فحص الجينات يؤكد فعالية لقاح الجدري مع نوع «القردة» الحالي

رغم وجود عدد صغير من الطفرات في السلالة الجديدة

البروتينات التي تستهدفها الأجسام المضادة التي يسببها لقاح الجدري القديم لم تتغير في سلالة جدري القردة الحالية (الفريق البحثي)
البروتينات التي تستهدفها الأجسام المضادة التي يسببها لقاح الجدري القديم لم تتغير في سلالة جدري القردة الحالية (الفريق البحثي)
TT

فحص الجينات يؤكد فعالية لقاح الجدري مع نوع «القردة» الحالي

البروتينات التي تستهدفها الأجسام المضادة التي يسببها لقاح الجدري القديم لم تتغير في سلالة جدري القردة الحالية (الفريق البحثي)
البروتينات التي تستهدفها الأجسام المضادة التي يسببها لقاح الجدري القديم لم تتغير في سلالة جدري القردة الحالية (الفريق البحثي)

اقترح بحث جديد أن اللقاحات القديمة للجدري التي تستخدم أحد فيروسات عائلة الجدري (فيروسات وقس) ستنشئ استجابة مناعية قوية ضد فيروس جدري القردة الذي لوحظ في الفاشية الحالية.
ومنذ أن لوحظ الفيروس الجديد أوائل مايو (أيار) 2022، تم تأكيد أكثر من 52 ألف إصابة في أكثر من 90 دولة، بما في ذلك هونغ كونغ، حيث سجلت المدينة أول إصابة يوم الاثنين.
ونُشرت الدراسة، التي شارك في قيادتها الباحثان ماثيو ماكاي من جامعة ملبورن الأسترالية، وأحمد عبد القدير، أستاذ مساعد باحث في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، في العدد الأخير من المجلة الدولية «الفيروسات».
وبعد أسابيع من ظهور السلالة الجديدة، أجرى الفريق بحثاً جينياً لمعرفة ما إذا كانت الطفرات الجينية التي لوحظت في السلالة الحالية من جدري القردة قد تؤثر على الاستجابات المناعية التي يسببها اللقاح ضد جدري القردة.
ويقول البروفسور مكاي، وهو أيضاً أستاذ مساعد في جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة هونغ كونغ في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري: «لقد أظهرت اللقاحات المحددة المعتمدة على فيروسات (وقس) فاعلية عالية ضد فيروسات جدري القردة في الماضي وتعتبر إجراء هاما للسيطرة على تفشي المرض».
ونظراً لأن هناك فيروساً جديداً لجدري القرود، ما زلنا نفتقر إلى البيانات العلمية حول مدى قدرة الاستجابات المناعية البشرية الناتجة عن اللقاحات المستندة إلى فيروسات (وقس) على التعرف على السلالة الجديدة من جدري القردة، وتوفير الحماية ضد المرض.
وباستخدام البيانات الجينومية والمناعية، قام الفريق بتقييم أوجه التشابه والاختلاف الجيني بين فيروسات الوقس والسلالة الجديدة من جدري القردة، وتحديداً داخل مناطق البروتين التي تستهدفها الأجسام المضادة المُعطلة التي يسببها اللقاح أو الخلايا التائية.
وأوضح مكاي: «بينما حددنا عددا صغيرا من الطفرات المتميزة في السلالة الجديدة من جدري القردة، توضح دراستنا على نطاق أوسع أن (فيروسات وقس) التي يستند إليها اللقاح، والسلالة الجديدة من جدري القردة، متشابهان جدا وراثيا في المناطق التي يستهدفها الجهاز المناعي من خلال التطعيم».
ويقول عبد القدير: «بناءً على تحليلنا، نتوقع أن الاستجابات المناعية الناتجة عن اللقاحات المستندة إلى (فيروسات وقس) ستستمر في القيام بعمل جيد في التعرف على السلالة الجديدة من جدري القردة والاستجابة لها، كما كان الحال بالنسبة لفيروسات جدري القرود في الماضي».
ويضيف «تقدم بياناتنا مزيداً من الدعم لاستخدام اللقاحات الموصى بها عالمياً لمكافحة السلالة الجديدة من جدري القردة».
وأوصت منظمة الصحة العالمية بالتلقيح الوقائي الأولي ضد فيروس جدري القردة الجديد، الذي يُعرف أيضاً باسم الوقاية السابقة للتعرض، للأفراد المعرضين لخطر كبير من التعرض للإصابة.


مقالات ذات صلة

كييف تسعى إلى إقناع ترمب بجدوى الاستثمار في مواردها لمواصلة دعمها

أوروبا رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

كييف تسعى إلى إقناع ترمب بجدوى الاستثمار في مواردها لمواصلة دعمها

تكافح أوكرانيا من أجل الاحتفاظ بأوراقها التي قد تتيح لها التوصل إلى اتفاق متوازن، بعدما بات من شبه المؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة مقبلة على هذا الخيار.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الضحايا تحت أنقاض المبنى المدمر في بيروت (أ.ب) play-circle 00:33

ليلة الرعب البيروتية... الغارات الإسرائيلية تزنّر العاصمة اللبنانية

تحوّلت بيروت إلى هدف أساسي للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بعد تحذيرات أطلقها المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالةً خطية من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتضمن الدعوة لحضور القمة الخليجية الـ45.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.