المضادات الحيوية قد تجعل سرطان الجلد أسوأ

من خلال استنفاد ميكروبيوم الأمعاء

المضادات الحيوية قد تجعل سرطان الجلد أسوأ
TT

المضادات الحيوية قد تجعل سرطان الجلد أسوأ

المضادات الحيوية قد تجعل سرطان الجلد أسوأ

وجدت دراسة جديدة أن المضادات الحيوية قد تجعل سرطان الجلد أسوأ من خلال استنفاد ميكروبيوم الأمعاء حسبما افادت الجمعية الأميركية لأبحاث العظام والمعادن، وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
ووفق الموقع، أدى استخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف في الفئران المصابة بسرطان الجلد الخبيث (وهو شكل عدواني من سرطان الجلد) إلى تسريع نمو العظام النقيلي، على الأرجح لأن الأدوية استنفدت الفلورا المعوية لدى الفئران وأضعفت استجابتها المناعية، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة إيموري في أتلانتا.
وتؤكد النتائج على أهمية ميكروبيوم الأمعاء في الصحة العامة، مقترحة أن الأطباء يجب أن يوازنوا بعناية تأثيرات الجهاز الهضمي عند استخدامهم للمضادات الحيوية أثناء علاج السرطان أو أمراض أخرى، حسب الدكتور سوبهاشيس بال زميل ما بعد الدكتوراه في طب الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة إيموري أحد مؤلفي الدراسة.
وقال بال، الذي قدم التقرير اليوم في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأبحاث العظام والمعادن في أوستن بتكساس بالولايات المتحدة «أي مرض أو علاج يضر ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتنا». مضيفا «وجدنا في دراستنا أن ميكروبيوم الأمعاء يحد من تطور آفات سرطان الجلد في الفئران من خلال تعزيز توسع الخلايا القاتلة الطبيعية المعوية (NK) والخلايا التائية المساعدة (Th1) وتعزيز هجرتها إلى موقع الورم».
وأوضح بال «ان استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم استنفد ميكروبيوم الأمعاء وقلل من تعداد الخلايا القاتلة الطبيعية وخلايا Th1 المعوية. وهذا جعل الفئران أكثر عرضة لنمو الورم. إذ كان لديها عبء ورم سرطان الجلد أعلى من الفئران التي كان لديها ميكروبيوم أمعاء سليم».
ونقائل العظام هي مضاعفات سرطان الجلد الخبيث. فقد افترض الباحثون أن استخدام المضادات الحيوية لاستنفاد ميكروبيوم أمعاء الفئران سيؤثر على الخلايا المناعية المعوية وبالتالي يغير استجابتها المناعية، ما يؤدي إلى تسريع ورم خبيث في العظام. لذا قاموا بحقن خلايا سرطان الجلد B16-F10 في قلوب وعظام الفئران التي عولجت بمضادات حيوية واسعة الطيف. وكما كان متوقعًا، فإن حقن المضادات الحيوية سرعت من نمو النقائل العظمية في تلك الفئران، مقارنة بالفئران التي لم تتلق الحقن.
كما كشفت الدراسة عن آلية النمو النقيلي للورم الميلانيني. وان تحليل التدفق الخلوي لبقع باير وخلايا نخاع العظام داخل آفات الورم كشف أن استنفاد الميكروبيوم منع توسع خلايا NK و Th1 المعوية الناجم عن الورم الميلانيني وانتقالها من الأمعاء إلى العظام الحاملة للورم. بالاضافة الى ذلك أظهر القياس المباشر لهجرة الخلايا NK و Th1 باستخدام فئران Kaede (وهي سلالة تعبر عن بروتين فلوري قابل للتحويل بالصور تسمح بالتتبع المباشر للخلايا الليمفاوية المعوية) أن المضادات الحيوية انخفضت بنحو ثمانية أضعاف هجرة الخلايا NK و Th1 من القناة الهضمية إلى موقع الورم.
وعندما تغادر الخلايا القاتلة الطبيعية وخلايا Th1 الأمعاء كجزء من الاستجابة المناعية للجسم، تتم العملية بوساطة مستقبلات S1PR5 و S1PR1. وأن الحصار الدوائي على هجرة الخلايا عبر المستقبلات (الذي يشمل S1PR5 مع الخلايا القاتلة الطبيعية ، أو S1PR1 مع خلايا Th1) الذي يحاكي تأثيرات المضادات الحيوية، منع من توسع الخلايا القاتلة الطبيعية وخلايا Th1 في نخاع العظام وتسبب في تسريع نمو ورم خبيث في العظام.
وفي هذا الاطار، يتم توجيه تدفق الخلايا NK و Th1 المنتشرة إلى موقع الورم بواسطة مركب chemokine ligand CXCL9؛ والذي يتم التعبير عنه بواسطة خلايا نخاع العظم و CXCR3 ، والذي يتم التعبير عنه بواسطة خلايا NK و Th1. حيث أدى الحذف الشامل لـ CXCR3 أو تحييد الأجسام المضادة لـ CXCL9 إلى تقليل تواتر خلايا الورم NK و Th1 وزيادة نمو الورم.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال الدكتور بال «إن هذه الدراسة تشير بقوة إلى أن تعديلات الميكروبيوم التي تحدثها المضادات الحيوية قد تكون لها عواقب سريرية سلبية ليس فقط مع سرطان الجلد، ولكن مع أمراض أخرى أيضًا. على سبيل المثال مرض الأمعاء الالتهابي أو أمراض الأمعاء الأخرى التي تسبب الالتهاب، إذ يمكن أن تؤدي إلى زيادة خلايا Th17 (إنتاج عامل نخر الورم في القناة الهضمية)؛ والذي له تأثير سلبي في نهاية المطاف على صحة عظامنا. وبالمثل، رأينا ذلك في نموذج الفئران لانقطاع الطمث الجراحي، الذي يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين إلى مرور المستقلبات البكتيرية بسهولة أكبر عبر حاجز الأمعاء وتنشيط الجهاز المناعي. ونتيجة لذلك، يرتفع عدد الخلايا التائية المعوية ونخاع العظام المنتجة للخلايا التائية، ما يساهم بشكل كبير في تطوير فقدان العظام». مضيفا «يجب أن نكون حذرين للغاية مع ميكروبيوم الأمعاء، والعواقب السلبية غير المتوقعة لأنظمة المضادات الحيوية. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن تلعب البروبيوتيك دورًا رئيسيًا في الحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي وصحة عامة أفضل».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

