الجيش الأوكراني يعلن تحرير أكثر من 20 بلدة في 24 ساعة

قواته تحقق مكاسب في الشرق... وتوقيف آخر مفاعل في زابوريجيا

الجيش الأوكراني يعلن تحرير أكثر من 20 بلدة في 24 ساعة
TT

الجيش الأوكراني يعلن تحرير أكثر من 20 بلدة في 24 ساعة

الجيش الأوكراني يعلن تحرير أكثر من 20 بلدة في 24 ساعة

أعلنت أوكرانيا تقدماً جديداً، الاثنين، تمثّل في استعادة «أكثر من 20 بلدة» خلال 24 ساعة، في إطار الهجوم المضاد على روسيا التي تعتزم القتال «إلى أن تتحقّق أهدافها».
وقال الجيش الأوكراني في تقريره الصباحي: «يتواصل تحرير البلدات من الغزاة الروس في منطقتي خاركيف ودونيتسك» في شرق أوكرانيا. وأشار إلى أن قواته «نجحت (على طول خط المواجهة) في إخراج العدو من أكثر من 20 بلدة» خلال 24 ساعة، مؤكداً أنّ «القوات الروسية تتخلّى على عجل عن مواقعها وتهرب».
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد، أنه تمّ «تحرير» إيزيوم (شرق) في إطار الهجوم المضاد الذي بدأ منذ عدّة أيام.
ويمكن لخسارة هذه المدينة الاستراتيجية أن تؤثّر بشكل خطير على طموحات موسكو العسكرية في شرق أوكرانيا، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية».
ويحيي هذا الخرق الآمال بالنسبة لكييف في تغير موازين القوى على الأرض، بعدما بدا أن الوضع كان يراوح مكانه لفترة طويلة.
وأشارت سلطات الاحتلال الموالية لروسيا في منطقة خاركيف، الاثنين، إلى أنها انتقلت إلى منطقة بلغورود في روسيا قرب الحدود، للمساعدة في التعامل مع تدفّق اللاجئين، حسبما أعلنت الوكالات الروسية.
ولكن، الاثنين، استأنفت موسكو لهجتها الهجومية للإعلان عن قصف المناطق التي استعادتها أوكرانيا في منطقة خاركيف، في كوبيانسك وإيزيوم، وذلك بعدما سبق أن اعترفت بخسارتها الميدانية.
وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت 3 آلاف كيلومتر مربع من أراضيها؛ خصوصاً في منطقة خاركيف، منذ بداية سبتمبر (أيلول). وأعلن الجيش الأوكراني في البداية هجوماً مضاداً في الجنوب، قبل أن يحرز تقدّماً خاطفاً الأسبوع الماضي في منطقة خاركيف.
كذلك أعلن الجيش الأوكراني الأحد أنّ «المحتلّين انسحبوا من مواقعهم في عدّة بلدات» في منطقة خيرسون في الجنوب.
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الاثنين، إنّ الحرب في أوكرانيا دخلت «مرحلتها الثالثة» وسيكون للنجاحات العسكرية الأوكرانية الحالية «تأثير كرة الثلج» حتى هزيمة الجيش الروسي. وأوضح أنّ «الخطوة الأولى في الحرب كانت ردع الروس، والثانية كانت تحقيق التوازن بينهم وبيننا على الجبهة، لتثبيت الجبهة، واختبار قدراتهم على الصمود».

