مستشار روحاني يكشف عن ملف فساد مالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات»

وقع خلال فترة محمود أحمدي نجاد الرئاسية

مستشار روحاني يكشف عن ملف فساد مالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات»
TT

مستشار روحاني يكشف عن ملف فساد مالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات»

مستشار روحاني يكشف عن ملف فساد مالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات»

أعرب مستشار الرئيس الإيراني، أكبر تركان، عن يأسه بشأن الحد من الفساد، في الوقت الذي قال إنه سيكشف عن ملف فساد مالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات» قريبا. وأضاف تركان، خلال حوار مع صحيفة «آرمان» الإيرانية، أمس، أن «الفساد المالي الذي تبلغ قيمته عشرات المليارات من الدولارات وقع خلال فترة محمود أحمدي نجاد الرئاسية، ويشكل ملف الفساد بقيمة 2.8 مليار دولار الذي جرى الكشف عنه أخيرا (جزءا بسيطا) من الفساد المالي البالغ (عشرات المليارات من الدولارات)».
ويبدو أن المسؤولين الإيرانيين يشيرون إلى التاجر الإيراني بابك زنجاني الذي اتهم بالتورط في قضية فساد مالي البالغ قدره ثلاثة مليارات من الدولارات، حيث جرى اعتقاله بتهمة عدم تسديد ديون بقيمة أكثر من ملياري يورو لوزارة النفط، وعملية تزوير المستندات.
ولم يقدم مستشار الرئيس الإيراني إيضاحات أكثر بشأن ملف الفساد المالي بقيمة «عشرات المليارات من الدولارات»، ولكنه أشار إلى أن الفساد المالي المنتشر خلال عهد أحمدي نجاد لم يقتصر على الملفين المعروفين بملف «بنك ملي» بقيمة مليار دولار، وملف بابك زنجاني بقيمة ثلاثة مليارات من الدولارات.
وقال تركان إن «السبب في انتشار الفساد المالي يعود إلى القرارات التي جرى اتخاذها من قبل المديرين»، و«أصبح الفساد الإداري والبنيوي جزءا من تركيبة الحكومات التي تستخدم أشخاصا غير ملتزمين بالمبادئ».
وصرح الأستاذ الجامعي في فرع علوم الاجتماع بجامعة طهران الدكتور حميد رضا جلايي بور، بشأن الكشف عن ملفات الفساد المالي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أعلن المسؤولون مرارا عن ملفات الفساد، ولكن المهم هو: هل تمنع هذه الأخبار انتشار الفساد المالي؟»، وأشار تركان إلى أنه لا ینبغي الافتخار بالكشف عن ملفات الفساد، إذ يجب منع انتشار الفساد. وقال: «على حكومة روحاني أن تفكر في أساليب جديدة تحول دون انتشار الفساد، إذ جرى الكشف مرارا عن ملفات الفساد في هذه الحكومة والحكومات السابقة، ولكن لم يتمكن الكشف عن ملفات الفساد من إقناع المواطنين». وأضاف تركان أنه «رصدت المحكمة العليا لمراجعة الحسابات (مخالفات) بلغت عشرات المليارات من الدولارات خلال السنوات الثماني الماضية». وتابع: «قد يكون الأشخاص المتورطون في الفساد المالي موجودين في الحكومة الحالية»، وزاد قائلا: «إن قضية الفساد المالي متجذرة في بعض المستويات بالأجهزة الحكومية، حيث لا أعتقد أن وصول حكومة جديدة إلى السلطة ورحيل الأخرى سيساهم في اقتلاع جذور الفساد. إن تغيير الحكومات لا يساعد على اقتلاع جذور الفساد».
وأعلن تركان الذي يتولى منصب سكرتير المجلس التنسيقي للمناطق الحرة في إيران، عن «انتشار واسع لملفات فساد في حكومة أحمدي نجاد بالمناطق الحرة»، وأضاف: «لدينا أوامر من الدكتور روحاني بشأن تجميع وإرسال ملفات الفساد إلى مكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقاء مع المديرين والموظفين في وزارة الأمن الإيراني يوم ثلاثة فبراير (شباط) إن الفساد الاقتصادي في إيران بلغ (نطاقا واسعا)».
وأصدرت منظمة الشفافية الدولية تقريرها السنوي في ثلاثة ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013. واحتلت إيران المرتبة 144 في انتشار الفساد الإداري من أصل 177 دولة في العالم. وتراجعت إيران 11 مرتبة عن تقرير المنظمة الصادر في 2012.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.