صحتك مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

أظهرت دراسة حديثة أن مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو، الذي يمنح الشوكولاته الداكنة نكهتها الفريدة، قد يرتبط ببطء الشيخوخة البيولوجية وتحسين صحة الخلايا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)

الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

إذا كنت تحاول تناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة العظام، فإن الجبن القريش والحليب خياران جيدان. وكلاهما مصدر عالي الجودة للبروتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يزعم خبراء الصحة أن تناول المخللات قبل وجبة غنية بالكربوهيدرات يمكن أن يساعد في منع ارتفاع سكر الدم (بيكسباي)

ما الذي يحدث لضغط الدم عندما تأكل المخلّل كل يوم؟

المخلل هو وجبة خفيفة شائعة تُصنع من الخيار المحفوظ في محلول مملح أو خل. وبينما يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة، فإنه غني بالصوديوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

في مطلع شهر ديسمبر من كل عام، يتجدد الاهتمام العالمي بمرضٍ لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح مرآة تعكس تطور العلم، وهو مرض متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS)

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك «رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

«رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

لا تتوفر إحصائيات عالمية محددة لمدى انتشار حالات الخوف من المستشفيات Hospitals Fears، لكن الكثير منا يذكر أشخاصاً عدة مروا في حياتهم ولديهم هذه المشكلة.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

جدل «الست»... هل يثير شهية صناع الدراما لمعالجة السيّر الذاتية؟

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
TT

جدل «الست»... هل يثير شهية صناع الدراما لمعالجة السيّر الذاتية؟

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على موقع «فيسبوك»)

أثار فيلم «الست» جدلاً وزخماً نقدياً مكثفاً خلال الأيام الماضية، منذ الإعلان عن صناعة الفيلم قبل أشهر عدة، وزادت حدته بالتزامن مع طرح «البرومو الترويجي»، وعقب طرحه للمشاهدة بدور العرض السينمائي في مصر، وعدد من الدول العربية قبل أيام.