وأوضحت الناطقة باسم الجيش في جنوب أوكرانيا ناتاليا غومينوك: «إنجازاتنا في الأسبوعين الأخيرين مقنعة. حررنا 500 كيلومتر مربع»؛ لا سيما بلدات فيسوكوبيليا وبيلوغيركا وسوخي وستافوك وميروليوبيفكا.
ومساء الأحد، عانت عدّة مناطق في شرق وشمال وجنوب ووسط البلاد من انقطاع واسع في التيار الكهربائي، نسبته كييف إلى الضربات الروسية. وقرب خاركيف، تضرّرت محطة الطاقة الحرارية رقم 5، الثانية في البلاد، وفقاً للرئاسة.
وأعيد التيار الكهربائي بسرعة في جزء من المناطق المتضرّرة. كما تمّت استعادة «80 في المائة» من إمدادات الكهرباء والمياه في خاركيف، حسبما أعلن كيريو تيموشينكو نائب الرئيس، عبر تطبيق «تلغرام».
ووصف أوليغ نيكولنكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية هذه الهجمات، بأنها «عمل يائس» من قبل القوات الروسية في مواجهة نكساتها.
وتؤكد أوكرانيا أنها استعادت منذ مطلع سبتمبر، نحو 3 آلاف كيلومتر مربع من أراضيها في منطقة خاركيف خصوصاً.
ومساء الأحد، سُجل انقطاع للتيار الكهرباء في مناطق عدة في شرق البلاد وشمالها وجنوبها ووسطها، عزته السلطات الأوكرانية إلى قصف روسي. وفي خاركيف طال القصف المحطة الحرارية رقم 5، وهي ثاني أكبر محطات البلاد، على ما أفادت الرئاسة الأوكرانية.
وأعيد التيار سريعاً في أجزاء من المناطق المشمولة بالقصف. وقال المسؤول في الرئاسة كيريلو تيموشينكو، على «تلغرام»: «أعيد التيار الكهربائي والمياه بنسبة 80 في المائة» في منطقة خاركيف.
واتهمت أوكرانيا الجيش الروسي بمهاجمة البنية التحتية المدنية، رداً على هجوم خاطف شنته القوات الأوكرانية في نهاية الأسبوع، أجبر موسكو على التخلي عن معقلها الرئيسي في منطقة خاركيف.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن أهداف الهجمات الانتقامية شملت منشآت المياه ومحطة طاقة حرارية في خاركيف، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وفق «رويترز».
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تويتر» في وقت متأخر، أول من أمس، الأحد: «ليست هناك منشآت عسكرية، الهدف هو حرمان الناس من الإنارة والتدفئة».
وتنفي موسكو تعمد استهداف المدنيين.
ووصف زيلينسكي الهجوم الأوكراني في الشمال الشرقي بأنه نجاح مدوٍّ محتمل في الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، وقال إن الشتاء قد يشهد استرداد مزيد من الأراضي إذا حصلت كييف على أسلحة أكثر قوة.
وفي أسوأ هزيمة لقوات موسكو منذ طردها من مشارف العاصمة كييف في مارس (آذار)، ترك آلاف الجنود الروس وراءهم ذخيرة ومعدات حين فروا من مدينة إيزيوم التي كانوا يستخدمونها مركزاً لوجستياً.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع منذ بداية هذا الشهر.

- «رد فعل جبان»
إضافة إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية، أمس الاثنين، إن روسيا أمرت على الأرجح بسحب قواتها من منطقة خاركيف أوبلاست المحتلة غرب نهر أوسكيل بالكامل.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن قوات الدفاع طردت العدو من أكثر من 20 تجمعاً سكنياً في اليوم الماضي.
وأثار صمت موسكو التام تقريباً حيال الهزيمة، أو عدم تقديمها أي تفسير لما حدث في شمال شرقي أوكرانيا، غضباً كبيراً بين بعض المعلقين المؤيدين للحرب والقوميين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي. ودعا البعض، الأحد، الرئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييرات فورية لضمان النصر النهائي في الحرب.

- إغلاق المفاعل النووي
مع مرور مائتي يوم على الحرب، أغلقت أوكرانيا، الأحد، مفاعل التشغيل الأخير في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، لمنع وقوع كارثة مع احتدام القتال في مكان قريب منها.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالقصف حول محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا، مما يهدد بتسرب إشعاعي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه تم إصلاح خط طاقة احتياطي للمحطة، مما يوفر الكهرباء الخارجية التي تحتاجها لإغلاق المفاعل لمنع خطر وقوع أي حادث.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ بوتين في محادثة هاتفية، الأحد، بأن احتلال القوات الروسية للمحطة هو سبب تعرض أمنها للخطر. وألقى بوتين باللوم على القوات الأوكرانية، وفقاً لبيان أصدره الكرملين.


مقالات ذات صلة

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».