأولى، وأبي: عندي سؤال، وما هو الحب؟» كتبها مجموعة من السيدات المتخصصات في ثقافة وأدب الطفل، مراعيات في ذلك الأساليب التي تناسب الفئات العمرية الصغيرة، بحيث تتضمن قدرا من التشويق تشجعهم على القراءة والاطلاع ، لتحفزعندهم آليات التفكير والمشاركة في المضمون القصصي، خاصة لكون هذه القصص مرتبطة بالموروث الثقافي وتعبر عن عادات وتقاليد المجتمع السعودي وقيمه، وتصبو إلى محاكاة مشاعر الطفل.
ويأتي هذا المشروع ضمن المبادرات الاستراتيجية لمكتبات الطفل في مكتبة الملك عبد العزيز العامة، من أجل التوسع في دائرة المستفيدين لتشمل الأطفال ذوي الإعاقة البصرية لتعزيز القراءة لديهم وتنمية ثقافتهم. كما تطمح مكتبات الطفل إلى أن تخدم جميع إصداراتها هذه الفئة والتوسع في تقديم مختلف وسائط التثقيف والقراءة، من خلال الأنشطة المسموعة والمقروءة والمكتوبة منها.

المسؤولية الثقافية
وبحسب القائمون على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، فإن المكتبة تعمل حاليًا على تحويل مجموعات جديدة من الكتب المخصصة لمختلف الفئات العمرية في مرحلة الطفولة إلى «لغة برايل»، انطلاقا من حس المسؤولية الاجتماعية والثقافية التي تهدف لإيصال الأنواع المختلفة من المعرفة لجميع شرائح المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن المكتبة أتاحت الاشتراك الخيري في نادي الطفل لعدد من فئات المجتمع، وهم: الأيتام، أصحاب الهمم، المدارس الحكومية في الأحياء المحتاجة. حيث تتولى المكتبة التنسيق مع كل من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة، ووزارة التعليم، لإتاحة الاشتراك الخيري لمن هم فعلاً في حاجة إليه. علمًا بأن المكتبة تقدم سنوياً 100 اشتراك لأطفال من ذوي الإعاقة، و100 اشتراك للأطفال الأيتام من قبل نادي كتاب الطفل، من باب المساهمة في التنمية الثقافية للمجتمع.