ورغم تحقيق «الست» إيرادات مليونية، وتصدره قائمة الأفلام المعروضة حالياً، فإن النقد بين مؤيد ومعارض ما زال قائماً، حيث أكد عدد من النقاد والمتابعين على مواقع «سوشيالية» أن «الجدل» ساهم في شهرة الفيلم، والرغبة في متابعته.

وربما صاحب الجدل حول فيلم «الست»، الذي قدمت بطولته منى زكي، رغبة من بعض الصناع لتقديم أعمال «سير ذاتية» جديدة لمشاهير عدة، مثل طه حسين، وسعاد حسني، وفاتن حمامة، حسبما أعلنوا خلال الأيام الماضية، «فهل تسبب هذا الجدل في فتح شهيتهم لتقديم مزيد من معالجات السير الذاتية»؟

الكاتب والناقد الفني المصري عماد يسري، يرى أن أعمال «السير الذاتية» موجودة بالفعل وقدمت من قبل، لكن جدل «الست» مؤخراً ربما فتح الباب مجدداً، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجدل بشكل عام مفيد، ولكن في بعض الأحيان لا يكون كذلك، بل ربما يتسبب في ردّ فعل عكسي عند البعض، لكن فيلم (الست) حالة خاصة نظراً لطبيعة شخصية أم كلثوم»، وفق قوله.

وأوضح يسري أن «السير الذاتية» السليمة هي التي يكتبها الشخص بنفسه، أو يحكيها لشخص آخر، لتكون موثوقة، لكن ما يقدم عن بعض الشخصيات هي «سير ذاتية» من وجهة نظر كاتبها.

ودعا الناقد الفني من لديهم حماس لتقديم مزيد من «السير الذاتية»، بأن يحرصوا على أن تكون لديهم كتابة شاملة لجوانب عدة، وتابع: «في حال مخالفة ذلك سيكون العمل ناقصاً، لأن هذه الأعمال تتطلب صناعاً على قدر من الخبرة والكفاءة اللازمة لتحقيق النجاح المطلوب، خصوصاً مع التغيير الكبير في فكر وثقافة وذائقة المتلقي».

كواليس تصوير فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على «فيسبوك»)

في السياق، أعلن عدد من صناع الدراما والسينما في مصر عن رغبتهم في تقديم أعمال «سير ذاتية» لمشاهير، من بينهم الكاتب أحمد مراد مؤلف فيلم «الست»، الذي أشار في لقاء تلفزيوني إلى رغبته في كتابه عمل عن «عميد الأدب العربي» طه حسين، وكذلك المخرج مجدي أحمد علي، الذي أعلن في تصريحات متلفزة عن البدء في كتابة عمل عن الفنانة سعاد حسني، كما أعلنت الفنانة إلهام صفي الدين، ابنة شقيقة الفنانة إلهام شاهين، رغبتها في تقديم سيرة الفنانة فاتن حمامة «نظراً للشبة الكبير الذي يجمعهما»، وفق تصريحات لها.

من جانبها، أوضحت الكاتبة والناقدة الفنية المصرية، صفاء الليثي، أن الجدل حول أعمال «السير الذاتية» لا ينتهي، وفي حالة «الست»، كان له دور إيجابي في البحث عن تفاصيله ومشاهدته، وأرجعت توجه البعض وحماسهم للعمل على صناعة دراما من السيرة الذاتية إلى رغبة البعض في استعادة حقائق ووقائع حياة المشاهير، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا مكسب للمُشاهد بكل فئاته، لرغبته في معرفة مزيد من الحكايات الخفية عن شخصياته المفضلة».

وتشير الليثي إلى أن «هناك بعض الأعمال التي أصابت الجمهور بصدمة، باعتبار أن الشخصية الشهيرة بارعة في مجالها فقط، وليس بالضرورة أن تكون لها جوانب سلبية»، لافتة إلى «أن البعض وصل به الحال لتقديس شخصيات بعينها ورفض التطرق لعيوبها».

وذكرت الليثي أن كتابة «السير الذاتية» تتطلب البحث والتحري، والحصول على شهادات من بعض المعاصرين، بهدف كتابة معالجة مناسبة للزمن الحالي، وعدم الاعتماد على الحكايات والقصص الشائعة.


مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
TT

مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)
زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)

خطفت تصريحات صحافية لنقيب الفلاحين بمصر، الاهتمامَ، بعد حديثه عن الفوائد الموجودة بـ«دود المش»، ووصفه له بأنه بروتين لا ضرر منه، في سياق حديثه عن الدود الذي يُصاب به محصول الطماطم، مشبهاً هذا بذاك.

