إثيوبيا: تصاعد القتال بين القوات الحكومية و«تيغراي»

فيما تصاعد القتال بين الحكومة المركزية الإثيوبية، و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، شمال البلاد، دعت أديس أبابا المجتمع الدولي للضغط على المتمردين بهدف «حل السلاح والانخراط في محادثات سلام يقودها الاتحاد الأفريقي».
وتخوض قوات تيغراي حرباً مع الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، رفضا لـ«تركيز السلطة في العاصمة على حساب الأقاليم»، وهو ما نفاه رئيس الوزراء آبي أحمد. فيما يتهم آبي قوات تيغراي - بقيادة الجبهة الشعبية، التي كانت في وقت من الأوقات القوة المهيمنة على الساحة السياسة في إثيوبيا - بمحاولة استعادة السلطة، وهو ما نفته أيضاً.
وللمرة الثانية خلال يومين، استهدفت غارتان بطائرتين مسيرتين منطقة سكنية في ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي، أوقعتا 10 قتلى، حسبما أعلن جيتاشيو رضا المتحدث باسم سلطات المتمردين في جبهة تحرير شعب تيغراي.
وقال كيبروم جيبرسيلاسي الرئيس التنفيذي لمستشفى آيدر لـ«رويترز» إن خمسة من الضحايا لفظوا أنفاسهم الأخيرة في طريقهم إلى المستشفى. ونقل كيبروم عن منسق الطوارئ بالمدينة قوله إن البقية لقوا حتفهم في غارة لطائرة مُسيرة في حي ميدري جينيت.
ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أنها «مستعدة لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، وأنها ستقبل بعملية سلام يقودها الاتحاد الأفريقي».
وقال فاسيكا أمديسلاسي، وهو جراح في مستشفى آيدر، إن معظم ضحايا غارات الأربعاء سقطوا في ضربة جوية ثانية بعد أن تجمع الناس لمساعدة ضحايا الضربة الأولى.
وقال كيبروم إن المستشفى يواجه صعوبات في إنقاذ الجرحى بسبب نقص الإمدادات الناجم عن الحرب الدائرة منذ عامين.
وأضاف «لا يوجد أكسجين للعمليات. لا أعرف ماذا أفعل. هل سأضطر لفقدان كل ضحية يمكن إنقاذها بسبب عدم وجود أكسجين أو دواء؟».
وقالت محطة تلفزيونية محلية ومسؤول في مستشفى إن شخصا أصيب بجروح أمس الثلاثاء عندما استهدفت غارات جوية جامعة مقلي ومقر المحطة.
وأودى الصراع في شمال إثيوبيا بحياة الآلاف وتسبب في تشريد عشرات الآلاف ودمر البنية التحتية وفاقم الجوع في منطقة تعاني بالفعل من فقر مدقع.
في المقابل، طالب سفير إثيوبيا في المملكة المتحدة، تفيري ميليسي، المجتمع الدولي للضغط على المتمردين للانخراط في محادثات سلام.
وقال ميليسي، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإثيوبية على «فيسبوك»، اليوم (الأربعاء) «لفترة طويلة، تُرك الأمر للحكومة الإثيوبية لمحاولة دعوة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى طاولة المفاوضات، أعتقد أن الحكومة استنفدت كل المقاربة الممكنة، لهذا السبب في أن الوقت قد حان الآن لأن ينهي المجتمع الدولي صمته على تصرفات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ويدعو قيادتها إلى حل السلاح والانخراط في المحادثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي».