امتزاج الفن مع العمران بمقدوره تغيير وجه المدن، وإلباسها حلة بهية تحيي فيها الروح لتنبض بالحياة والإلهام، هذا هو الأساس التي تقوم عليه فكرة برنامج التكليف الفني لواجهة حي جميل بجدة، فالمبنى الأبيض أصبح أشبه بلوحة فنية فارغة تنتظر إبداع فنان يحولها إلى قطعة جمالية، ومن المنتظر أن ينتهي التقديم على البرنامج في نهاية هذا الأسبوع، ليكشف الستار عن العمل المختار مطلع العام المقبل 2023.
عن المشروع، تقول سارة العمران، نائبة مدير فن جميل، إنه برنامج سنوي يتيح الفرصة للفنانين السعوديين والمقيمين بالمملكة لتطوير أعمال جديدة على لوحة بطول 25 متراً توضع على واجهة المبنى، مشيرة إلى أن المبنى يعكس رغبة المعمارين في صقل معالم المبنى كلوحة بيضاء تسمح بالتفاعل بين المجتمع وتنطلق من أرجائه جميع البرامج العامة ومن ضمنها هذا التكليف. وقالت العمران في حديث لها مع لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهم الأهداف طويلة المدى للمشروع تكمن في إعطاء فرصة لمساحاته وواجهته على وجه التحديد لأن تتفاعل بطريقة تمكن الجمهور أن يشعر بأن هذه المساحة تلامسه وترتقي لمستوى تطلعاته التي يطمح أن يحققها له المجمع الإبداعي، وبأن يكون وجهة الفن والفنانين بجدة والمملكة أجمع».
بسؤالها عن جديد النسخة الثانية من البرنامج، تقول: «تأتي النسخة الثانية من البرنامج محملة بأهداف وطموحات لرعاية أكبر عدد ممكن من الفنانين، وتوفير الإرشاد والتوجيه لهم لإنتاج عمل يخاطب المجتمع المتلقي له، وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من حي جميل لمدة عام كامل، وهذه الرعاية تنطلق من منهجية تحويلة تختلف عن النسخة السابقة».
سارة العمران
وتوضح العمران أن هذه النسخة من البرنامج تنتهج سياسة الدعوة المفتوحة لاختيار العمل الذي سيعرض على الواجهة بدلاً عن آلية الترشيح المعمول بها في النسخة الأولى. وتضيف: «يشارك هذه المرة فنانون وقيمون فنيون ونخبة من مؤسسات فنية حول العالم في لجنة التحكيم التي تضم الفنان السعودي الدكتور أحمد ماطر، المدير العام والفني لمؤسسة هيت نيوي أريك تشين، ومديرة NEON إلينا كونتوري، والقيم الفني بمؤسسة فن جميل راهول جوديبودي».
ومن المنتظر أن تناقش اللجنة الأعمال المقدمة، قبل أن يتم الإعلان عن العمل المختار في يناير (كانون الثاني) 2023. وبسؤالها عن عدد الفنانين الذين يحق لهم المشاركة، تقول: «الدعوة عامة لكل فنان أو جماعات فنية في السعودية تطمح لإنتاج عمل فني مميز للجمهور تبرز فيه معالم العلاقة التي تربط متلقينه بالمجمع الإبداعي؛ وبالتحديد المجتمع الذي يشارك الحي مساحته الجغرافية معه المتمثلة هنا بحي المحمدية بجدة وزوار حي جميل بطبيعة الحال». وتتابع العمران: «أهم ما يميز هذا التكليف أنه يقع على واجهة المجمع الإبداعي الذي يمثل نقطة الاتصال الأولى بين المجتمع وحي جميل، وهذا لوحده يضيف حملاً إيجابياً يأخذه المقدم على التكليف في عين الاعتبار فعمله وفكرته السمة الأساسية البارزة للحي ونقطة انطلاق لعلاقة تضيف بعداً يربط الفنان والمجمع مع المجتمع».
وحول إمكانية تحويل هذا المشروع إلى وجهة سياحية، تقول العمران: الهدف أن يصبح المكان وجهاً للفن ووجهة لجماعات الفن والإبداع في جدة، مضيفة: «نطمح أن يشاركنا كل مهتم هذا الهدف الذي انطلقت منه فكرة حي جميل. فالمفردة العربية (حي) تتجلى الطبيعة المبهجة والتعاونية للمجمع».