وتصدر اسم «نقيب الفلاحين» حسين أبو صدام «الترند » على موقع «إكس» في مصر، الجمعة، وأبرزت الكثير من المواقع، إضافة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات له قال فيها إن الدود الذي قد يظهر في بعض الأحيان بثمار الطماطم لا يشكل أي خطر على صحة المواطنين، تعليقاً على ما انتشر من أخبار حول تعرض كميات من محصول الطماطم للتسوس.

وتصل أسعار الطماطم في مصر إلى 10 جنيهات للكيلو (الدولار يساوي 47.6 جنيه مصري)، وتتراوح في بعض الأسواق من 6 إلى 12 جنيهاً، وفق ما نُشر بموقع لسوق العبور (شرق القاهرة).

ووصف حسين أبو صدام الآفة التي يتعرض لها محصول الطماطم بأنها «يرقات حشرات غير مضرة بصحة الإنسان»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اليرقات لا تضر الإنسان وإنما تضر المحصول وتقلل إنتاجية الطماطم وطبعاً تشوه الثمار، وهو أمر يؤدي إلى تراجع أسعار المحصول، بالتالي يجب مكافحتها بالمبيدات ولكن إذا تناول الإنسان هذه اليرقات المسماة (التوتا أبسلوتا) المعروفة بحفار الطماطم فهي لا تضر صحته»، وأضاف أن «بعض هذه اليرقات يعد بمثابة بروتين بالنسبة للإنسان وفي دول أخرى يتم تناولها بشكل طبيعي، كم نتناول نحن المش بالدود ولا نصاب بسوء بل بالعكس هذا الدود يرتقي لمنزلة البروتينات».

وتزرع مصر نحو 500 ألف فدان من الطماطم سنوياً، بمعدل يزيد على 6 ملايين طن سنوياً، ويتراوح سعرها بين فترة وأخرى بين الارتفاع والانخفاض، فتصل أحياناً إلى 5 جنيهات (الدولار يساوي 47.6 جنيهات) وهو السعر الأدنى وفي بعض المواسم تصل إلى 20 جنيهاً، وفق تصريحات متلفزة لنقيب الفلاحين.

ووصف مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نقيب الفلاحين بأنها «غريبة»، وعدّ البعض هذا الوصف غير مقبول، خصوصاً أن «التوتا أبسلوتا»، كما قال، تقلل الإنتاج وتؤثر سلباً على جودة الثمار، وإن كان النقيب يستهدف طمأنة الجمهور فربما لم يفعل ذلك بالطريقة المناسبة.

ندوات إرشادية بخصوص مقاومة الآفات وزيادة إنتاجية المحاصيل (وزارة الزراعة المصرية)

ويرى الدكتور خالد عياد، الخبير بمركز البحوث الزراعية، أن «الدود أو اليرقات الموجودة في الطماطم تختلف عن اليرقات الموجودة في المش، فيرقات الطماطم قد تكون (توتا أبسلوتا) تسبب ثقوباً للثمرات»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو الإنسان تناول هذه اليرقات فلا يتعرض لمشكلة صحية، وهذه تختلف تماماً عن يرقات المش، فدود المش هو يرقات لبيض الذباب، تتطور حتى تصبح عذارى»، وأشار إلى أن «الذباب المنزلي خطر لأنه يحمل العديد من الملوثات، ووصفه بالبروتين قد يكون صحيحاً لكنَّ اليرقة تكون محملة بالباثوزين والمسببات المرضية والبيكتريا، فهذه الأسباب مع التراكم تؤذي الصحة، وإن كان الفلاحون يتركون بلاص المش بالعام والعامين فيتكون به فطريات وبيكتريا، تفرز سموماً تسمى (الميكرودوكس) قد تصيب الإنسان بأمراض».

وكشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن نجاح لجنة مبيدات الآفات الزراعية، في تدريب وتأهيل 345 كادراً في مختلف التخصصات المتعلقة بمكافحة الآفات وتداول المبيدات، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك في إطار خطة الدولة للارتقاء بمنظومة الاستخدام الآمن للمبيدات، وفق بيان لها.


إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
TT

إنتاج وقود مبتكر للطائرات من مخلّفات الطماطم

المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)
المشروع يركز على استغلال مخلفات الطماطم لإنتاج وقود طيران مستدام (جامعة غراتس للتكنولوجيا)

أعلن تحالف بحثي أوروبي، تقوده جامعة غراتس للتكنولوجيا في النمسا، عن مسار مبتكر لإنتاج وقود طيران مستدام من مخلفات إنتاج ومعالجة الطماطم.

وأوضح الباحثون أن هذه الخطوة تُعد واعدة لتقليل انبعاثات الكربون في أحد أكثر القطاعات صعوبة في التحول إلى الطاقة النظيفة، وفق النتائج المنشورة، الخميس، على موقع جامعة غراتس للتكنولوجيا.

وتُعد الطماطم ثاني أكثر الخضراوات استهلاكاً في العالم بعد البطاطس، في حين يحتل الاتحاد الأوروبي المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجها، بإجمالي حصاد يبلغ نحو 17 مليون طن سنوياً. إلا أن هذا الإنتاج يخلّف كميات ضخمة من الكتلة الحيوية المتبقية، غالباً ما يتم حرقها أو التخلص منها بتكاليف مرتفعة.

ويحمل المشروع البحثي اسم (ToFuel)، ويسعى إلى تطوير مفهوم مبتكر لمصفاة حيوية متكاملة تستغل مخلفات الطماطم، مثل الأوراق والسيقان والبذور والقشور والثمار غير الناضجة أو التالفة، لإنتاج وقود طيران مستدام، إلى جانب أسمدة وأعلاف حيوانية وزيوت غذائية. ويهدف فريق البحث لبناء عملية خالية من النفايات ومحايدة مناخياً، مع ضمان جدواها الاقتصادية.

ويعتمد المشروع على تقنيتين رئيسيتين لمعالجة الكتلة الحيوية. الأولى تركز على معالجة المخلفات بالحرارة والضغط ثم تُفكك خلاياها بشكل مفاجئ، ما يجعلها مناسبة لعمليات التخمر التي تُنتج دهوناً (ليبيدات) تُحوَّل لاحقاً إلى وقود طيران. أما التقنية الثانية فتحوّل الكتلة الحيوية تحت ضغط وحرارة مرتفعين إلى زيت حيوي وفحم حيوي.

وقبل تحويل الزيت الحيوي إلى وقود، تتم تنقيته من الشوائب؛ خصوصاً المركبات المحتوية على النيتروجين، لضمان جودة الوقود النهائي. وتشارك في تطوير هذه العمليات مؤسسات بحثية من البرتغال وكرواتيا والنمسا في تعاون وثيق. ثم تُحوَّل الدهون والزيوت الحيوية باستخدام تقنية مبتكرة ومعتمدة عالمياً لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وأكدت مديرة المشروع، مارلين كينبرغر، أن الهدف لا يقتصر على الابتكار العلمي، بل يشمل تحقيق جدوى اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن وقود الطيران المستدام «يجب أن يكون منافساً من حيث التكلفة ليتم اعتماده على نطاق واسع». كما أظهرت التحليلات البيئية أن العملية المقترحة تقترب من مفهوم «صفر نفايات»، مع إمكانية تحقيق حياد مناخي.

وينطلق المشروع رسمياً في 1 يناير (كانون الثاني) 2026، بمشاركة 11 شريكاً من 7 دول أوروبية، من بينها جامعات ومراكز بحثية مرموقة مثل جامعة زغرب، وجامعة فيينا للتكنولوجيا، وجامعة لابينرانتا الفنلندية، ومعهد فراونهوفر الألماني. كما يشارك شركاء صناعيون لتوفير مخلفات الطماطم وخبراتهم الصناعية.

ويبلغ إجمالي ميزانية المشروع 3.5 مليون يورو على مدى 4 سنوات، يحصل من بينها منسق المشروع، جامعة غراتس للتكنولوجيا، على مليون يورو. كما يشمل المشروع تدريب طلاب دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، إلى جانب إعداد استراتيجية شاملة للتسويق والنشر العلمي.

ويعتبر الباحثون أن المشروع يمثل خطوة عملية نحو تحويل النفايات الزراعية إلى مصدر طاقة نظيف، مع خلق فرص اقتصادية جديدة لصناعة الأغذية ودعم التحول الأخضر في قطاع الطيران الأوروبي.